الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من القبلية إلى الديموقراطية/قراءة فكرية

هرمس مثلث العظمة

2020 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


منذ نهاية عام 2010 والجماهير العربية تطالب بالتحرر ، والسؤال المحوري الذي يخطر ببالي بعد الفشل تلو الفشل في تحقيق التحرر والنكسات المتتالية التي تمنى بها ثورات الشعوب العربية بأي تحرر تطالبون ؟
تحرر الانسان العربي ؟ أم تحرر أوطانكم ؟ أو تحرر الارادة وحق تقرير المصير ؟!

اسمحوا لي أن أجيبكم واصادر حقكم بالاجابة فهذا ما تعودنا عليه، ثم جوابي بالمحصلة انعكاس لوجهة نظري بعد تجربة حياتية بين ظهرانيكم ومعاشرتكم من بدء تكوين عقلي الفكري منذ مايقارب ال15 عاما ، فتجربتي الشخصية قد تختلف من شخص لاخر بالاعتماد على نوع التجارب التي خاضها الفرد، ولذلك هذه وجهة النظر تمثل قراءة متواضعه نقدية أقوم على تطوريها ولكن حاليا سوف أنطق بها بشكل مبدأئي ولهذا اقرأوا ما أقول به بعقلية المحايد/الناقد .
بداية يُصدر لنا كعرب سواء كنا من العامة أو الخاصة بأن نموذج الحكم الذي يجب أن يطبق علينا يجب أن يكون معلبا ومنتميا إلى ثقافة أخرى–كون أننا لم ننضج بعد - لها تجاربها الخاصة وبيئتها التي أفرزتها هي الثقافة الاوربية وبالتالي تُحاكم تجارب حكمنا بمعايير ذلك النموذج الذي يجعل الدولة الاوروبية جزءا من مكوننا بغض النظر عن قبولنا أو رفضه فهو يجب أن يكون أمر مسلم به من جهتنا فيبدو الامر شكلا كشراء جهاز الكمبيوتر ثم مضمونا كشراء نظام ويندز جاهز وما يتبقى هو تنصيب النظام ليعمل جهاز الكمبيوتر .

ما يتغافل عنه من يصور الامر كذلك بأن حركة التاريخ الانساني للشخص العربي لا يجب تختزل بأنظمة معولبة ومشتراة من الخارج ضمن قوالب معدة خصيصا للعمل في ذات شروط البيئة التي قدمت منها ،وهنا تبدأ برجوازية المثقف العربي المثقف تثقيفا غربيا بالتصادم مع جدران تاريخنا الانساني بحلوه ومره بشره وخيره ولذلك ينغلق على نفسه ويبدأ بوصف المخالفين له وغير المتقبلين لفكره بالجهل والتخلف والسؤال هنا من هو المتخلف ؟ الشخص الذي يريد أن يصنع من جزئيات H2O نحاسا أم من يقول بأن ذلك لايجدي نفعا ف H2O يصنع الماء لا النحاس والتجربة العلمية من شروطها لتنجح بأن تطبق بذات الظروف والمؤثرات التي قامت ونشأت بها .

هنا لا أدافع عن الجهور العربي ولا أقف بموقف المحامي عنه ضد المثقف العربي بل بدور القارئ الذي مل من قلة عقل الامة ،فما نراه من فوضى في العالم العربي سواء فوضى الجمهور العربي او فوضى مثقفا العربي هو انعكاس لفراغ جعبتنا من أي اسهام في تشكيل عالمنا المعاصر فما كان منه إلا أن أفشل-أي الفراغ- تجاربنا في الوصول إلى حكم نفسنا بنفسنا وتمثيل رأينا في أنظمتنا .

يقول هيجل بأن المعالجة الفلسفية عن نشوء الدولة لا يكون بالبحث عن منشأها من ظروف بطرياريكية أو من الخوف أو من منظمات جماعية أو بربطها بحق الهي فهذه الاسئلة لا تمت لفكرة الدولة بصلة .
ولكن فليسمح لي العم هيجل بالاختلاف معه فأنا هنا لمناقشة الدول الوطنية الحديثة من تلك الأصول لأنها تمس واقعنا غير المفهوم لمعظمنا .
الدول العربية تتعدد في نشأتها إلى عدة مشارب ومنابت لكن كل تلك الأصول تصب في محيط واحد وتقوم على فكرة واحد هي الديكتاتورية .تتوزع أصول الدول العربية في النشوء إلى الحق الالهي – كالحكم باسم الاسلام – أو الخوف كدول العسكرتاريا أو بطرياركية من ناحية الوصاية علينا باسم النسب المقدس لبيت النبوة .

فلمعرفة ما لحق بثوراتنا من هزائم وانتكاسات يجب علينا التشريح الوضعي لتلك الدول – أي مناقشة وتحليل نشوء كل تلك الدول كحالات خاصة – مقرونا بالنظر في الاشكاليات التي افرزتها تلك الدول على صعيد روح الانسان العربي ، فبعد أن كان من المقرر أن يولد الانسان حرا عملت نظم الحكم تلك لكسر روحه وتفريغ الانسان من مضمونه الانساني وجعلته آلة مُستلبة بلا إرادة .

قد يقول قائل بأني أخالف طرحي بأني أناقش الدولة من وجهة النظر العربية وأني اسوق الدولة كنموذج عربي لا أوروبي اسمحلي عزيزي القارئ فالدول العربية استمدت نشأتها وقيامها بل وحتى شرعيتها من تشريعات أوروبية مستندة في القوانين للنموذج الأوروبي والشرعية الاوربية –فحاكمنا عندما يريد الشرعية يطرق باب الغرب لا باب العرب- لا للتجربة العربية المكبوته ،لذلك هي من ناحية الشكل دولة بالمفهوم الأوربي لكن من المضمون مسخ مشوه من تجارب التاريخ الاوربي تم مزجه قسرا مع مصالح النخبة الحاكمة .وبذلك أصبحت دولنا فاشلة لأن القوة التنظيمية لها تعتمد على الطائفية و القبلية وبرجوزاية العسكرتاريا فهل يكون التحرر المطلوب للدولة عن طريق التحرر من تلك القوى التنظيمية أم تحرر الجهور العربي من تلك القوى لأنها نشأت باسمه واستمرت عن طريق صك قبوله بها .

فالسؤال الصحيح الذي يطرح نفسه علينا وبقوة هل يريد الجمهور العربي التحرر أم أنه يضحك على نفسه ويطالب بالشيء ويتمسك بنقيضه ! فإذا صح الطرح الأخير فنحن أمام فراغ مزدوج –بين النظرية والتطبيق - يعكسه الكائن المسمى بالجمهور العربي .
ولمحاولة فهم هذا الفراغ سوف نتركه للمقالات المقبلة إن وجدت فأنا أضع السؤال واحاول الاجابة عنه وكأني صورة مصغرة عن الديكتاتور العربي الذي انتقده أو رجل الدين العربي محتكر الحق ولكن لي أسبابي الخاصة فلم أجد من تطرق لتلك المسألة من قبل فكلنا ننظر للنتائج لا للأسباب .
ّ
يتبع ّ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة