الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
صهيل كنعاني
محمد علاء الدين عبد المولى
2006 / 7 / 13الادب والفن
لمع البرق الجليليُّ سماءً من خيول لؤلؤيّةْ
جوفَ رأسي / فمن اغتال صهيلي
وأراق القلبَ قنديلاً بلا زيتٍ
ومن غشّ دماً ما جفّ في جمجمةٍ
فرّغها الفاشيّ من أنهارها
فانبعثتْ منها فراشاتٌ...
ألا تبصرها يا طفلُ؟
تابِعها ولوِّنها
يحقّ الآن أن تلعبَ بالريحِ
وأن تكسر ميزان العروشِ الأبديّةْ
ويجوز الآن تجوالُكَ مثل الشّبحِ الفاتنِ
أن تطلع من أقداحهم
أن ترميَ الأوراقَ
أن توقفَ طاحون الكلامْ
وتكون الكوكبَ الطالعَ منْ شرق الحطامْ
ولك الآن مديحي
لا لثعبانٍ تمطّى في ضريحِ
وطواغيتَ يؤدّون على مزمار داود الأذانْ
هذه توراتهم نافورة القتلى
ذئابٌ ولواطّيونَ
يفتضّون حتى جدّهم تحت الخيامْ
فانزلوا كالشهبِ في آثارهم
كيما ننقّي الأرض حتى من نطاف النّسلِ
في أزهارهم...
*
لا تقولوا كسرَ الشعرُ أواني خمره
فأنا في لحظة التّيه السّديميّةِ
والبحرُ الذي في حلمي غادرَ رؤيا بحرهِ
سفني مشطورةٌ
حنجرتي شاةٌ على المذبح
والرّبّانُ قرصان البحارْ
أعزلٌ حتى من الماءِ
وفي قلبي سراديبُ غبارْ
كان لي اسمٌ مع الأمطار
لي محراثُ أرضٍ في ترابٍ
ولدت فيه عناةٌ بعلها الأخضرَ
لي عطرٌ على هذي الصخورْ
ودنان الخمر لي
والرّقصةُ في قبّةِ أمّ الغيثِ
لي جدٌّ نديٌّ يأخذ الأبقار في حقلٍ
يعيد الثورُ طقسَ الخصبِ
لي زرع بدائيٌّ يفورْ
ولقد ينضج ثديان لعشتارَ
وقد تكثر في أرضٍ بذورْ
كان لي ما كان...
من أين أتى هذا الهلاميّ
ليصطاد غزال الآلهاتْ؟
كان لي عيد الرعاةْ
في المروج العامريّةْ
كان لي خبزٌ وسمنٌ
ويدي ممزوجةٌ بالأرضِ
تستولدُ منها العشبَ والأحجارَ
قامتْ في مقامي ربّة الينبوعِ
تسقيني أباريقَ من الفضّةِ
تغدو في عروقي فتياتٍ سوف يصعدن الجليلْ
ويمشّطن الدّوالي بأصابيعَ من المرمر
يكسرن هواء الفجر بالخصرِ النحيلْ
فأناديهنّ أن يصبحن تحت الشمس ناياتٍ
من العري ليخصبن النخيلْ
فيفاجئن صباحي:
سيُزفّ العرس يا شاعر أحلى
إنما دعنا قليلاً
لنواري عند هذا السفح مليون قتيلْ
*
صعد الدمّ الفلسطينيّ أبراج الوجودْ
فرأى أطلالَ عادٍ وثمودْ
ورأى في الشرق عشرين سدومْ
ومماليك وأقزاماً وأذناباً
رأى الثعلب ناطورَ الكرومْ
وأنا الشّاهد والمشهودُ
والوالدُ والموؤود
هل كنتُ أسلّي مسرح الرّومانِ
فلتُحرق إذا روما
لندخل في أثينا
فلنا أن ننتقي ثالوثِها العالي
ونزداد إلى الخلد حنينا...
*
هكذا تنفجرُ الأرضُ
حفاةٌ نحنُ من أرواحنا
نلبسُ خفّينِ من النّارِ
ونعدو خلف أسوارِ المدينةْ
عدْ إلينا أيها الفجر لننقضّ على الطاغوت
أو ننزلَ قنديلَ السّفينةْ
عد بنا للأرضِ
واسحبْ من أغانينا جيوشكْ
وانعتقْ من عرباتٍ أنتَ فيها كائنٌ ما لا يسمّى
صاعقاً برقُ ضحايانا يوافيكَ
وتصحو فجأةً في بابكَ السرّيّ أشباحٌ لنا
تلهو حواليكَ
ونقتادُ إلى وجهك مرآةً
فهل وجهُك هذا أم ترى فيها وحوشكْ؟
عد بنا للأرضِ أو فاحمل نعوشكْ
*
رفعَ الطفلُ على أحجارهِ الصّمّاءِ دولةْ
وأعاد الدم للفردوسِ
والعشقُ رمى في مهده المنسيّ فلّةْ
هو يبني بيديه قبره
ويربّي ـ منذ أن يولدَ ـ قتلهْ
فإذا شُيِّع فلنترك إلى جانبه قبراً إضافيّاً
لنرمي فيه أهلهْ
ولندع عينيهِ شبّاكين مفتوحين
قد تولدُ ريحٌ منهما
آه ما أوحش هذا البحر في أرواحنا
يبلعنا حوتٌ نحاسيّ سكنّا البحرَ قبلهْ
فرمى أصدافنا في النارِ
لم يترك لحوريّاتنا حبّة ياقوتٍ
ولا للسمك الأخضر في أحلامنا ماءً فراتا
لوّث البرزخَ, حتى اختلط الموتى مع الأحياء
وازدادوا مواتا
آه يا كوناً تهاوى فكره الرّمليّ
عد نحوَ الجحورْ
فلقد ضجّت بسكناها القبورْ
وسينمو قلقُ الطوفانِ
لن يُعصمَ حتى نوحُ
هذي الأرضُ قد أثقلها القتلى
فما عادت تدورْ
فلتكن جائحةٌ توقِفُ هذا العبثَ الدائرَ
ما بين العصافيرِ وقطعان النمورْ
علّ الأرض كنعان يسوق الإبلَ العطشى
إلى الماء فلا يسلبه الجندُ مزاياه
وأمشاطَ العذارى وهدايا العرسِ...
علّ الآب يُحيي ابنه
دون صليبٍ عند بابِ القدسِ...
وليهتفْ بنوه الطيبونْ
يا إلهَ الخصبِ كن
فيلبّي ويكونْ
11/10/2000
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة
.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس