الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورقة التوت الترامبية

الشربيني المهندس

2020 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


من باب الشغف المعرفي وبوابة مثلثات التساؤلات .. متي سنقول هالو جو بالبيت الأبيض والعالم .. ؟
الحلم بالسلطة مرض يدخل الأنسجة ويقيم ..
هل جاءت الفرصة لجو بايدن (( الذي انتظر طويلا .. نائب الرئيس الديمقراطي باراك اوباما ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس )).. وقد تمكن من هزيمة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب هل تصادفه الفرصة كما يقول
((قال لي أبي: يا جو أنت تستطيع أن تغيِّر العالم ولكن لا بد أن تتمسك بإيمانك واحترس من الذئاب » ..
كان يشارك من دون أن يكون الرجل الذي يضرب الطاولة بقبضته أو الرجل الذي يقلب الطاولة. لم يكن سارق الأضواء لكنه كان يروّض نفسه على الصبر الطويل على أمل .. كان ترمب أشبه بعاصفة هبت على أميركا من خارج القاموس العادي لرؤسائها، في حين بدا بايدن وريثاً صبوراً لتقاليد واشنطن ومؤسساتها يخطئ ويصحح من دون أن تغريه خيارات الحسم الصارخ واللاعودة.
نعرف أن هدايا الحظ لا تكفي وأن على المرء أن يلاقي حظه، وأن يوفر قاعدة للإفادة من الفرص حين تتاح.
بايدن تلقى هدية غير متوقعة، ومن دون أن يكون له أي دور فيها. انقضّت جائحة «كورونا» على العالم وفاجأت الجميع بلا استثناء. ليست سهلة «إزالة آثار الترمبية» التي يتحدث عنها كثيرون، خصوصاً أنها كشفت تمزقات عميقة في المجتمع الأميركي كشفتها الجائحة كورونا .
أشعل ترمب في الناخب الأميركي ثأر الرجل الأبيض. وخرج الأميركيون البيض ينتخبونه انتقاماً من سنوات أوباما. لكن تخبط دونالد ترمب وهو يخوض حروباً ومعارك أعقد وأصعب من خبرته ومن ثقافته التاريخية والسياسية. ظن أن الدنيا كلها «صفقة» دونالد ترمب مرحلة عاصفة وصاخبة في تاريخ أميركا وتاريخ العالم. لقد حقق لإسرائيل فرصة كبيرة في طريق حلمها من الفرات إلي النيل السوداني ولكنه ترك قضية القرن رغم أنفه ..
ترامب المقاول لا يقرأ التاريخ .. فقد غادر كارتر بائع الفول السوداني البيت الأبيض بعد معاهدة كامب ديفيد لكن يبدو انه قد ادي الدور المطلوب منه وهكذا ترامب المغرور لم ينتظر استمراره في البيت الأبيض أولا ثم يستكمل مبادرة القرن بل وكالعادة حاول استغلالها لكنه نسي أنه بين مطرقة نتينياهو وسندال كوشنير اليهوديان
لقد وقع في الولايات المتحدة متغير هائل بعد أربع سنوات من متغير هائل، يدعى، في الحالتين، دونالد ترمب.
كان علي ترامب الاحتفاظ بورقة التوت ..
لم يستطع السيطرة علي كورونا لكن ورقة العالم العربي الهشة وإسرائيل المراوغة دوما جاهزة للاستغلال بما سمي صفقة القرن التي تسارعت كورقة مميزة في الانتخابات ..
المشكلة ان الورقة كانت تحمل بصمة شريكه التي يحتاجها في طريق الاحتفاظ بالسلطة في إسرائيل ..
لقد حان الوقت ليحتفظ لنفسه بورقة التفويض الإسرائيلي لترامب..
العالم من منابر الحملات الانتخابية شيء ومن نافذة البيت الأبيض شيء آخر. للمصالح كلمة حاسمة في أي قراءة هادئة لمستقبل العلاقات.
الأرقام أكثر دقة من التحليلات وجاذبية المفردات. ولا بد من الانتظار لمعرفة ملامح أميركا ما بعد ترمب.
لكن الصورة تغيرت بدون ورقة التوت ..
وأرسل نتينياهو التهنئة لجو أخيرا ..
قد يفاجأ العالم بالاختلاف الشاسع بين جو بايدن وبارك أوباما. عندما يتملك بايدن زمام أموره ويصبح رئيساً للولايات المتحدة...
وإذا كان نائب الرئيس يستكين غالبا في الظل فهل سيصبح زوج كاملة الهندية الأصل بديلا لكوشنر وكلاهما يهودي والسؤال المنسحب عن فرصة أخيرة لترامب ومن أخفاها .. ؟
ومن هنايجب أن نتوقع أن ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان سيكون أولوية في نظرة بايدن للشرق الأوسط وسيدفع باتجاهها بقوة لم نعرفها من قبل.
فرغم أن بايدن يبدو هادئاً مع تقدمه في العمر فإنه شخصية شديدة الحماس فيما يخص ما يعتقده صواباً، لا يترك أمراً إلا وينهيه
هل سيكون بايدن صديقاً لنتنياهو، كما كان الحال مع ترمب أو باراك أوباما. ؟
بايدن لن يستسيغ نتنياهو، فكلاهما لديه إيغو (ego) أو غرور شخصي لا تتسع له غرفة، ونتنياهو يتمتع بما يسميه المصريون «الجَلْيَطة» السياسية (التذاكي الفج) وهذا لن يروق لبايدن أبداً.
هل سيقولها كورشنر .. لا بد لنتنياهو أن يتخلى عن غروره وتصوير نفسه على أنه يعرف مصلحة أميركا أكثر من الأميركان حتى يمكنه التعامل مع بايدن ولن تفيده ورقة التوت التي أخفاها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت