الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين تعجز الكلمات .. عن الشهيد كمال ابو وعر

حسن عيسى شحادة

2020 / 11 / 11
القضية الفلسطينية


حين تعجز الكلمات وتنحني الهامات
*حسن عيسى شحادة
بالأمس استشهد الأخ المناضل كمال أبو وعر عن عمر يناهز 46 عاما قضى منها سبعة عشر عاما أسيرا.
كمال إلى عاد إلى ارض الوطن بعد رحلة طويلة من الإبعاد. حيث ولد الشهيد في الكويت، ودرس في الأردن، قبل أن يعود إلى ارض الوطن، و يلتحق بقوات حرس الرئاسة المعروفة بالقوة "17" ، هذه القوات التي كبرنا نحن على صيتها الفدائي المقاوم وبطولاتها.
فور اندلاع انتفاضة الأقصى انخرط هو والعشرات من أبناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالانتفاضة وبفعالياتها المقاومة ضد الاحتلال ، وللأمانة التاريخية فإن قوات ال "17" كانت من أوائل المنخرطين بالفعل العسكري ضد الاحتلال في الانتفاضة الثانية .
كمال أبو وعر بدأ بالقيام بالعمليات العسكرية بصحبة رفاقه فنفذ عددا من العمليات البطولية أسفرت عن مقتل وجرح عدد من جنود ومستوطني الاحتلال " وفقا لتوجهات وتعليمات قيادته "، ولا يخفى على احد أن هذه التعليمات والتوجهات كانت من قبل جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، في وقتها حيث تم عسكرة الانتفاضة الثانية، وتأسيس مختلف التشكيلات والأجنحة العسكرية التابعة للفصائل الفلسطينية والتي كان من أوائلها كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة، فتح والتي كان الشهيد كمال من أول مؤسسيها والعاملين تحت رايتها وتعليماتها لينفذ العمليات ويستهدف الاحتلال وأهدافه، ويدافع عن الأرض والإنسان ويقف في وجه الظلم بكل إشكاله. وليطارد قرابة الثلاثة أعوام ويصبح على قائمة المطلوبين الاسرائيلية إلى أن تم اعتقاله عام 2003 وليخضع للتحقيق العسكري مدة تتجاوز المائة يوم.
تحول نضال كما أبو وعر من خارج أسوار السجون إلى داخلها ، فلقد التقيت بالشهيد كمال في عام 2004 بسجن نفحة الصحراوي حين كنا نعد لإضراب مفتوح عن الطعام في مختلف قلاع الأسر، الإضراب الشهير الذي خاضته الحركة الأسيرة عام 2004 والذي كان احد فرسانه الشهيد البطل كمال الذي كان من قيادة الحركة الأسيرة في هذا الإضراب، والذي شارك بعدها بكافة الإضرابات والخطوات النضالية التي قادتها الحركة الأسيرة إلى أن تم تشخيص إصابته بسرطان الحنجرة نهاية العام الماضي، وليتواصل السيناريو القديم الجديد المتمثل بالعجز الفلسطيني السياسي والدبلوماسي والوطني والعسكري بالضغط على دولة الاحتلال واستثمار العلاقات الدبلوماسية والمنظمات الدولية للإفراج عن أسرانا وخاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة ومميتة، ولنشهد نحن على موتهم البطيء ويشهدوا هم على عجزنا وفشلنا وتخاذلنا اتجاههم. كمال المقاوم وكمال الأسير وكمال الذي فقد صوته وكان لسان حاله يقول ما فائدة الصوت والكلام حين تصم الأذان .
كمال أبوعر ينضم إلى قائمة من 226 أسيرا استشهدوا داخل سجون الاحتلال (التي دخلوها بأوامر قيادتهم) والتي انشغل كثير منها في مراكمة امتيازاتهم ومكاسبهم الذاتية وامتلأت كروشهم وامتلكوا أفخم البيوت والمكاتب والسيارات .هذه القيادات التي تتجاهل أن هناك قرابة 26 أسيرا معتقلين ما قبل اتفاقية أوسلو ومن بين 4400 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال هناك قرابة 700 أسير مريض منهم 300 يعانون من أمراض مزمنة .
هذا التذكير وجب، لربما منعنا جميعنا متكاملين سقوط شهيد جديد يضاف إلى قائمة أرقام هي قائمة من الأحلام والمشاعر والبشر والقصص ، هي قوائم مئات السنين التي قضيت بالأسر تنتصر ساعة النصر والوفاء .
*أسير محرر ومسؤول اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو