الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من كردستان إلى كردفان... والعالم العربي في حال كان..!

سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)

2006 / 7 / 13
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ليس بعيداً، فمنذ العقد الأخير من القرن الماضي وإلى هذه الآونة، لم يشهد العالم من تحولات سياسية وجيوبوليتيكية واقتصادية ...بمفردها فحسب، لا بل أمتدت أذرعها لتطال القيم والنظم أيضا، ولتقض من مضاجعها... وذلك في خضم تركها آثاراً ووقائع دراماتيكية على العالم، وعلى المنطقة بشكل أو بأخر على وجه الخصوص، ومن ثم لتبدأ أحجار الدومينو بالتساقط واحدة تلو الاخرى.. من الناحية الميدانية، أما من الناحية العقلية، فما زال العالمان العربي والإسلامي ماضيان في مسلكهما المعتاد، مسلك النعامة. سيما وفشل كافة المساعي التي كانوا يقاتلون بضراوة من أجلها على أمتداد العقود الماضية.. حتى في أبسط مشاريعها التنمية. فضلاً عن تتال سلسلة من نزاعات وحروب وكوارث اجتماعية.. التي شهدت دول العربية والإسلامية. ومعالجتهم لها بالذهنية التقليدية العقيمة، العاجزة حتى الآن عن أخذ دورها في مراجعة نفسها وعلاقاتها مع المشاكل والقضايا التي لازمتها.. حيث كان التعامل معها باشكال عقيمة، وبصور مدمرة، وبلغة سلبية، وبعقلية طوباوية فوقية، وبمنطق ايديولوجي منطوٍ...وهي في كل الأحوال تشير إلى مدى جهل العالمان العربي والإسلامي بحقيقة واقعها، وواقع الذي ينسج ما حولها. وهذا ما أدى بهما إلى مزيد من العزلة عن العالم والفشل في الوجود. أي أنهما حتى لم يستيطعا أن يشخصا مشاكلهما، ولا لم يبّينا أين هي المشكلة، هل هي مع الغرب ، أم مع الشرق، أم هي مع المسيحيين أم هي مع اليهود، أو هل هي مع أنفسهم، أم هي مع غيرهم؟.

فمثلا القضية الكردية، أو الأمازيغية وكذلك الأقليات العرقية الأخرى سواء في السودان أو في غيرها من الدول العربية والإسلامية، فما زالت من القضايا المنسية في ايجاد حل لها، ومحتجبة عن أية مبادرة أو مساع لمعالجتها، إلا اللهم في مجال التكالب عليها وايجاد مزيد من العوائق والعقبات تفاديا لمعالجتها... بتلك العقلية المتجسدة في ايديولوجيات واهمة ، ماورايئة، تصعب أن تستوطن في لغة الثقافة المعاصرة، وتتآلف مع روح العصر.

ففي السودان وبينما لم تسعف العقلية الحاكمة في الخرطوم على ايجاد حل لمشكلة الجنوب التي هدرت دماء مئات الآلاف على مدار أكثر عقدين في حروب أهلية وكوارث اجتماعية.. فإذا بها تواجه بمشاكل داخلية أخرى أكثر تعقيدا سواء من مشرق البلاد الخامد، أم من مغربها المستعير، الممثل بقضية دارفور، ومؤخرا في ولاية كردفان، في مدينة حمرة الشيخ...

إن الوضع في العالمين العربي والإسلامي قابل للتفجر والتشظي، (خاصة وأن الأمم المتحدة أمست ألعوبة بأيدي القوى الغربية الجشعة)، ما لم يسعا إلى ممارسة دورهما بصورة جدية وفعالة، وما لم يخرج أصحاب المشاريع القومية (العربية) والإسلاموية عن قوقعة ايديولوجياتهما، ويجتازا حدودها المنصوبة بينهما وبين الهويات المكونة لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل