الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع النفوذ عرّفنا الشخصيات الوطنية

الحمزة نوري

2020 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


بعد تغيير النظام السياسي عام 2003، استثمرت البلدان الإقليمة والدولية عطش المواطن العراقي لمعرفة ما يحدث في العالم، وأنشأت قنوات فضائية وصحفاً وإذاعات، للتعبير عن اتجاهاتها السياسية والثقافية والاجتماعية، وتصارعت لكسب عقول وقلوب الجماهير، إلا أنها لم تفلح في جذب المواطن إليها، وبعد سنوات أنخفض تأثير هذهِ الوسائل، ودخلت أدوات اتصال جديدة، وهي مواقع التواصل الاجتماعي، واستطاعت سلب جزء كبير من سلطة الإعلام التقليدي وأصبحت أكبر مصادر صناعة الرأي العام في العراق، دخلت هذه الدول مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتحديد محور الغرب بزعامة (الولايات المتحدة الأمريكية) ومحور الشرق بزعامة (جمهورية إيران الإسلامية) باعتبارهما أهم اللاعبَين و الأكثر نفوذاً في البلاد وتعاملتا مع السوشيال ميديا كساحة للتنافس تسعى كلٌّ منهما إلى زيادة نفوذها على حساب الأخرى.
حيثُ استطاعوا شراء ذمم عدد كبير من المدونين، والإعلاميين، والكتاب، والمحليين السياسيين العراقيين، وعمل هؤلاء على تظليل الناس ونشر أخبار معينة وحجب أخرى حسب مصلحة (محور الغرب أو الشرق)، لغرض استدراج فئة معينة وكسب تعاطفها لخدمة مشاريع هذهِ الدول، مستغلين غياب وعي الجماهير وعدم إدراكهم لغاياتهم المضمورة.
مارسوا خطاب الكراهية، والتعصب، وتبادل العنف اللفظي، وبث الفوضى، وشحن الجماهير ضدّ بعضها البعض على أرض الواقع، وأثروا كثيراً على المسار الديمقراطي، وهددوا الأمن الاجتماعي وكاد صراع النفوذ يؤدي إلى حرب أهلية.

على الرغم من الاختلاف الجذري في خطاب "أدوات صراع النفوذ" الا أنهم اتفقوا على أمراٍ واحد؛ هو استهداف الشخصيات الوطنية لأنهم
اختزلوا الوطنية حسب قرب الشخص من محور معين دون آخر، وصنعوا ضد الوطنيين موجات كبيرة من التهوين والتخوين والتسقيط لمنع الناس من الالتفاف حولهم.
هؤلاء المرتزقة الذين يكتبون من أجل المال يبغضون من يعمل على الإستقرار السياسي الذي هو مدخل للإستقرار الأمني والأخير مدخل للإستقرار الإقتصادي ومن خلاله يتحقق الإزدهار، يبغضون من يضع مصلحة العراق أولوية في علاقاتهِ مع الجميع مع التأكيد على حفظ السيادة الوطنية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، يبغضون من يعمل على جعل العراق ساحة تلاقٍ لفرقاء المنطقة ويبتعد عن سياسة المحاور وهو مؤهل للعب هذا الدور بحكم الموقع الجغرافي والتنوع الديموغرافي، يبغضون من يعمل بوسطية وإعتدال ومواقفهِ بعيدة عن الإنفعال والتشنج، يبغضون من يعمل على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء واطلق المبادرات والمشاريع لخدمة العراق.

أستهدافهم المكرر لهذه الشخصيات يجعلنا نجزم أنها شخصيات وطنية تضع المصلحة العراقية بوصلة عمل لها، وترفض أي تدخل إقليمي أو دولي في الشأن الداخلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل