الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماء... خل.... زيت زيتون.. كله واحد

رانية مرجية

2006 / 7 / 13
الادب والفن


كان يزور جدي بإستمرار.. كانت ملامحه عابسة حزينة وكئيبة تبعث الرهبة والشفقة

في الان ذاته... كان حديث الناس لاعوام كثيرة ...

ذات يوم كنت في بيت جدي .. شعر سمير بالعطش فتوجه الى البراد مباشرة

وروى ظمأه ....

_ نظرت جدتي اليه باستغراب شديد وقالت له... الم تشعر بطعم غريب

_قال لها... ابدا الماء كان باردا ولذيذا يا ام سليم ....

_ ضحكت جدتي وقالت له....

.... لقد شربت قنينة كاملة من زيت الزيتون....

_ انت جادة يا ام سليم ياه انا انا .......لا فرق عندي بين ماء.. او خل ..اوزيت زيتون. كله واحد



قبل اربعين عام كان سمير من افضل وابرع صيادي وملاحي فلسطين. عمل تحت امرته 10 صبيان.... كان زوجا مخلصا وحنونا وابا رائعا ..... احب زوجته بجنون ... الا انها خانته مع صبي من صبيانه ...

امسكهم متلبسين في فراشه شبه عراة كما خلقهم الله .. صرخ .. لماذا لماذا .. وعلى صراخه اجتمع الجيران ليبعدوا زوجته... اما الاطفال فقد احتظنتهم والدته....

بدات اجراءات الطلاق ،الا ان سمير تراجع فجأة وقال للكاهن....

_ انا احب زوجتي... وساغفر لها.. لدي كوم لحم هم بحاجة لامهم يا ابونا ...

بدون اكتراث ولا وجل اسر لاصدقائه المقربين الذين عارضوه بشدة....

_ ان كان احدكم بغير خطيئة فليرجمها ....





ذهب بوجاهة كبيرة ترأسها كاهن وشيخ.... رد زوجته اليه وامضى معها اياما عديدة .. ظن خلالها الكل ان سمير غفر وبدا مع زوجته عهدا جديدا ........

في الاسبوع التالي ذهب سمير وزوجته للسوق ... اشتروا بلطة وكعكة... وفي المساء ... وعلى خلفية انتقامية ، ذبحها واخرج كبدها واكلها ، ليسلم نفسه للشرطة ... لبس زنزانته لمدة عشرين حولا...

كان استقباله حارامن طرف الاصدقاء الذين هيأوا له ليلة بكل الوان الطيف....

وهو الصياد الماهر ... و لذكرى الايام الخوالي رافقوه في رحلة صيد صال وجال و ابان عن قدراته الخارقة في فن القنص ... وهو يحوم ببصره في كل اتجاه . ترائت له ريم بيداء تخطف الكحل من العين .. انقلبت نشوة القنص الى حقد عارم ليصيب الريم في مقتل ... شرب دمها وهو يردد

_ جسمي محصن قوي....لا يهزني او يزعزعني شيء ...

مضت السنون... مات معظم رفاقه .... مات جدي.... وسمير لا يزال يمارس هوايتة في الصيد وياكل لحم القطط والكلاب رغم تعديه الثمانين حولا .... الا انه اقوى من شباب العشرين... قبل اسبوع التقيت به صدفةوكنت حزينة بعض الشيء فاقترب مني وقال راضية ( مالك مين زعلك احكيلي مين بدبحو وبشربلك دمه ) ولكني لم اجرءعلى اخباره انني اعرف ان شرب الدم عنده كشرب الماء

كما ان الوقت لم يحن بعد ..... الى متى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو