الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول دفء العلاقة المزيّف

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 11 / 16
الادب والفن


هذه مجرد خواطر مأخوذة من قصص واقعية، لكن مع تلطيف الحدث كي لا تكون الرسالة تتضمن شيئاً من الغبن.
إن دعاك شخص إلى زيارته و ألح عليك بالدّعوة احذر أن تلبي الزيارة . قد تقع في الفخ ، فنحن في بلاد النّفاق نتصنّع اللطف ، ويصدّق ذلك اللطف قليل تجربة ، يتلقى الصّفعة ، يشعر بضآلة قيمته.
يحكى أن أحد الرجال دعاه ابنه إلى طعام الغداء ، وذهب الرّجل فرحاً فهو يريد أن يكذّب الشائعات حول محبّة ابنه له ، جلس طويلاً ، لكن طعام الغداء لم يأت ، كان عند الابن دعوة إلى أصدقائه على العشاء ، اختصر الموضوع في أن يتمّ تقديم الوجبة مساء ، لكنّ الجوع كافر، مع إحساس الأب بقلّة القيمة لكنه أراد أن يستّر على الأمر ، و تحمّل إلى وقت معيّن في النهار ، ثم خرج دون أن يقول له أحد إلى أين أنت ذاهب ، اشترى رغيف خبز أكله وعاد ، وعند العشاء تجاهله الجميع ، فلم يأكل ، قرّر أن يتحدث لابنته عن الأمر، جرى العتاب بين الأخت و الأخ ، و اتهمت زوجة الأخ بأنها هي من فعل ذلك، وبرئ الأخ . زوجة الابن هي المقياس لمشاعر زوجها ، فلن نفترض أن جميع النّساء طيبات ، لكن المسؤول الأوّل عن الحادث هو الابن. كان بإمكانه تقديم أي غداء لوالده ، وشرح السبب. نتيجة تلك الحادثة قرّر الأبّ أن لا يزور أيّاً من أولاده، لكنه يشتاق لهم، وهو وحيد. كان يبتكر حجة في كلّ مرة للزيارة ، فيأخذ معه سلة بيض من القرية، ويجلس إلى طرف المكان، كأنه متسول، في النّهاية اتهم الابن أباه بأنه غير عادل في المعاملة ، وقاطعه.
حدث معي مرّة أنّني كنت أفتح باب غرفة الضيوف لاستقبال النساء من أجل صباحية ، كانوا سعداء عندما يأتون إليّ ، يبدين الود ، ويلّححن عليّ في زيارتهم، كوني مقلّة بالزيارات فقد كنت في أغلب الأحيان لا ألبي الدّعوة، وفي إحدى المرات لبيت دعوة جارتي ، وذهبت. كان وجهها مكفهراً ، وكأنها في مأتم ، قدّمت القهوة ، ثم جلست دون أن تتحدّث ، و كوني خجولة لم أفاتحها بل تحججت أن لدي عمل ومضطرة للذهاب وغادرت بعد ربع ساعة. استمرت في حضور الصباحية في بيتي. فيما بعد كان قراري : دعيهن يزورونك ، ولا تلبي الدعوات.
أم حسين لديها ولد ذكر وحيد هو حسين ، وابنة اسمها ليلى . زوج ليلى لا يقبل أن تزوره حماته ، و يجبر زوجته على استقبال والدته ، و الزوجة مطيعة تخشى على مشاعر زوجها ، فهي تعمل كرجل كرسي لديه، لم يبق عند أم حسين خيار سوى حسين ، وهي لا زالت قوية لها منزلها، ومرتبها التقاعدي من زوجها المتوفي ، يأتي حسين وزوجته إلى عند أمه ، تتحدث الكنّة بكلام معسول أمام زوجها، تصدّق أم حسين كنّتها ، فهي ترغب أن تحبّها ، و تذهب إلى زيارة منزل ابنها فرحة، وتبدأ في الحديث " كمجامِلة" لطيفة ، لكن وجه الكنّة متجهم ، ولا تنطق بحرف، وتختفي في المطبخ، و الابن يذهب إلى المطبخ ليصالح زوجته التي افتعلت خلافاً معه ، وهكذا لم تعد أم حسين تزور ابنها، لكنها بقيت تمدحه، وتمدح كنّتها أمام الأقارب، وفي مرّة أحبت أن تعاتب ابنها برقة، فهي أمّ، فما كان منه إلا أن شتمها ، ولم تعد تستطيع أن توقفه .سألتني أم حسين: هل ابني هو الذي لا يرغب بزيارتي أم كنّتي؟
إحدى القصص التي جرت في مكتبي: كان لدى إحدى النساء قضية طلاق ، كانت تأتي مع أختها وخطيب أختها، مع أن زوجها قدّم تنازلات كثيرة، كان يبكي ويطرق رأسه بحائط المكتب ، لكنها رفضت العودة له. حاولت إقناعها ولم تفعل.
مضت الأيام بعد أن تمّ الطلاق ، نسيت الموضوع ، في أحد الأيام رأيت الأخت تطرق باب المكتب ، وقد جلبت بيدها هدية . قالت لي: احذري بمن تزوجت أختي؟
لم تنتظر أن أسألها. قالت: تزوجت خطيبي!
وتطول قصص الغدر و النفاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش


.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص




.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود


.. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على آلة العود.. الموسيقا




.. الموسيقار نصير شمة: كل إنسان قادر على أن يدافع عن إنسانيته ب