الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آمنت لك يا دهر … ورجعت خنتني !

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ايها الانسان مهما كنت ، واينما كنت … لا تكن واثقا من شئ !

حدث ما لم يكن متوقعا لترامب ، ولأسرته ، وهُزموا في معاقلهم ، وانفك السحر ، وانحلت العقدة ، وانتهى تاريخ ، وبدء آخر … فخرج ابنه الاكبر بذقنه النابت يؤدي طقوس الحزن في جو باعث على الانهزام … نيابة عن الاسرة المفجوعة على مجد ولى وراح مثل حلم عابر … يبدو عليه الخزي ، والانكسار ، وروح الهزيمة بعينين ممتلئتان بدموع ترفض الانحدار … وهو يطالب كاميركي بالعدالة لوالده الذي سُقي هو الاخر الهزيمة كلها في نهلةٍ واحدة !
ان الذي يحز في نفس ترامب ، واسرته ان عرابهم الفقاعة لم يُكمل الولايتين في البيت الابيض اسوة بغيره من الرؤوساء الامريكان الذين سبقوه … فكل الرؤوساء اكملوا فترتين إلا هو ، ونيكسون الذي خرج بفضيحة ووتر گيت … حتى اوباما الذي ينتقص ترامب من امكانياته ، وانجازاته ، وينظر له نظرة لا تخلو من العنصرية ، استطاع ان يحصل على ولاية ثانية بسهولة مريحة … الا الاحمق ترامب الذي تحول مهزوما بين عشية ، وضحاها … ومن دب مفترس ، ومؤذي الى دب منزوع المخالب ، والاسنان لا يصلح لشئ الا راقصا مهرجا في سيرك رخيص !
نرى هذه الايام انفسنا امام احد الافلام الرخيصة المبتذلة … في مشهد بدا آية في الهزل … الذي يبدو فيه ترامب ، وكأنه قد طُرد من رئاسة الصدفة التي اتت به رئيسا لاعظم دولة في التاريخ ، وتداعى في ايام قصر الرمال الذي شيده طوال السنوات الماضية … مما سبب له انتكاسة كبيرة ، وغير متوقعة ، وهو الذي اعد العدة لاقامة الاحتفالات ، والليالي الملاح بالنصر السهل على غريمه الديمقراطي ، والذي طالما ، وصفه استصغارا بالنعسان !
كان ترامب بغروره المرضي يتصور بان الانتخابات ستكون نزهة جميلة في حدائق ، ومروج غناء سيخرج منها في النهاية بانتصار عظيم مكللا بالغار ، ولم يحسب حساب ان من كان يعول عليهم من الناخبين قد غيروا مزاجهم فجأةً ، وقلبوا له ظهر المجن مثل اليهود الامريكان الذين قدم لدولتهم المدللة اسرائيل خدمات لا تقدر بثمن ، ولكنهم انحازوا في النهاية الى الطرف الاخر ، وانتخب معظمهم ، وبنسبة 77 % بايدن نكاية بترامب ، وتصرفوا كاميركان رافضين سياساته المزاجية … خاصة المتعلقة بالمناخ ، والصحة على اثر انسحابه من منظمتي الصحة العالمية ، ونادي باريس للمناخ … الخ ! وبالمناسبة ، والشئ بالشئ يذكر … اين صديقك الحميم نتنياهو الذي اشاح بوجهه بعيدا عنك بحجة عدم رغبته التدخل في الانتخابات الامريكية التي هي شأن داخلي بعد ان استغفلك ، واخذ ما يريد ان ياخذه من غبائك ؟ واين حائط المبكى الذي بكيت امامه دون دموع ، ووضعت في ثقوبه نذرك ، الم يشفع لك ؟
لقد احدث ترامب انقساما خطيرا في المجتمع الامريكي ، وشرخا في الحزب الجمهوري مما دفع ببعض المستائين من اعضاءه الى انتخاب المرشح الديمقراطي تشفيا بترامب … ومعاندة بعضهم الآخر له ، واعترافهم بالهزيمة منذ بداياتها ، واعابوا عليه الطعن بنزاهتها … لقد جاء انتصار بايدن الغير متوقع لانه رفع شعار إلا ترامب الذي بقناعة الاكثرية تحول فعلا الى ضرس ثائر لا يسكن حتى ينخلع ، والخلاص من شره ، واذاه … وهكذا فعل الشعب الامريكي ، وانحاز الى بايدن !
تبدو المدن الامريكية اليوم ، وكأنها قد أَخرجت كل احشائها الى الشوارع احتفالا ، وابتهاجا بالنصر التاريخي … لتكتب الجماهير المنتشية بالنصر على وجه الحياة بدايةً جديدة لعهد جديد خالٍ من الرقيع ترامب ، وسخافاته ، ولسانه السليط الذي لم يسلم منه احد لا الاموات ( جون ماكين ) ولا الاحياء … وصف بيلوسي في احدى تغريداته : she is incompetent, third-rate politician بانها غير كفوءة ، وسياسية من الدرجة الثالثة … على اساس هو كفوء ، وسياسي من الدرجة الاولى … اين هو ؟ واين بيلوسي الان ؟
المهم :
الكل بانتظار ان يتنازل عن كبرياءه الفارغ ، ويسلِّم بالهزيمة ، وينقل السلطة الى الرئيس المنتخب ، ويخرج نهائيا من التاريخ !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد