الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية ثقافة العمل في العصر الحديث

بكر محي طه
مدون حر

(Bakr Muhi Taha)

2020 / 11 / 15
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لطالما كان العمل ومازال الشغل الشاغل للبشرية فهو معيار مهم تقاس به المجتمعات المتطورة وتقارن به المجتمعات النامية الاخرى، فالعمل يعني الجهود البشرية فردية / جماعية للوصول الى إنجازٍ معين الهدف منه خدمة المصالح الانسانية سواءً كانت خيرية أو ربحية أو إستثمارية.
فالعمل يراد منه التكاتف والتعاون وكما يقال اليد الواحدة لا تصفق اي يجب الاتحاد بين الافراد من اجل الوصول الى اقصى فائدة ممكنة من خلال الاستثمار في الطاقات البشرية وحسب تخصصها الامر الذي سيعطي مجالاً اكبر للابداع والتميز بعيداً عن الاستغلال والاستنزاف لانه سيعطل عجلة التطور التي تعتمد على تسليم الخبرات والمهارات من الجيل الاكبر / الاقدم الى جيل آخر أصغر / أحدث لديمومة ميكانيكية العمل مع الاخذ بعين الاعتبار عوامل التطور التكنلوجي والذكاء الاصطناعي.
إذ أن العمل اليوم يحتاج الى بديهية وسرعة تعلم لمواكبة الحداثة والتكنلوجيا ولكن هذا لايعني بان يكون الاعتماد كلياً على الذكاء الاصطناعي فبعض الاعمال تتطلب تدخلاً بشرياً وبشكلٍ مباشر لما لها من أولوية خاصة، كالمجال الطبي والذي يعتمد على الجانب العملي بشكلٍ أساسي، وكذلك الاعمال الفنية والتصميمية من منطلق شخصي وإبداعي وجمالي.
قد لانختلف عندما نتحدث عن بيئة العمل التي ستحدد في نهاية المطاف نجاحه من فشله، ولكننا الان بصدد ان نتحدث عن داخل بيئة العمل اي فريق العمل المعني وليس تعامله مع الاخرين (الزبائن)، لابد من وجود نظام داخلي يهدف الى الاحترام والتقدير في طرح الافكار ومداولتها وليس الانتقاص منها أو من طارحها لانها قد تكون مفتاح للوصول الى الاهداف النهائية المرجوة.
وهذا ما يعرف بـ (ثقافة العمل) اي التفاهم الداخلي بين اعضاء الفريق بدءاً من القائد الى اخر موظف معني ليكون عملهم كالخلية الواحدة، وكذلك التفاهم مع الفرق (الخلايا) الاخرى ذات العلاقة، وهذا يتطلب حنكة ومعرفة من قبل ادارة العمل وليس مجرد توظيف وادارة تعتمد اسلوب الطرد والصوت العالي في ايصال المعلومة.
اذ باتت ثقافة العمل اليوم جزءاً مهم من العمل بل صارت أهم من العمل نفسه في بعض الاحيان خاصة الاعمال التي تعتمد على التسويق والبحث عن نقاط جديدة دوماً وليس مجرد الترويج والاعلان بل الخوض فعلاً لمعرفة مايحتاجه الناس اليوم من سلع وخدمات وحسب امكانيات العرض والطلب على ارض الواقع، إذاً الموضوع ليس مجرد لسان معسول أو اسلوب حوار وان كانا ضرورين لكن الاهم هو المعرفة البحتة لحاجات الناس المتجددة يومياً.
ففي المحصلة النهائية ثقافة العمل لاتنعكس سلباً او ايجاباً على عمل أو مهنة معينة بقدر ما لها تأثير بتوسيع أفاق وأبواب المهنة / العمل نفسه، الامر الذي سيترجم الى فرص عمل جديدة وابتكارات جديدة بسبب ثقل المنافسة السوقية في العمل.
وهنالك عدة عوامل من شأنها اضعاف أو تدمير العمل بسبب غياب عنصر الثقافة العملية، ومنها:
1- الادارة متمسكة بشخوص معينة برغم ضعف ادارتهم للمواقف العملية.
2- الادارة متمسكة بدور المدير المهدد بطرد الموظفين بدون سابق إنذار.
3- ضعف التنسيق بين الاقسام المختلفة ضمن بيئة العمل الواحد مما يخلق فجوة وتراكمات للأخطاء تسبب خسائر كبيرة مستقبلاً.
4- تعدد الإدارات وتعدد الاوامر والتعليمات مما يسبب إرباك لبيئة العمل ليكون الهدف ارضاء الادارة بدل الاهتمام بالعمل نفسه.
5- ثقافة الواسطة أو القصاصة والتي باتت تنخر بقطاعات العمل العام / الخاص، كونها أساس الدمار والخراب لاي عمل أو مهنة وهذا مايعانيه اليوم الشرق الاوسط عامة والعراق خاصةً.
فالثقافة العملية ليست مجرد إجراءاتٍ وقوانيين بل هي المرونة في احتواء المواقف والبحث المستمر عن الحلول حتى قبل ان تقع المشاكل لان ادارة العمل بعملية والسيطرة عليه بشكلٍ صحيح يخلق بيئة عمل ايجابية ينتج عنها اعمالاً ابداعية تميز اصحابها في سوق العمل وهو المطلوب.
وثقافة العمل لابد من تشذيبها بين الحين والاخر حتى تبتعد عن النمطية وتقترب من الواقعية المنطقية لانها أساس نجاح العمل، وهذا يتم من خلال:
1- التأكيد على ان العمل ليس مجرد وظيفة وراتب بل هو هواية يمكن الابداع فيها.
2- الادارة تتبع أسلوب القائد الذي يبحث اصل المشكلة لايجاد الحل المناسب لها والحيلولة دون الوقوع فيها مستقبلاً.
3- التنسيق العالي جداً بين كافة الاقسام ذات العلاقة ضمن بيئة العمل الواحدة كونهم يُمثلون مؤسسة وليس فرد بحد ذاته.
4- توحيد الادارة بما يضمن سير العمل وفق التعليمات الصادرة اي يكون هنالك ادارة مباشرة للعمل وليس سلسلة ادارات وروتين يخنق العمل.
5- الاهم من كل ما تقدم والذي يمثل جوهر ثقافة العمل هو إختيار الاشخاص المناسبين للعمل بعيداً عن ضجيج الصداقات والمعارف والقصاصات لانهم لايريدون سوى مرتب! ولا يهمهم المنجز اي بطالة مقنعة مع سبق الاصرار والترصد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص