الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أريد قنبلة نووية

مها أحمد

2006 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


بين تحريم نابليون بونابرت ركوب الخيل على المصريين إثر حملته العسكرية الشهيرة على أرض الكنانة (التي وطئت فيها أحصنة جنوده حتى الأزهر الشريف), وطلب إسرائيل عبر أمريكا وفرنسا سحب صواريخ حزب الله نهائياً أو لمسافة تبعد أربعين كيلو متراً على الأقل عن ما يسمى الخط الأزرق مروراً بمحاولات أمريكا المستمرة لمنع إيران من حيازة أو التمكن من مفردات الطاقة النووية خيطُ متين وإن يكن غير محسوس مباشرة وخطة خبيثة لتحويل كل من ليس عالماً أول إلى كتلة فائضة وكمُ مهمل مجرد من أسباب القوة ممنوعُ عليه أن يتجاوز دوره كمصدر غني للموارد وسوقٍ واسع لتصريف المنتجات وكل محاولة للخروج عن هذا التعريف يجب أن تضرب بعنف وهو ما حصل مع تجربة محمد علي وبعده جمال عبد الناصر في مصر ولاحقاً تدمير ما اصطلح على تسميته النمور الآسيوية ومؤخراً الضغط الدبلوماسي والإعلامي والعسكري على إيران المشروع النووي.
إنها ليست مؤامرة وهمية تختبئ خلفها الشعوب والدول المقهورة كما قد يحلو لـ الليبراليين العرب الجدد من دعاة الانفتاح على الغرب الإدعاء, أولئك المحتفون دوماً بقيم "العالم الأول" الإنسانية البديعة والمتعبدون أمام طوطم الحرية والديمقراطية الغربية... لهؤلاء نقول نحن منفتحون رغماً عنا وعن أنوف آبائنا, منفتحون حدّ الاستباحة على فضائياتهم وأقمارهم الصناعية "التي تلتقط دبيب النملة" وقنابلهم الذكية وأمراضهم (التي هي حصيلة مختبرات مخابراتهم) , منفتحون إما بقوة الانبهار أو سطوة القوة وأبواب أوطاننا مشرعة على نظريات واستراتيجيات يفبركها الغرب مفترضاً فينا بلاهةً جاهزة لاستقبال أي شيء وتبني كل شيء طالما هو (Made in USA) إلى حد أن يخرج عليك أحد عرّابي العولمة (توماس فريدمان) ليقول أن كل دولة يفتتح فيها مطعم ماك-دونالدز فرعاً تصبح عصية على العنف مصانة من الحروب الأهلية!... يا للسماء, أية وصفة عجيبة للتسامح والتعايش تلك؟..
لكن ماذا عن انفتاحهم هم علينا؟..هم أيضاً جاهزون لاستقبال كل ما يمكن أن يضيف إلى رصيدهم المصرفي والمعرفي والإنساني مورداً جديداً واللعب صار على المكشوف: السجون مفتوحة على مصراعيها "للإرهابيين" و "المهاجرين غير الشرعيين" القادمين عبر ما يسمى قوارب الموت من الجنوب المستنزف الفقير والإقامة سوف تمنح (حسب قانون ساركوزي للهجرة الانتقائية في فرنسا مثلاً) لذوي المواهب والكفاءات فقط..
إذاً على الرحب والسعة في بلاد الغرب إذا كنتم من حملة الشهادات وذوي المهارات وخصوصاً أنّ دولكم لا تحتاجكم فلا خطط تنمية تستوعب تلك الإمكانات ولا مشاريع منتجة توظف الطاقات والموارد البشرية ولا من يحزنون... ورغم أن خسارة العرب (حسب منظمة العمل العربية) تبلغ مليار دولار سنوياً نتيجة هجرة العقول, هناك للآن من يضرب كفّاً بكفّ حائراً فاقد الحيلة أمام تفوق إسرائيل النوعي على العرب مجتمعين ويفوتهم أن ما تنفقه إسرائيل على البحث العلمي يقدر بثلاث أضعاف ما تنفقه الدول العربية وأن ميزانية كاليفورنيا وحدها للبحوث العلمية أكبر ما يرصده العرب من إجمالي دخلهم القومي للبحث العلمي.
مهندسون, أطباء, علماء, مفكرون تضيق بهم سبل الإبداع في دولهم الفقيرة فيحزمون عقولهم وكفاءاتهم ليستقروا في بلاد المهجر, ففي مصر وحدها هاجر في الخمسين سنة الأخيرة(450000)مواطن مصري من ذوي الشهادات العليا ومن إفريقيا هاجر (67000) عالم إلى الغرب بين عامي (1965 – 1985) بينما تدفع إفريقيا (4) مليار دولار للخبراء الأجانب لتعويض عقولها المهاجرة, والهند المصدّر الأول لخبراء هندسة الحاسوب إلى أمريكا تخسر (2) مليار دولار سنوياً بسبب هجرة (200000) خبير معلوماتية...
أما من يبقى في وطنه مُغمضاً عينية عن بريق المغريات المادية وأمجاد النجاح في الغرب فلن ينفتح في وجهه إلا أبواب الإحباط واللهاث وراء لقمة العيش أو التطرف بكل اتجاهاته ودرجاته وقد يغدو هدفاً سهلاً للموت انتحاراً (كما حدث لطالبة ثانوية عامة لم تنل المجموع المطلوب فتناولت سمّاً في طريق عودتها للمنزل وهي الحادثة الأشهر من مئات) أو اغتيالاً كما يحصل لعلماء العراق (182 أستاذاً جامعياً قتلوا في عام واحد و12% من الأطباء تخلو عن عملهم خوفاً من القتل) ...
وإذا كانت الهند و الباكستان ومؤخراً إيران اختارت أن تخوض تجربة الاستفادة من الطاقة النووية رغم حجيج الغرب واعتراضاته غير المجدية فما بال الدول العربية ببراميل نفطها الهائلة تترنح بين موقفين فهي إما الصلعاء التي تتباهى بشعر أختها (على أساس أن القنبلة النووية إسلامية) أو الصلعاء التي تغار من شعر أختها (بعض العرب يخافون القنبلة النووية الشيعية!..) ويبدو أنه لا أمل يرجى من العرب أكثر من ذلك ولذا أتوجه للفرس (على رأي وليد جنبلاط) بالقول: من فضلكم نريد قنبلة نووية.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح