الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الأمريكي يحسم نتائج الانتخابات لصالح بايدن!

صبحي مبارك مال الله

2020 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


وأخيراً حُسمت نتائج السباق الإنتخابي لصالح نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن من الحزب الديمقراطي،بعد صراع طويل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي وحلفاؤهما وقاعدتهما الشعبيتين.لقد أفرزت الانتخابات الأمريكية مظاهر ومشاهد سياسية غير مسبوقة من قبل،ومشاركة واسعة النطاق من قبل الشعب الأمريكي حيث شارك في الانتخابات مائة وخمسين مليون ناخب. لقد تجسد الصراع الطبقي والإجتماعي في هذه الانتخابات، والصراع بين منهجين مختلفين لكلا الحملتين حيث تبلورت حملة ترامب حول شخصية ترامب المثيرة للجدل والثانية حول برنامج مختلف يدعو إلى إستعادة الأسس الديمقراطية ووحدة الشعب الأمريكي. منذُ تسنم ترامب منصب رئاسة الولايات المتحدة 2016والشعب الأمريكي يغرق في الفوضى والقرارات الإرتجالية واللغة العنيفة والمتبرمة غير السياسية و التي تفتقد الدبلوماسية والتراجع عن العهود والمواثيق والعديد من القوانين المفيدة للشعب. ولهذا إنقلبت المفاهيم والتقاليد الأمريكية المعروفة. هناك عدة أسباب ومواقف التي مارسها الرئيس ترامب في سنوات حكمه مما دفع ذلك إلى عدم فوزه.وبداية نقول إن الولايات المتحدة الأمريكية هي رئيسة النظام الرأسمالي في العالم وعندها إمتيازات إقتصادية جبارة، وقوة عسكرية مسلحة تعتبر الأولى في العالم ولها موقع كبير ومتقدم بين المنظمات الدولية في الأمم المتحدة وأحد أعضاء مجلس الأمن المهمين من الدول العظمى . نظامها الإنتخابي من أعقد الأنظمة الانتخابية بل هي الوحيدة التي لديها هذا النظام والذي هو مصمم للحد من تمثيل الطبقات الوسطى والكادحة والعمال والأقليات بسبب تعقيدات الترشيح وهي تعتبر نظام ديمقراطي نيابي . لسنا في معرض إستعراض التفاصيل ولكن نؤكد على أن هذا النظام يتيح إنتخاب المجلس التشريعي المكون من غرفتين (النواب 438 عضو+100 عضوالشيوخ) الإنتخاب غير مباشر الملايين التي تنتخب يمثلها المجمع الإنتخابي عدد أعضائه 538 على عدد أعضاء المجلس التشريعي بغرفتيه الذين يقررون النتائج الانتخابية بعد الانتخابات الشعبية. عدد الولايات المشمولة خمسين ولاية ولكل ولاية نظام إنتخابي، و مجلس تشريعي وحكومة وجميع الولايات يتحكم فيها الحزبين الرئيسين الجمهوري والديمقراطي والحلفاء وتوجد أحزاب صغيرة ليس لديها قوة تصويتية وممكن ان تتمثل في مجالس الولايات التشريعية. فالذي يقررمصير الرئاسة هو المجمع الإنتخابي أذا حصل المرشح على 270 فما فوق، نتائج الانتخابات الحالية 214 صوت لترامب مقابل 290 صوت لبايدن فالمتبقي 34 صوت على أمل أن يعقد المجمع الإنتخابي بعد الإنتهاء من العملية الانتخابية.أصوات الولايات تختلف من ولاية إلى أخرى بفارق كبير بعضها عن بعض.
مواقف ترامب :- السياسة الداخلية والسياسة الخارجية فعلى المستوى الداخلي بخلاف كل الرؤساء السابقين، لم يبرهن السيد ترامب بأنه رئيساً لكل الأمريكين من خلال التمييز العنصري ضد السود والأقليات ولم يستطع كسب الشعب الأسود من خلال موقفه الغريب من حوادث القتل للسود . المشاكل الإخرى جائحة كورونا التي سببت وفاة أكثر من 250ألف مريض أمريكي ولازالت الإصابات مستمرة بالآلاف نتيجة إستهانته بالمرض ولم يأخذ بنصائح الأطباء وتوصياتهم، إنخفاض الإنتاج القومي ،قلة فرص العمل(أزمة البطالة) بسبب الجائحة،عجز الموازنة المالية،الموقف من الهجرة والمهاجرين ومنع دخول المسافرين لبعض البلدان، الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، الانسحاب من إتفاقيات حول الإحتباس الحراري-إتفاقية بارسي -للمناخ، نقض وإلغاء القوانين الخاصة بالرعاية الصحية والتي إقترحها الرئيس السابق باراك أوباما وهاجم كل ماقام به أوباما. كما تميز بالإنفراد بالقرارات وسرعة تغيير مواقفه، لم يتفق مع القوانين والأعراف، موقفه من المرأة.
لقد تميز بإداء سيئ أثناءالعملية الانتخابية من خلال إعلان نفسه الفائز قبل بدأ العملية الانتخابية والدعوة تحت شعارات متطرفة يسندها اليمين المتطرف والقوميين المتعصبين الذين لايعترفون إلا بالجنس الأبيض كما أشاع نظرية المؤامرة وبأن اليسار و التقدميون سوف يأتون بالخراب على أمريكا ويعلن صراحة بأن الانتخابات ستكون مزورة وبدلاً من الهدوء والصمت الإنتخابي ـ لاحظنا مئات التغريدات والتهجم على المواطنين .خلال أربعة سنوات من التوتر والإحتقان والتصريحات المفاجئة غير المسؤولة. أما مايخص السياسة الخارجية فقد كانت متوترة مع جميع البلدان وإلغاء إتفاقيات وإصدار العقوبات على أي بلد لايتفق مع السيد الرئيس ترامب، وبصورة عامة أصبحت العقوبات بدون معنى لكثرتها. وكان أبرزها الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران والإنسحاب من إتفاقية باريس للمناخ ومنها الإحتباس الحراري، الانسحاب من إتفاقية سات مع روسيا حول الحد من سباق التسلح النووي .الإنسحاب من منظمة الصحة العالمية، التنصل عن الإتفاقيات مع السلطة الفلسطينية والقرارات الدولية حول حل الدولتين، وكان متحيزاً لأسرائيل كما تنصل عن الإتفاقيات الأمنية مع أوربا.
ولاحظنا الحرب الباردة السابقة قد عادت من جديد بين روسيا والولايات المتحدة وكذلك مع الصين وفرض عقوبات إقتصادية شملت شركات متعددة والتبادل التجاري وكانت الأجواء دائماً متشنجة ومتوترة إقتربت من إشعال الحرب. هذه السياسة الخارجية التي إزدادت تدهوراً بقيادة الرئيس وفقدان الكثير من الأصدقاء وهي بالضد من سياسة ومصالح أمريكا. النقطة المهمة هي عملية الانتخابات، الناخب من حقه دستورياً أن ينتخب بريدياً أو يذهب إلى المراكز الانتخابية ليدلي بصوته ومن النتيجة العملية وتحت جائحة كورونا الأفضل الإنتخاب بريدياً والرئيس ترامب يعلم جيداً هذا حق دستوري ولكن بعد البدأ بالإنتخابات أخذ الرئيس ترامب يشكك ويفرض نظرية المؤامرة وبدأ يهاجم ممن لايتفق مع شكوكه وأسلوب تعامله وهناك من علَّق بأن طريقة عمل ترامب هي فرق تسد .وعند البدأ بالفرز والتدقيق بدأ الصراخ يعلو بأن العملية الانتخابية مزورة وفي كل ساعة يقول أنا الفائز. وبعد التأكد من الحسابات إعلنت وسائل الإعلام فوز بايدن وبوجود أنصار بايدن قام الرئيس المنتخب بإلقاء خطاب الفوز حيث قال (قدموا لنا نصراً -نحن الشعب كسبنا معظم الأصوات) الشعب الأمريكي تحدث وقال كلمته . وقال : لا أرى ولايات زرقاء أو حمراء وإنما أرى الولايات المتحدة وقد تطرق في خطابه إلى جعل أمريكا محترمة، وحول المناخ والإحتباس الحراري وضرورة العودة إلى إتفاقية باريس،التأكيد على الدفاع عن الديمقراطية،السيطرة على جائحة كورونا ثم يواصل :أنا رئيس كل الأمريكيين. إستعادة روح أمريكا،التخلي عن الخطاب الحاد.لقد كانت الانتخابات الأمريكية منعطف تأريخي لأجل الوحدة الوطنية. ولكن العقبات والمعوقات مستمرة بسبب خروج السيد ترامب عن التقاليد والعادات لمثل هذه المناسبات، فهو لم يعترف بنتائج الإنتخابات ولم يهنئ بايدن ولا زال يقول أنا فزت!! ثم دعا فريقه من المحامين للطعن بنتائج الانتخابات وتقديم شكاوى ولكنها تفتقد للأدلة ويحاول السيد ترامب إيصال الشكاوي إلى المحكمة العليا. ومن خلال التحاليل السياسية فهناك إجماع بأن ترامب سيخسر القضية وعليها تبعات جزائية .الكثير من القيادات الجمهوريين هنأت جوبايدن فضلاً عن رؤساء حكومات من أسيا وأوربا وكندا وفرنسا وبريطانيا والهند وأستراليا. إن النطرة الديمقراطية لجو بايدن نحو مشاركة المرأة في رئاسة الولايات المتحدة، كانت جيدة وبرهان على ان حياة السود مهمة والتي مثلتها نائبة الرئيس كاملا هاريس وهذه خطوة إلى الأمام نحو بناء أمريكا بمشاركة كل مكوناتها . لازال هناك عمل نحو إنتقال السلطة سلمياً في شهر يناير 2021 . الشارع الأمريكي مشحون وقلق بوجود مليشيات أمريكية يمينية وكميات كبيرة من السلاح . الخوف كل الخوف من التهور لغرض إشعال حرب أهلية. والإنقلاب على الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان . فلابدّ من الحكماء من الشعب الأمريكي التحرك والحفاظ على نتائج الانتخابات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا