الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مكتبتي (الهوية والآخر _ قراءات في ضفاف النص الشعري) _ صالح زامل

أسعد ستار

2020 / 11 / 12
الادب والفن


كان الكتاب عبارة عن مجموعةٍ رائعة من الدّراساتِ والمقالاتِ التي تحاولُ لنا كشف النّص الشعري من ناحية الهوية والآخر في شعر الشعراء، وهم: ( عباس خضر - ناظم عودة - الزهاوي - شاكر لعيبي - أديب كمال الدين - أبراهيم عبد الملك - عبد الكريم هداد - حسن النصار - بدر شاكر السياب - عماد حسن - سهراب سبهري - نصير غدير - أدونيس - عبد الله كوران - طالب عبد العزيز - سركون بولص ) .
ويظهرُ جليًا اهتمام الدكتور الناقد صالح زامل بالنّصوص الشِّعرية العراقية وهي التي كان يستخدمُها في هذا الكتاب ، وكان فقط سهراب وأدونيس من خارج الحدود الشعرية العراقية حتى يقول في المقدمة " يغلب على هذه الدراسات الانشغال بالنص العراقي في الشعر ، ويغلب عليها الاهتمام بالنص المكتوب خارج العراق على غيره ، وميلي لذلك أعلله بأني رأيت تغييبا لهذا النص على اعتبار أنه معارض ( لا سيما وقت كتابة هذه القراءات حيث اغلبها كتب بين 2001-2003) وإن التغييب يأتي من جهة انشغال النقد العراقي على الأغلب بالنصوص العربية ، وعملي هذا يدفع الاتهام عن النقد الحديث في العراق بأنه متعال ومهمل للنص الإبداعي ومنشغل بالتنظير على حساب النص الإبداعي على الأقل بالنسبة لي " هنا يشيرُ إلى نقطة مهمة في ابتعاد النقاد العراقيين عن الاهتمام بالنّصوص الشعرية العراقية ، ويرجع ذلك العزوف عن الادب العراقي والاهتمام بالأدب العربي .
وكان الدكتور كثيرًا مايستعمل أبيات المتنبي في المقالات أو الدراسات حتى يتكلم عن هذا الشيء ويقول " يعود الاهتمام بالشعر عندي إلى أمد بعيد يأتي من لحظة الشروع في كتابته يوما ما ، ثم كان اهتماما نقديا عندما اكتشفت لذة الكتابة عن أبي الطيب المتنبي الذي كان عنه كتابي الأول (تحول المثال )وفيه اهتمام مبكر بموضوعة ( الآخر ) كيف نظر المتنبي إليه ، والتعالي الذي يضع فيه الشعر صاحبه هو الذي دعاني مرة أخرى أن أقف أمام هذه الظاهرة ، لكن عند شعراء آخرين ، وهم بلا شك امتداد لسؤال العراقي الذي جسده المتنبي في تململه وضيقه بالفضاء وغربته وهوسه بالبحث عن الهوية " .
وكانت العناوين الرئيسة في المقالات تحمل رمزية عالية للعنوان الفرعي التي تكون عادةً اسم القصيدة أو المجموعة الشعرية مع الشاعر أو .. ؛ لكن العنوان الرئيس يحمل إشارات ودلالات سيمائية ممهدة إلى المتن في الدراسات ، ونذكرُ هنا العناوين الرئيسة ( النص الموازي ، رعايا برومثيوس ، الرغبة في الاختلاف ، ارتجاع الغائب من الذاكرة ، الحرف في ضيافة القصيدة ، استعادة الوطن ، تشظي الهوية ، بلاغة التوصيل والعبور إلى اليومي ، توظيف الأسطورة ، فصاحة الوضوح ، الهوية المقصية ، قناع أدونيس ، العربي منظورا إليه آخر في الأدب الكردي ، انتهاك المحرم ، شعرية عقد الاستنساخ ، استقبال الشاعر لنصه ) .
وكان الدكتور صالح زامل كثيرًا مايتطرق إلى جيل التسعينيات الذي كان مهمّشًا من السلطة ، والصراع مع جيل الثمانينات في تحديد الهوية ، ويقول في مقال " شعرية عقد الاستنساخ " : " أسست هذه الكتابة لهويتها بتكريس الضد ، ووجدت التسعينات ضدها في الجيل السابق لها وهو الثمانينيات ، والمغايرة هنا تمثل أهم
محددات الهوية ..." ص 176
وقد اختلفت القصيدة في جيل التسعينيات عن الأجيال السابقة في الموضوع والشكل ، وكانت قصيدة التسعينيات شعبوية بينما كانت قصيدة الثمانينات نخبوية ، وكانت قصيدة التسعينيات قريبة من جيل الستينيات وذلك يظهر بوضوح في مقال " استقبال الشاعر لنصه ( قراءة استكالمية في قصيدة ( صديق الستينات ) لسركون بولص ، وكنت قصيدة التسعينيات معارضة للسلطة حتى يقول عنها : " لقد كانت قصيدة التسعينيات - نقصد المكتوبة في التسعينيات - في هذا الفضاء رد فعل أيضًا إزاء التواري الذي مارسته قصيدة الثمانينيات ، فتسلل التمرد إلى موضوعية القصيدة وشكلها فإذا كانت قصيدة الثمانينيات نخبوية ، فإن قصيدة التسعينيات كانت شعبوية بدءا من طريقة معارضتها السلطة إلى مسحها ظاهرة الخراب إذ أصبحت القصيدة معرضا فاضحا لها وخلف الجمالي يضمر نسقا ينتمي لصورة كرستها السلطة ، وإن كانت تنتمي القصيدة للواقعة اليومية " .
وكان منهج هذه المقالات أو الدراسات في هذا الكتاب يقول عنها " لاتلتزم منهجا نقديًا واحدًا في عموم الكتاب ، وإنما تحاول الإفادة من المناهج الحديثة المختلفة ، إيمانًا بأن النص الإبداعي يفرض منهج قراءته في أحيان كثيرة ، لذا ستفيد الدراسات من المنهج الاجتماعي والنفسي والبنيوي ومن الأسلوبية والتلقي والتفكيك والنقد الثقافي " .

الكتاب صادر من مكتبة عدنان _ بغداد _ الطبعة الأولى _ 2012 ، وأيضًا صادر من الدار العربية للعلوم ناشرون _ بيروت .


مرسَل
منذ دقيقتين
( من مكتبتي _ في أفق الأدب _ سعيد عدنان )

كانت المقالات في هذا الكتاب مقسمة على اربع أقسام ، يتناول في القسم الأول الأساتذة الأكاديمين وكيف كان لهم تاثير على الساحة الأدبية في العراق مثل : علي جواد الطاهر ، ومهدي المخزومي ، وإبراهيم الوائلي ، وعبد الحميد الراضي ، وصلاح خالص ، وجميل سعيد ، وعناد غزوان ، وعبدالإله احمد ، ومحمد يونس ، وحياة شرارة وعبد الباقي الشواي ، وعدنان العوادي ، ومحمد حسين الأعرجي ،و عبدالامير الورد .
ثم ينتقل في القسم الثاني إلى جانب الشعر والنقد ،ويتناول شعراء مثل : يوسف الصائغ ، ومرتضى فرج الله ، وعبد الرزاق محي الدين ، و رشدي العامل ، وعبد العزيز المقالح ، والجرحاني ، وكان النقد من نصيب زكي نجيب محمود .
ثم ينتقل في القسم الثالث إلى أدباء يحبهم مثل: أحمد أمين ، وزكي نجيب محمود ، ومحمود محمد الشيخ ، ولويس عوض .
وفي القسم الرابع يتناول مقالات في جانب الثقافتين ( العلمية والأدبية ) ، والتقاليد الجامعية ، والأسطورة .
عند مقال دكتور سعيد عدنان تحتاج إلى قراءة المقال أكثر من مرة لجوانب عديدة وهي : مرة لفهم محتوى المقال والشخصيات والكتب التي تذكر.. ، ومرة لكي تكشف قوة الصيغة وعمق الافكار وبناء المقال والتراكيب التي يعمل فيها والدقة التي يرسم بها المقال ..
يتطرق الى أسماء قد تكون مغيبة بفعل فاعل ، يقول في مقال صلاح خالص : " وتسأل : أين أجد آثاره من كتب ومقالات ؟ وهل من دراسة وقفت عنده تستجلي أدبه وفكره ومواقفه ؟ وهل من يرد الفضل إلى أصحابه ؟ ." ، ثم يكرر السؤال في مقال جميل سعيد يقول : " أين من يجمع مقالاته وبحوثه ؟ وأين من يعيد نشر مؤلفاته ؟ وأين من يضع فيه كتابًا مفصلًا فإن في درسه ودرس أمثاله درسًا لتاريخ العراق الثقافي الحديث ! " .
وكان ينشد في مقال يوسف الصائغ " دارسًا حصيفًا يقف عنده ، في الذي له ، والذي عليه مما كان من أثر اعتراك النوازع !! " ثم ينتقل ويبحث في مقال رشدي العامل عن " قراءة جديدة تتناول شعره فتجهر بما أخفي ، وبما كان عروق (( التجربة )) ! "
كان يتطرق إلى نقطة مهمة في تضييق دائرة المعرفة والعلم في الجامعات من السلطة آنذاك ، وكيف تحرق الأوراق الثقافية في العراق ؟ ، وكان الكثير منهم ممن سافر الى خارج العراق ، نحو علي جواد الطاهر أو محمد حسين الأعرجي وغيرهم ، والبعض يخرج الى التقاعد مجبرًا من السلطة ..
لذلك كانت اروقة الكليات أو الجامعات في منطقة صراع ضد اتجاه الفكر والعلم ، وكان الدكتور سعيد عدنان يرد على هذه الأسئلة في مقال " التقاليد الجامعية " في ثلاثة مسالك .. وهو مقال مهم جدًا .
وكان الدكتور سعيد عدنان يعمل على مزج بين الفكر بالعاطفة ؛ لكي يخرج لنا المقال بالجاذبية العالية للقارئ ، في لغة جميلة ومضيئة وسحرية وسلاسة للمتلقي ، ويتناول في مقالاته نماذج لشخصيات في قضايا الادب والثقافة
والجميل أنه يقدم إلينا المقال بشكل مذهل على شمولية الاحداث ، ويقدم إليك المقال بأسلوب رشيق وممتع ، مع خاتمة لكل مقال.

الكتاب صادر من دار تموز _ دمشق _ الطبعة الأولى _ 2014 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى