الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاوف لا تنتهي

تقي الوزان

2006 / 7 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ألصدامات الأخيرة بين الجيش الأمريكي وقوات الأمن العراقية من جهة , وقوات "جيش المهدي" من جهة أخرى , والغارات التي شنت على بعض معاقله في مدينة الصدر " الثورة" , والتي جاءت بحجة تحرير النائبة " تيسير المشهداني " والمتهم "جيش المهدي " بأختطافها . تبدو كأنها بداية الهجوم على المليشيات التي أخذت توسع نفوذها أكثر مما هو مسموح به . وأصبحت تشكل خطورة جدية على واقع وحدة العراق كما أشارت لها تصريحات أمريكية سابقة , وعلى لسان أكبر المسؤولين في البيت الأبيض. [ البيت الأبيض بوصلة قياس توجهات السياسة العراقية ] وما جاء بعدها في الخطة الأمنية , ومبادرة المصالحة الوطنية التي أعلن عنها السيد رئيس الوزراء جواد المالكي . الخطة التي تكون أحدى خطواتها الرئيسية , وأخطرها , هي تصفية المليشيات .

الأيام القادمة ربما ستشهد مواجهات أعنف بين القوات الأمريكية والعراقية وبين هذه المليشيات ومن يواليها من قوات عسكرية في أجهزة الدولة . أن " جيش المهدي " وباقي المليشيات أخذت الحذر قبل هذه الفترة . وهذا واضح من خلال تصريحات قياداتها , والأدعاء بأن هذه المليشيات تحولت الى منظمات مدنية , مما دفعها لأخفاء الكثير من أسلحتها , ونقلت عناصرها المكشوفة من مناطقها الأصلية الى مناطق أخرى , تحسباً من عدم تمكنها من مواجهة الجيش الأمريكي في الوقت الحاضر . وبأنتظار الوقت المناسب لأستخدام هذه الأسلحة بشكل فعّال . وسيكون من أولويات " الوقت المناسب " تعثر المفاوضات حول الملف النووي الإيراني بين ايران والغرب .

لاجديد في القول من أن السياسات الطائفية لبعض الأحزاب الشيعية , ثم المحاصصة الطائفية والقومية لأقتسام السلطة ,هي التي أوصلت العراق الى الحالة الدموية الراهنة , والتي تناغمت مع رغبة سلطات الأحتلال الساعية لتكون المرجع الوحيد لأدارة العراق, وأدارة العملية السياسية فيه . وفي نفس الوقت أدت هذه السياسات الطائفية لأعادة الثقة بين سلطات الأحتلال الأمريكي – العراب الحقيقي لنشأة وتطور حزب البعث – وبين حثالات البعث المتحالفة مع عصابات القاعدة والسنة التكفيريين . هذه الثقة التي فقدت لبعض الوقت على أثر أسقاط نظامهم المقبور .

كل هذا جرى , وبعض قيادات هذه الأحزاب الشيعية ومنتسبيها تتساءل بسذاجة , وقسم آخر يتصنع الجهل , على أن المصالحة تتم بعد أن تكشف العناصر من الطرف الآخر عن نفسها قبل أجراء الحوار . وكأن الدليمي , والهاشمي , والزوبعي , والمشهداني , والمطلك , الذين يقاسمونهم السلطة هم ملائكة وليس ممثلين عن البعث . أن التصريحات الأخيرة للمطلك , وبالذات المنشورة يوم 20060709 في صحيفة "الشرق الأوسط" وفي موقع " الديوان العراقي " ومواقع أخرى . والتي يؤكد فيها بعد أن تمت التسوية بينهم وبين الأمريكان , أن لاتوجد أي مصالحة الا مع البعث وقيادات الجيش والأجهزة الأدارية السابقة . وألغاء قانون أجتثاث البعث , وقانون حل الجيش والأجهزة الأمنية السابقة التي أصدرها الحاكم الأمريكي بريمر . وهذا ما جرى الأتفاق عليه بين الأمريكان والبعث كما تشي به تصريحات المطلك.

أن استغلال حادثة أختطاف النائبة "تيسير المشهداني " عن جبهة "التوفق" من قبل الهاشمي وجماعته , سيكون أكثر بشاعة من أستغلال أسرائيل لأختطاف الجندي الأسرائيلي , وجعله السبب الأساس لهدم كل الأتفاقيات التي تم توقيعها .
أن الخوف لن يكون متوقفاً على شدة المواجهة وسقوط الضحايا يومياً , والتي من المتوقع ان تزداد ضراوتها أكثر في الأيام القادمة , كأثمان يجب أن تدفع نتيجة سلسلة الأخطاء التي أرتكبتها أطراف العملية السياسية . ولكن الصورة الأكثر قتامة ستكون عندما تدخل المليشيات التي أخفت سلاحها وتدعي بأنها مؤسسات مدنية , وهي الأكثر تنظيماً , والتي تكاد أن تكون مؤسسات عسكرية دائمية بما تملكه من تدرج وظيفي , ورواتب شهرية ثابتة , ويشرف عليها ضباط أركان ومخابرات مؤسسة عسكرية محترفة , وهي الذراع التي تهدد به ايران الوجود العسكري الأمريكي في العراق . والخاسر الوحيد بالتأكيد هو الشعب العراقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟