الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارادة الحرة

محمد مهاجر

2020 / 11 / 13
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الإرادة الحرة
-
توصف الحرية بانها هي الوضع الطبيعى للإنسان, اى ان الانسان هو حر بالميلاد. وهو يكتسب هذا الحق نسبة لانعدام الموانع او القيود التي تحول دون ممارسته لحقه في الحرية. ان موضوع الحرية يمكن ان يفهم في اطار الثبات, بالمقابل فان موضوع الإرادة الحرة, او التحرر, يمكن ان يخضع الى عوامل الثبات والحركة, الايجابية والسلبية, الفردية والجماعية, وغيرها.

ان نشوء الدولة الحديثة أدى الى تطوير مفهوم الحرية لان سلطة الدولة تقوم على الاكراه, ومن دونه يصعب او يستحيل انفاذ القانون وحفظ الامن والنظام. وبالتالي يفهم تأسيس الدولة الحديثة بانها أنشأت نتيجة للتوافق على عقد اجتماعى, مكتوب او مقبول بالتراضى, بين الحاكم والمحكوم. والحاكم هنا هو المؤسسات بغض النظر عمن يقوم بامرها. هذا العقد يقوم على مبدأ تخلى المواطن على جزء من حرياته وحقوقه الطبيعية لصالح الدولة, على ان تقدم الدولة له الخدمات مثل الامن والدفاع وحفظ النظام وتطبيق القانون وجباية الضرائب وممارسة المهام السيادية نيابة عن الشعب وفقا لنصوص الدستور.

ان القاء مقولة وجوب اكراه الدولة على عواهنه يجعلنا نقع في فخ القبول بالدكتاتورية, لهذا نادى الكثير من الكتاب والمفكرين بمبدأ الإرادة الحرة, او التحرر. وبالنسبة للتيار الليبرالى فان التحرر يعنى رفض القيود والقوانين التي تفرضها الدولة للحد من الحريات الفردية مثل الزام المواطنين بدفع مساهمات ضريبية من اجل العلاج المجانى او التعليم او غيرها من الخدمات التي لا تندرج تحت بنود الامن والدفاع والسيادة. كذلك يرفض الليبرالييون التشريعات التي تتدخل في الحريات الفردية والاخلاق مثل منع تجارة الجنس وبعض قوانين تنظيم المرور والفضاء العام.

بالنسبة للتيار الاشتراكى فان مفهوم التحرر يتخذ حيزا أوسع يشمل جوانب مثل الاستقلال الفكرى والتحرر من قيود الجهل والخرافة والنضال ضد التبعية والاستعمار والتضامن مع الشعوب المقهورة وتحقيق الذات. ان تحقيق الذات يعنى ان يصنع الفرد مشروعه بنفسه وحسب رؤيته ورغبته في خدمة البشرية سواء كان ذلك في مجال الفنون او الاداب او تنمية القدرات او نشر الوعى المجتمعى او غيرها. هذا النوع من التفكير يضع التحرر في اطار اجتماعى واسع وثرى, فيربط الرغبة الفردية بالمسؤولية المجتمعية.

على النقيض من التيارين السابقين فاننا نجد ان التيارات الطائفية تضع القيود الكثيرة لافرادها حتى يصبح موضوع التحرر مفرغا من معناه. كمثال على هذا نجد ان الفرد المنتمى الى طائفة ما مثلا يرى ان القبول بالخدمة المجانية في مشاريع زعماء الطائفة هي واجب اخلاقى طالما ان الطائفة هي اسرة واحدة. واذا سلمنا جدلا بصحة هذا الافتراض, فلماذا لا يقوم زعيم الطائفة بأداء خدمة مجانية في مشاريع الأعضاء الاخرين؟ إضافة الى هذا فان الخروج على نظام القيم الخاص بالطائفة يقابل بأقصى العقوبات ومنها النبذ. وفى الهند مازالت الدولة تعمل بجهد جهيد لمحاربة النبذ على الرغم من منعه بموجب القانون. ان استمرار وجود الطوائف في ظل التطور الفكرى والتكنولوجى الكبير في هذه الالفية ليعزى الى قوة العاطفة الدينية وتغليب العواطف على التفكير العقلانى الحر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن