الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات مرسي وانتخابات حسين/جو

طارق الهوا

2020 / 11 / 8
كتابات ساخرة


عندما فاز محمد مرسي بانتخابات مصر بعد سقوط نظام حسني مبارك ظاهرياً، هنأ الرئيس حسين أوباما محمد مرسي بالفوز رغم كل ما قيل عن تزوير هذه الانتخابات، وكان على رأس من قالوا مؤسسة جيمي كارتر التي أشرفت عليها واعترفت بحدوث تجاوزات، وكانت كلمات أوباما لأحمد شفيق منافس مرسي تدل على رغبته شخصيا في وصول الإخوان لحكم مصر، رغم التزوير والبلطجة التي حدثت إذ قال "لقد واجهت أوقاتا صعبة ونافست بشرف".
يبدو أن مصممي نجاح حسين/جو في الانتخابات الاميركية اقتبسوا أسلوب انتخابات مرسي، فما رشح من تزويرات حتى الآن يثبت على سبيل المثال فقط في دوائر ديترويت بولاية ميشيغان، رصد حوالي 4788 صوتاً مكرراً، و32519 صوتاً لمواطنين انتخبوا خارج القوائم المسجلة للمصوتين، كما صوّت موتى بلغ عددهم 2503، بينهم اسم يعود تاريخ ميلاده إلى عام 1823. وهذه معجزة لا يستطيع أن يفعلها حتى المسيح، لأن المتوفي أصبح رمادا متناثراً.
وفي ولايات أخرى فوجيء ناخبون بمن يقول لهم لقد صوتم فما سبب عودتكم؟ وبلغت ذروة دراما الأفلام الأميركية في تهنئة حاكم ولاية للرئيس ترامب بقوله له على الهاتف: "جاءت نتائج فرز الأصوات في صالحك"، وبعد دقائق ظهرت النتائج على الشاشات عكس مصلحة الرئيس ترامب، فهل كذب الحاكم أم لم يعرف بالنتيجة المسبقة المُعدة من وراء ظهره بواسطة مصممي انتخابات محمد مرسي ومليونيات ميدان التحرير كل يوم جمعة؟
أنا شخصيا نسيت كمامتي مساء يوم الانتخاب، وكنت ذاهباً إلى الصيدلة لأخذ الدواء، فذهبت إلى أقرب مركز تصويت، وقالوا لي وهم يضحكون أنت آخر شخص.. دقائق وسنغلق، فقلت أنا هنا من أجل كمامة فقط لأذهب إلى الصيدلية، وعندما عدت إلى منزلي فوجئت بأن نتيجة الولاية برمتها كانت على الشاشة، فهل يُعقل أن احصاء ملايين أصوات ولاية تم في خلال عشرين دقيقة؟
هل كان الرئيس ترمب محقاً حين قال من أسابيع أن آلية التصويت عبر البريد ستفتح أبواب التشكيك في نتائج الانتخابات برمتها؟ يبدو أن الرئيس ترامب كان على حق، خصوصاً في مسألة الأموات الذين لم يقمهم المسيح ولا الله الذي يحيي العظام وهي رميم.
كل بيانات استطلاعات الرأي في هذه الانتخابات فقدت مصداقيتها مرة ثانية، بعدما فقدتها في انتخابات ترامب/كلينتون 2016، فقد صوّتت ولايات الجنوب الأميركي لترامب، وهي المعروفة بكثافة أصوات الأميركيين الأفارقة فيها، فقد توقع الجميع وتوهم القيمون على هذه المراكز بعد مقتل جورج فلويد، إنها لن تصوّت للرئيس ترمب بالمرة، وكذلك فعلت نساء أميركا، اللواتي قيل عنهن إنهن لن يصوتن لترمب، الذي أنفقوا مليارات الدولارات لإتهامه بالتحرش الجنسي والتحري عن هذه الاتهامات، وبلغت ذروة مفارقات دراما الأفلام الاميركية في اتهام ممثلة أفلام اباحية له بالتحرش بها.
كانت أغرب مفارقات دراما الأفلام الاميركية، واليهود من أكبر منتجيها، ما جرى في ولاية نيويورك المعروفة بكثافة وقوة ونفوذ وفاعلية صوتها اليهودي. كان طبيعياً أن يكون تصويت هذه الولاية لصالح الرئيس دونالد ترمب، لأن ما قدمه لإسرائيل لم يفعله أي رئيس أميركي منذ سبعين سنة، مثل قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وتسويق مشروع السلام والتطبيع بين إسرائيل ودول العالم العربي، ورغم ذلك صوّتت ولاية نيويورك ويهود أميركا بالكامل لصالح حسين/جو، الذي لم يقدم لإسرائيل أي شيء وكانت العلاقة متوترة بين البلدين طوال عهده الذي امتد فترتين رئاستين والثالثة ستبدأ في كانون الثاني القادم.
من جهة أخرى، لم تكن دعوة المسلمين بواسطة أئمة مساجد أميركا وشيوخ مؤسسة "كير" وعناصرهم خصوصا العاملين في مؤسسات الحكومة الفيدرالية إلى التصويت لبايدن مفاجأة هوليوودية، لأن ترامب منع إيواء العناصر الإرهابية الإسلامية تحت بند "لجوء سياسي" مثلما فعل حسين أوباما، وكان أوضحها وأكثرها غرابة مع إبن أحد قياديي الإخوان المسلمين الذي كان محبوساً في مصر، لكنه تنازل عن جنسيته المصرية وتم ترحيله إلى أميركا بناء على ضغط من أوباما على السيسي الذي كان في بداية عهده متوجسا من خفايا ما ينتظره.
خروقات الانتخابات الاميركية الأخيرة كانت فاضحة لا تليق بدولة تقول أنها راعية الديمقراطية في العالم، وترامب حفاظا على كرامته الشخصية لم يقبل بنتائجها، وسيبدأ محامون بتقديم الدفوع في كل محكمة محلية وفيدرالية على صعيد الولايات، بهدف الوصول إلى المحكمة العليا في نهاية الأمر، لكن من تابعوا بدون انفعال الكلمة التي ألقاها ترامب في وقت متأخر يوم الانتخابات، أدركوا إنه لم يكن يدافع عن هزيمته، بقدر ما عرى النظام الانتخابي الأميركي ودولته العميقة.
واضح من طريقة تعامل هذه الدولة العميقة للخائفين على الثقافة الاميركية من ردات زلازل أوروبا، أنها عمياء عن كل شيء ما عدا مصالحها، وأنها لا تدرك الخطط الخبيثة لضرب صيغة التعايش الاميركية، وتنمية النعرات الإنفصالية، والتشجيع على هدم النموذج الأميركي في الفردية، وهي نفس الخطط التي تحاول تدمير أوروبا من الداخل.
كل عيوب الرئيس دونالد ترامب الشخصية، وأخطرها أنه كان يقول ما يدور في رأسه بدون مواربة، لا تمنع من قول أمر واحد وهو أنه دق ناقوس الخطر الذي يهدد الثقافة الأميركية، لكن الدولة العميقة التي تهتم بمصالحها المالية لم تأبه، واقتبس مندوبوها تكتيك انتخابات محمد مرسي لكن بتقنية أعلى لإزاحة ترامب، الذي يصعُب عليه ربح قضيته في المحاكم، لأن الحكم لصالحه سيسقط ورقة التوت عن أميركا.
أميركا لا تعرف ماذا ينتظرها، فقد قال حسين أوباما، المؤمن بأن أميركا إمبراطورية تغرب، صراحة في ميشيغان "من سينتخب بايدن فقد انتخبني". الجملة واضحة تماما. من جهة أخرى، لاحظ كثيرون في أميركا أن كامالا هاريس بدأت بعد اختيارها مباشرة بكتابة هاريس/بايدن على خطاباتها ويافطات حملتها الانتخابية، وليس بايدن/هاريس كما تقتضي الأعراف السياسية.
المرجح أن أميركا ستشهد صراعا خفياً بين أوباما وهاريس على السيطرة على رجل لا يعرف أحيانا في أي مدينة هو، وقال أمام الكاميرات في مقابلة متلفزة على الهواء أن منافسه جورج .. وعندما قال في المرة الثانية جورج بوش، صححت له زوجته همساً إسم منافسه، فضحك ولم يقله.
عندما تمكن الخرف من رونالد ريغان من النصف الثاني من فترة رئاسته الثانية، أدار نائبه جورج بوش الأب شؤون البيت الأبيض بخبرته الديبلوماسية كسفير سابق وكمدير للسي أي أيه، فما هي خبرة كمالا هاريس لتقود بلداً بحجم أميركا لو تمكن الخرف من بايدن أو توفى، فالرجل في الثامنة والسبعين من عمره وسينهي رئاسته وهو في الثانية والثمانين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع