الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب و التطبيع بعد 30 عام من اغنية - وين الملايين ؟ -

محمد مصطفى عبد المنعم

2020 / 11 / 10
القضية الفلسطينية


نها اغنية " وين الملايين " التى غناها الثلاثى جوليا بطرس و سوسن حمامى و امل عرفه وكتبها الشاعر علي الكيلاني. الاغنية التى هزت العالم العربى لسنوات منذ عام 1988 . بدعم ليبى من الزعيم الليبى الراحل " معمر القذافى " ، فى ظل الانتفاضة الفلسطينية الاولى 1987 التى اندلعت بالصدفة بعد دهست شاحنة إسرائيلية يقودها إسرائيلي من أشدود سيارة يركبها عمال فلسطينيون من جباليا-البلد متوقفة في محطة وقود، مما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين فاعتبرها الفلسطينيون حادث متعمد وهاجموا قوات الاحتلال الاسرائيلى بالحجارة فسميت " انتفاضة الحجارة " ، واستمرت الاغنية تزاع على التلفزيون الفلسطينى والعراقى والليبى .

ثم انتشرت فى باقى الدول العربية اثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية سبتمبر عام 2000 بعد دخول وزير الدفاع الاسرائيلى حينها شارون للمسجد الاقصى بشكل مستفذ اتضح فيما بعد انه كان متعمد ذلك لافشال المفاوضات التى كانت جارية بين الاسرائيليين والفلسطينيين وكانت قد قاربت على ايجاد اتفاق سلام ، وبالفعل نجحت خطته وتوقفت المفاوضات وبدات احداث الانتفاضة الثانية .

حينها كانت المدارس يخرج منها الطلاب وانا منهم بشكل عفوى نهتف ضد اسرائيل و نطالب بالحرب لتحرير القدس ، وكان الغضب يملا الشوارع العربية كلها وتجاوبت الحكومات مع عنتريات الشعوب العربية فمثلا قال الرئيس اليمنى المقتول " على عبد الله صالح " انه على استعداد لمحاربة اسرائيل وتحرير فلسطين لو كان يحكم مصر !!! ، فرد عليه الرئيس الراحل حسنى مبارك ساخرا ب " الى عايز يحارب يجيب جيشة ويتفضل سينا اهه " منددا بالعنتريات والمزايدات التى كانت تهاجم مصر حينها بسبب التزامها باتفاقية السلام مع اسرائيل .

وبالعودة للاغنية ونحن حاليا فى عام 2020 ومضى العمر بمن عاصر تلك الاحداث وشاهد ما حدث بعد ذلك للمطربات اللائى كن يقلن فى الاغنية " للثوة رجال ما يشتروا بالمال " ومصير الحكام الذين زايدوا بالقضية الفلسطينية نجد ثبات نمط التفكير عند العرب بعد اكثر من 30 عام تجاه اسرائيل والذى يتضح من التعليقات اسفل فيديوهات تلك الاغنية التى تردد شعارات الستينات من القرن الماضى ، بالرغم من تبدل حال مطربات الاغنية !!!

الواقع اثبت ان الدول التى وقعت سلام مع اسرائيل مثل مصر والاردن كانت اكثر الدول التى كانت شعوبها رافضة للتطبيع فى حين ان الدول التى وقعت اتفاقيات سلام فى عام 2020 كانت اقل رفضا للتطبيع بمراحل ، ولعل السبب هو ان مصر والاردن هى اماكن كانت ولا تزال تنشط فيها الانتمائات للتيارات الاسلامية والعربوبية ، فالرئيس جمال عبد الناصر بكل مبادئه ماذال فى نظر الاغلبية الساحقة من المصريين هو بطل العروبة والشرف ، كما فى الاردن اغلب المواطنين هم من اصل فلسطينى وتنشط بينهم جماعات الاسلام السياسى ، فاصبح الشارع العربى بالاجمالى منقسم ما بين كراهية اسرائيل او التطبيع معها ، على عكس حاله الاجماع التى كانت سائده وقت تلك الاغنية .


جوليا بطرس المطربة اللبنانية التى غنت المقطع الاول الذى كانت فيه جمل حماسية مثل " الله معانا اقوى واكبر من بنى صهيون يشنق يقتل يدفن يقبر أرضي ما بتهون ....... " ، الفنانه اخذت تجمع ما بين الاغانى الوطنية والعاطفية فاصبحت المطربة المفضله لجمهور حزب الله فى لبنان فغنت اغنية للهجوم على معارضى حزب الله اللبنانيين من احزاب وهى اغنية " منحبك " ضد فريق 14 اذار ، ثم غنت " بتنفس حرية " الى ان اندلعت احداث الثورة السورية 2011 فاختارت الوقوف مع النظام السورى ورئيسه " بشار الاسد " واعتبرت ان مظاهرات الشعب السورى ليست من اجل ان الشعب يريد " يتنفس حرية " انما هى مؤامرة ضد سوريا .

اما الفنانه " سوسن الحمامى " التونسية التى غنت المقطع الثانى من " وين الملايين " والذى اوله " ناديت وما جالى والى من 100 مليون ..... " فشاركت فى غناء عدة اغانى وطنية واغانى عاطفية بسيطة وقامت باحياء حفلات فى بغداد عام 1991 مع زميلاها "لطفى بشناق " ، الا ان ما يتردد هو النظام التونسى برئاسة الرئيس الراحل " زين العابدين بن على " غضب عليها وتم منعها من الغناء واجبارها على اعتزال الفن نهائيا وبالفعل اختفت من الساحة الفنية حتى بعد رحيل النظام 2011 .


المطربة الثالثة " امل عرفه" السورية والتى غنت المقطع الثالث الذى اوله " فى غياب الوحدة العربية سياله الجروح ........ " فاحترفت التمثيل والغناء العاطفى والغناء الاستعراضى وتقديم البرامج الترفيهيه وكتابه المسلسلات وتركت السياسه ودعمت الرئيس السورى بشار الاسد بعد احداث 2011 .وحديثا فجرت ازمة بقيامها بتمثيل مشهد خادش للحياء فى مسلسل " شارع سيكاغوا " حيث ادت دور سادية تجبر رجل على لعق اقدامها فى مسلسل كان من المفترض انه للاسرة ، بالرغم انها من كانت تقول فى الاغنية " عبيتوا البنوك ؟ نسيتوا اليرموك ؟ " فى اشارة لرفضها الاهتمام بالمال ونسيان الجهاد .
ا
الاغنية كانت تتحدث عن قضية الوحدة العربية وعروبة فلسطين ولم تتطرق لاعتبار فلسطين وقف اسلامى او جهاد ضد اليهود ولكن التركيز كان على الارض العربية المحتله ، وتقبلتها الشعوب دون ان يظهر اغتراض من نوعيه " كيف لمطربات غير ملتزمات بالزى الاسلامى يحرضن على الجهاد ؟ " ، والاغرب هو استمرار شعبية الاغنية بالرغم من تغير الواقع السياسى ، فقضية فلسطين لم تعد قضية العرب الاولى كما كان الحال قبل ما يسمى ب " ثورات الربيع العربى " فالعرب فى مازق ما بين دول فى خطر يهدد وجودها مثل سوريا ولبنان والعراق واليمن وليبيا و السودان ودول اخرى ودول تحارب الارهاب والتدخل الخارجى والاقتصاد والامن الداخلى هو الاولوية لها .

فى 2020 لم يعد الحلم هو الوحدة العربية بل اصبح الحلم هو الحفاظ على الدول العربية من الفوضى والارهاب ، فبعض الدول دعمت جماعات اسلامية لا تؤمن لا بالدوله الوطنية ولا بالقومية العربية مما ادى لانهيار الدول التى كانت تزايد باسم الامه العربية وقضيه فلسطين فنجد ان سوريا والعراق و ليبيا ولبنان واليمن تم تدميرهم باسم الربيع العربى فاصبح حال الفلسطينيين الان فى الضفه الغربية افضل من حال مواطنى تلك الدول ، بل وانقسم الفلسطينيون بين حكومة فتح فى الضفه الغربية و حركة حماس فى قطاع غزة !!!

حتى الان نجد التعليقات اسفل اغنية " وين الملايين " بالاعجاب والشعارات القديمة والكلام المنفصل عن الواقع ، فالاعجاب بتلك الاغنية قبل 2011كان له ما يبرره ، ولكن الان وقد اتضحت الصورة واتضح ان الفلسطينيين انفسهم فى حاله انقسام وكل حكومة تريد الملايين ليدعموها ضد الاخرى ، فالمواطن العربى الثائر لم يتعلم من ما ال اليه حال المطربات الثلاثه ولا الدول التى ذايدت بنفس تلك الاغنية ، ولا بمن يدعوا للجهاد ويغنى له ليربح الملايين ويسكن فى افخم المنازل ويعلم ابنائه فى الخارج ويدعوا ابناء غيره للقتال والجهاد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24