الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تقطعوا ألسنتنا!

ثائر زكي الزعزوع

2006 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لا أخفي إعجابي بالصمود الفلسطيني المستمر والمتواصل، ولعلّ الأزمات التي يتعرض لها الفلسطينيون تزيدهم قوة، إذ إنها غير قادرة على تحطيمهم، وكنت كتبت من قبل حين تولت حماس رئاسة الحكومة الفلسطينية مبدياً خوفي على الحركة لئلا تنقاد في أحابيل السياسة، التي قال عنها بول بريمر الحاكم المدني الأميركي سيء الذكر في كتابه الصادر مؤخراً إنها رياضة ملوثة بالدم، وتنسى مع مرور الأيام أنها حركة مقاومة... وتتحول إلى نظام من الأنظمة العربية بالوسائل نفسها، ولكن...
ما حدث منذ تولي حماس الحكومة الفلسطينية جعل من الصعب التكهن بالقادم، إذ أن بوادر الحرب وأصواتها تزلزل الأرض كل يوم، ليكللها مؤخراً المقاومون بتحدي إسرائيل وغطرستها بخطفهم (جلعاد شاليت) الذي يبدو أن إسرائيل انتظرت اختطافه على أحر من الجمر لتستنفر طاقاتها العدوانية كلها وتحرق الأخضر واليابس في غزة وسواها من المدن الفلسطينية، وإسرائيل حسب تعبير السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس فقدت توازنها وبدأت تتخبط، ومشعل يعي تماماً أن ذريعة خطف (شاليت) فتحت الأبواب أمام ما يحدث.
في خطابه الذي ألقاه منذ أيام في دمشق تحدّث مشعل في كل شيء يهمّ القضية الفلسطينية وحماس والمقاومة، ولكني أقف موقف المعاتب من السيد مشعل لعبارة قالها وشدد عليها: أطلب من الحكومات العربية أن تمنع الصحفيين من القول إن حماس خطفت جلعاد شاليت تنفيذاً لرغبة إيران أو سوريا... ولأنني أعلم أن السيد مشعل مناضل ووطني، وهو مقاوم يحمل دمه على كفه ويطلب الموت فقد شبع من الحياة كما قال هو نفسه، فإني أجدني أعاتبه على تلك المقولة التي جاءت بمثابة الشرخ الذي شكّله خطابه الذي أعقبه مؤتمر صحفي.. وكيف ذلك؟
يبدو أن السيد خالد مشعل لا يؤمن بحرية الرأي، ولا حرية الاختلاف... فكأنّ ما قاله نهائي وقطعي، بل إنه بدا وكأنه يعطي ضوءاً أخضر لقطع ألسنة المختلفين معه في الرأي.
الشارع العربي والإسلامي القريب من القضية الفلسطينية، ومن منا ليس قريباً منها!، يدرك الأسباب التي دفعت حماس لخطف شاليت، بل والجميع يشدّ على يد المقاومة الفلسطينية والعراقية واللبنانية، وأي مقاومة في الأرض، وعليه فإن صحفياً يكتب مقالاً، أو كاتباً يرى رأياً مغايراً لما يراه الشارع لا يمكن بأي حال من الأحوال شن حرب عليه لمجرد أنه يرى أن حماس قد تكون خطفت الجندي المذكور بتوجيهات من دمشق أو طهران أو بغداد...
إذن، ولتعذرني يا أبا الوليد، ههنا قد أخطأت، وليتك تركت الباب مفتوحاً، ولم تطلب من الرقيب أن يستلّ مقصه وربما سكينه ليقطع لسان أو أصابع أو حتى عنق كاتب وصحفي. ألا يكفينا يا سيدي ما نحن فيه؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا