الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنظير في العلاقات الدولية

تمارا كاظم الاسدي

2020 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


أن مفهوم النظرية في السياسة الدولية يستلزم دراستها من حيث البناء النظري، ومن حيث تطورها التاريخي والمراحل التي مرت بها وما هو موجود على ارض الواقع من نظريات يتم الاعتماد عليها.
فالنظرية العامة في العلاقات الدولية تعني وحدة من المعلومات الشاملة والواضحة والمتماسكة والذاتية التصحيح، تساعد على الفهم والتنبؤ والتقييم ومراقبة علاقات الدول والتعامل مع البيئة الدولية، كما يمكن أن تعرف النظرية: بأنها تفسير شامل لظاهرة، أو مجموعة ظواهر محددة في عناصرها تساعد على معرفة حقيقة الشيء وواقعه.
وبالنسبة للتطور التاريخي فإن الأصول التاريخية للتنظير في العلاقات الدولية بدأت في العصور القديمة في الهند والصين واليونان فأن دراسة المؤرخ اليوناني ثيوكيديدس التي تناولت تاريخ الحروب البوبونزية تمثل بحثاً كلاسيكياً لدارس العلاقات الدولية، فضلاً عن كتاب الأمير لميكافيلي الذي يعد بداية البحث في تحليل القوة، ومن ثم فوجود هذهِ الدراسات الكلاسيكية لا يعني أن العلاقات الدولية عرفت تطوراً منتظماً قبل الحرب العالمية الأولى؛ فمعظمها كانت تمثل دعوة لتحقيق السلام، ولم يتبلور عن هذهِ الاهتمامات الضيقة نسبياً سوى نظريتين هما نظرية توازن القوى، والنظرية التي حاولت تفسير الظاهرة الامبريالية، كما أن إيجاد نظرية في العلاقات الدولية يتطلب توافر اركان معينة تتمثل بالمعلومات، والأدوات، والاهداف، وطرق البحث، لذلك فأن جيمس دورتي وروبرت بالستغراف يعتقدون بأن للنظرية في العلوم الاجتماعية عامة، وفي العلاقات الدولية خاصة وظيفيتان رئيسيتان هما:-
أولاً:- توفير أفضل وسيلة منهجية من أجل تدوين ما هو معروف سابقاً.
ثانياً:- توفير الأساس الذي منه يمكن الانطلاق للحصول على مزيد من المعرفة وتدوينها.
إلا أن توفر هذهِ الأركان خلق جدل وخلاف بين القائلين بوجود نظرية في العلاقات الدولية والرافضين لوجودها ولكل له حجته، ففي مجال التوظيف للنظرية بعض المحللين بالسياسة الدولية يرجحون الإفادة منها عندما تعنى النظرية بالطرف الفاعل وهو الفرد، بينما يرى البعض الاخر أن النظرية يستحسن أن تنصرف إلى المجتمعات والدولة كطرف فاعل في السياسة الدولية، في حين بعض المنظرين يؤكدون على أن مجال النظرية هو البنية الأوسع التي تجري في ميادينها العلاقات بين الدول.
وانطلاقاً مما ذكر ترى الباحثة إذا ما أخذنا مفهوم النظرية في العلاقات الدولية كجزء من العلوم الاجتماعية فإنه يمكننا القول بأن هناك أنواع كثيرة من النظريات وكل نظرية تنقسم إلى أنواع فرعية، وكل هذه الأنواع تعود إلى الاختلافات الموجودة للتوصل إلى تفسير ظاهرة معينة في العلاقات الدولية، لاسيّما في ظل غياب الاتفاق بالرأي بين الباحثين في العلوم الاجتماعية ، وهذا ما يفسر العدد الكبير للنظريات المتنافسة، أي أنه يبدو أن كل نظرية تحاول تفسير بعد معين من أبعاد الظاهرة؛ وبالتالي فأن التعدد في هذه الحالة ظاهرة إيجابية لأن للنظريات أبعادها السياسية.
المصادر:
1- جيمس دورتي، وروبرت بالستغراف، النظريات المتضاربة في العلاقات الدولية، ترجمة: د. وليد عبد الحي ، كاظمة للنشر والترجمة، الكويت 1985.
2- د. إسماعيل صبري مقلد، نظريات السياسة الدولية:دراسة تحليلية مقارنة، جامعة الكويت، الكويت،1982.
3- د. أنور محمد فرج، نظرية الواقعية في العلاقات الدولية دراسة نقدية مقارنة في ضوء النظريات المعاصرة، مركز كردستان للدراسات الإستراتيجية، السليمانية، 2007.
4- د. كاظم هاشم نعمة، العلاقات الدولية، مؤسسة دار الكتب، بغداد- العراق، 1979.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو