الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحت ظلال علم العراق الجديد

توفيق آلتونجي

2003 / 4 / 30
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

تحت ظلال علم "العراق الجديد"
الاثنين 28 أبريل 2003 16:19
الدكتور توفيق آلتونجي


 

 
جميع التغيرات التي رافقت الثورات والانقلابات وتغير انظمة الحكم في العالم، سايرتها وجارتها كنتيجة حتمية. تلك التغيرات الجوهرية في كافة مجالات الحياة السياسية، العسكرية، الاقتصادية، الاجتماعية والنواحي الاخرى اعطت مفهوم التغير في الدولة الحديثة من ناحية ومن ناحية اخرى تم تغير الجذري للسلطة التنفيذية والتشريعية في البلاد في عملية مسايرة مع الواقع الجديد بعد زوال كل شئ استثنائي سن في مصلحة الاحزاب الشمولية او حكامها الطغاة في الماضي.

العراق الجديد ورث العلم بشكله الحالي من ايام الوحدة مع مصر وسوريا ومصر في بداية الستينيات وفي عهد الرئيس العراقي الراحل "عبد السلام عارف " حيث كان العلم الموحد للدول الثلاثة الموحدة تحت تسمية "الجمهورية العربية المتحدة" وبعد فشل تلك التجربة زال احد النجوم من العلم السوري الثلاث ومن ثم وفي عهد الرئيس المصري الراحل "انور السادات" ا زيل من العلم المصري جميع النجوم وحل محله شعار الدولة "النسر" في حين بقى العلم نفسه يرفرف في سماء العراق منذ ذلك اليوم. هذا العلم الذي يعتقد ان الوانه محاكاة لالوان علم الثورة العربية التي قادها من الحجاز "الشريف حسين بن علي" ضد الامبراطورية العثمانية وكان حزب البعث سباقا كحزب ذو مشروع قومي عربي لاتخاذ ذلك العلم التاريخي كعلم للحزب والجدير بالذكر ان العديد من الدول العربية قد استفادت من تلك الالوان في اعلامها كاليمن مثلا..

اذن قارئي الكريم ان العلم العراقي يحمل بالدرجة الاولى مضامين قومية عربية قد لا تمثل كافة قطاعات الطيف العراقي التعددي ولذا شاهدنا ذلك جليا في الايام القليلة الماضية حيث ان العلم العراقي رفع في كافة المظاهرات في الغرب وخارج العراق ولكنه انزل من دوائر الدولة العراقية كما كان الاختلاف الكبير بين صور المواطنيين التي تناقلتها وسائل الاعلام المقروء والمسموع والمرئي هؤلاء الذين باتوا يرفعون اعلام بديلة منها دينية او اعلام احزاب سياسية كما حمل بعض الاكراد علم جمهورية كردستان 1947 الموروث من ايام رئيس الجمهورية الكردية الشهيد " قاضي محمد" الذي اعدم في ساحة " القناديل الاربعة" في العاصمة مهاباد.

 
نصب اشور ناصر بال الثاني 879 قبل الميلاد من اثار مدينة نمرود لاحظ الهلال، الشمس واناء الحياة ورموز اخرى اشورية استعملت في الاعلام فالشمس الاشوري كان في شعار العراق في بداية العهد الجمهوري ولا يزال الكلدو اشوريين يستعملون الكائن المجنح شعارا. هذا المشهد يتكرر في الكثير من الاثار العراقية، الصورة من معروضات متحف موصل.


تبقى الاعلام والريات التي ترفع اليوم ذات دلالات واظحة على عدم قبول الجماهير بعلم الحزب الواحد او القومية الواحدة وتلك اشارة عفوية. ربما على القائمين بادارة العراق الجديد الاهتمام به.

الجدير بالذكر ان كافة الاحزاب السياسية العراقية وخاصة تلك التي كانت تتوحد ضمن المعارظة الوطنية العراقية لها رايات خاصة بها وقد نرى ان الوان الاعلام او الرايات مؤشرات على انتماء الحزبي كما في العلم الاصفر للحزب الديمقراطي الكردستاني تيمنا بعلم القائد" صلاح الدين الايوبي" والاخضر علم للاتحاد الوطني الكردستاني والعلم الازرق ذو النجمات المحيطة بالهلال علم الجبهة التركمانية وراية اخرى تمثل نهري دجلة والفرات بالون الازرق والاحمر متعرجتان على ارظية بيضاء يرفعها الكلدو اشوريين يضاف الى ذلك الاعلام ذو الرموز الدينية الواظحة التي رفعت بدلا من العلم العراقي الحالي في مدن العتبات المقدسة " كانت ترفع دوما ايام عاشوراه والطقوس الدينية قبل ان يمنعها النظام السابق" ومدن الجنوب بصورة عامة بقى ان نعلم قارئي الكريم ان العلم الابيض الذي يرفعة العراقيين اليوم ليس دليلا للاستسلام لا بل دليل عدم انتماء الى الماضي المخيف ومخلفاته.

"العلم" قارئي الكريم موحد للاوطان ورمز عزتها وفخرها يجمع الناس ويوحدهم على تراب الوطن مشتركين في التاريخ المشترك والامل والمستقبل والطموحات والاماني يدافعون عنها بارواحهم ويفتدونها ولا يمثل قومية او حزبا او جماعة بينما تمثل الشعار الوطني رمز سلطة الدولة يؤدي الجميع له التحية.

 
 
يتعدى دلالات العلم من تمثيل القوميات او الافكار الحزبية الى رمز للامة العراقية بكافة اطيافة البديعة يتخللها العديد من الاشارات والرموز منها دلالات تاريخية كالنجمة الثمانية التي ترجع الى حظارات العراق القديم او نجوم خماسية او سباعية. لا بد رفع لفظ الجلالة وعدم تكرارها في العلم الجديد كي لا يتعرض الى الحرق او الركل في ساحات وشوارع العالم في المستقبل والعياذ بالله.

لتتوحد كافة الجهود الخيرة لبناء العراق الجديد، الحر والديمقراطي ينير مجتمعها المدني روح القانون والقظاء المستقل وليمثل العلم والشعار الجديد راية تنطوى وتتوحد تحت ظلاله كافة ابناء الطيف العراقي المتاخي البديع العرب، الاكراد، التركمان، الكلدو اشوريين ومعظم ابناء العقائد الاخرى والاديان السماوية... سلاما عراقنا الجديد.

إيلاف خاص

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى