الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بايدن أم ترامب، ماذا يجني العرب ؟

طاهر مسلم البكاء

2020 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


حزبان اميركيان قد يختلفان في بعض الرؤى ولكنهما ينفذان سياسة واحدة هي سياسة أميركا ،أمريكا المتكبرة الغير منصفة، التي تسرق موارد العرب وتنحاز بالمكشوف لأعدائهم الصهاينة ،وقد يكون هناك اختلاف بين رئيس وآخر في الطريقة المستخدمة للوصول الى نفس الهدف ،ولكن الهدف واحد هو استمرار حال التخلف والضعف والفوضى والفقر والمشاكل والتمزق في دول العرب،مقابل زيادة قوة الصهاينة وبروزهم كدولة متسيدة في المنطقة،وتوسعية ، رغم انها دولة بلطجية مغتصبة تأسست على خرافات التاريخ .
نعلم جيداً ان جل هم ْ ساسة العرب هو استمرار بقائهم في مناصبهم ،والأدهى ان القيادات الفلسطينية مشمولة بهذا التعميم ، وهذا ما أدركه ُ جيدا ً كلا ً من الأميركان والأسرائيليين ،ولذا اصبحت السلطة الفلسطينية لعبة بيدهم ،وتحولت من الثورة وحياة الكفاح المسلح لأسترداد حقوقهم ،الى حياة المكاتب والرفاهية وبدعاوى تضليلية واهية ، وبدورهم تبارى رؤساء أميركا في كسب أكبر مايمكن كسبه من منجزات للصهاينة على حساب العرب في فلسطين ،ليضمنوا ود وأصوات الناخبين اليهود في أميركا ،من دون ان يحسبوا أي حساب ولو بنسب بسيطة لملوك وحكام العرب ،أو للشعوب العربية ،لابل لم يقتصر الأمر على هذا بل ان الأميركان وصلوا الى مرحلة اصبحوا فيها هم من يحدد العدو والصديق لقادة العرب ،ويقودهم قود البعير الى الأتجاهات التي تخدم المصالح الأمريكية والصهيونية ،كما جرى في الكثير من المواقف الواضحة ،كالتطبيع مع الصهاينة ،والعداء لأيران ،واستمرار حرب اليمن وغيرها .
على أمتداد البلاد العربية والأسلامية ،ينصت الكثير من العرب والمسلمون ،شعوبا ً وقادة الى نتائج الأنتخابات الأمريكية ويتابعوا تفاصيلها ،ممنين النفس بفوز هذا وسقوط ذاك ،غير متعظين ولامستفادين من التجارب الكثيرة السابقة ،وهي ان لافائدة تذكر من الرئيس القديم ولا الرئيس الجديد ،وعليهم التوحد والقوة لينالوا حقوقهم العادلة المغتصبة من أميركا والصهاينة ،وان هذه الحقوق لاتأتي بمجاراة هذا الرئيس أو انتظار تولي ذاك أبدا ً .
لم يتمكن العرب رغم عظم مواردهم وتعداد نفوسهم من فرض كلمتهم واحترامهم أمام الولايات المتحدة الأمريكية مقارنة مع الصهاينة ،حيث عظم موارد العرب وكثرة تعدادهم ،ويعود ذلك الى ضئالة القيادات العربية الكفوءة والشجاعة والقادرة على ادارة الصراع والأستفادة من الموارد للوصول الى النصر في معركة الكرامة ،فلا الحكام الذين ناصبوا أميركا والصهاينة العداء نجحوا في توحيد العرب تحت راية واحدة ،ولا أولئك الخانعون الذين يبذرون ثروات شعوبهم لأجل ان توفر اميركا الحماية لهم من اعداء وهميين ، وهم اشبه بالذي يذهب الى الرمضاء هربا ًمن النار !
هل هناك أمل في خلاص العرب :
على الوضع الحالي لاأمل قريب لخلاص العرب ،والأنتقال الى وحدة توافقية يبحثون فيها كرامتهم ومصالح شعوبهم ، كون أميركا والصهاينة مستمرون بخلق نفس الظروف ،والتدخل في تنصيب الزعامات العربية الفاسدة ،وخلع من تصفر ورقته وتصبح آيلة الى السقوط ،وليس هناك أمل في نهوض زعامات شامخة عربية حيث انها تقتل في المهد من قبل أميركا وحلفائها الغربيين ،وبتمويل من خونتها العرب .
الظاهرة الترامبية :
ادى وصول الرئيس دونالد ترامب الى منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية واستخدامه طريقة في الحكم ذات نزعة عنصرية ومصلحية مقيتة ، الى بروز ماسمي بالظاهرة الترامبية ،ومع انه لم يدخل حربا ً خارجية بالمعنى التقليدي ،ولكنه بدأ لايحترم الألتزامات الدولية لأميركا وينسحب بسهولة من الأتفاقات التي سبق وان أبرمتها الحكومات الأمريكية ، وبدى كرئيس نزق يتصرف بعنجهية أكثر مما كانت تتصف به السياسة الأمريكية السابقة وبدون أي رتوش أو تجميل صورة ، وبدى معجبا ً بنفسه بشكل تجلى للكثيرين أنه مرضي !
وبعد ان أظهرت الأنتخابات الأمريكية الأخيرة تقدم منافسه جو بايدن كثيرا عليه ،بدى يلمح الى أنه يتمسك في السلطة وان هناك تزوير وتحريف في هذه الأنتخابات ،مما يمس صميم الصورة الأمريكية التي تتمسك بالدستور والحقوق الديمقراطية ،ويشوه نزاهتها من انها مرجع عالمي للديمقراطية كما يتشدق الأميركان ، وبدى ان انشقاقا ً خطيرا ً قد يحصل في اي وقت يمزق الأمة الأميريكية ويعجل بأنهيارها .


البعض ينتظر الحل في خراب أميركا :
هناك العديد من المفكرين والمنظرين العرب وفي العالم الأسلامي من ينتظر بفارغ الصبر انهيار وتفكك أميركا لتكفينا شرورها ،ولتبعد يديها التي تمسك بخناقنا ومنذ سنوات طويلة ،فلعلى وعسى ان ينهض جيل شجاع يستقتل على الكرامة والحقوق المهدورة ،وعندها قد نرى الدول التي تقف بالضد من تطلعات العرب المشروعة تنسحب بدون حروب ،لتتبادل المصالح الطبيعية بدون هيمنة وفرض قرار واستكبار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا