الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل الاوقات مناسبة لاجتثاث الفساد

رياض العطار

2006 / 7 / 13
حقوق الانسان


كل الاوقات مناسبة لاجتثاث الفساد
يدعي البعض , ان الوقت غير مناسب لاجتثاث الفساد في العراق , رغم انه بلغ الذروة في معظم مفاصل الدولة, و اصبحت
الرشوة و السمسرة و العمولات ... من عاديات الامور يمارسها بعض المسؤولين الكبار في الدولة وقاده الاحزاب ... الخ .
التبريرات كثيرة و منها ان هذا الاجتثاث سوف يؤثر على اداء الدولة ! و يضيف اخرون بان التصدي للفساد مسألة صعبة و شائكة , و ان فتحها سيؤثر على مجيئ الاستثمارات و المستثمرين و على سمعة البلد و قيادته و قضائه , و ان هناك قضايا لها الاولوية و هي اكبر و اهم من مسالة الفساد و في مقدمتها القضاء على الارهاب و استقرار الامن و معالجة البطالة و توفير الخدمات ...الخ . ان كل هذه التبريرات غير مقنعة , فكل الاوقات مناسبة لاجتثاث الفساد , لان المعركة ضد الفساد هي جزء لا يتجزأ من معركة الاصلاح و التحديث و التنمية الشاملة .
ان الذين يشككون و يوردون القصص المختلقة و الحقيقية على تفشي الفساد و تلوث معظم الناس بمستنقعه اللآسن , فأنه بمقابل اؤلئك الفاسدين يوجد ملايين الشرفاء , سواء في مفاصل الدولة و مؤسساتها او في مختلف طبقات و شرائح المجتمع و قطاعاته الانتاجية و الخدمية و الثقافية و الاعلامية و السياسية , فالايدي النظيفة هي الكثره الكاثرة و الاغلبية الصامتة .
ان الشرفاء الغيورين و المخلصين للوطن و قضاياه اكثر مما يبدو على السطح و ان البلاد غنية بهذه الثروة العظيمة المتجددة , و غير القابلة للبيع و الفساد و الافساد او النضوب و النفاذ .
و هنا لا بد من تعريف الفساد , فقد عرفه تقرير التنمية الصادر عن البنك الدولي عام 1997 : انه سوء استغلال السلطة العامة
لتحقيق مكاسب و منافع خاصة , ويدخل تحت هذا التعريف , العمولات التي تسهل عقد الصفقات و هذا ما يسمى في العراق ب ( البرطيل ) .
كما يدخل في هذا التعريف , الرشوة المقنعة او العينية سواء على شكل وضع اليد على المال العام او الحصول على مواقع متقدمة
للابناء و الاصهار و الاقارب ... في الجهاز الوظيفي و في قطاع الاعمال العام و الخاص .
ففي استبيان شمل حوالي مائه و خمسين مسؤولا كبيرا من ستين دولة نامية , أكد هؤلاء , ان الفسادهو اكبر معوق للاصلاح و التنمية.
لقد اهتم المجتمع الدولي بمكافحة الفساد , حيث ظهرت مئات الدراسات و الاحصائيات الدولية و الملتقيات الاقليمية التي اظهرت مدى خطورة الفساد و انعكاساته المدمرة على تطور المجتمعات و تنميتها و على عملية الاصلاح و مسيرتة المأمولة , و يشار في هذا السياق الى قيام عدد من الهيئات و المنظمات و المعاهدات الدولية لمكافحه الفساد , و ابرزها:
* منظمة الشفافية الدولية .
* معاهدة الامم المتحدة لمكافحة الفساد .
* معاهدة منظمة الدول الامريكية لمكافحة الفساد .
و السؤال المطروح في هذا السياق : ما هي الاجراءات التي تحد من الفساد في العراق ؟
يأتي في مقدمة الاجراءات : تفعيل مفوضية النزاهة و هيئة التفتيش و الرقابة المالية , و رفع الاجور و الرواتب و وضع أليات
للمحاسبة و المراقبة و المتابعة , و اطلاق حرية الرأي و التعبير و تفعيل المؤسسات المجتمعية و تعزيز الديمقراطية و احترام حقوق الانسان و استقلال القضاء و المساواة بين المواطنيين و الاستخدام الجيد للموارد و الشفافية فيما يتعلق بالعقود و المناقصات و منح الوكالات و الاستيراد... و خلاف ذلك لا يمكن الحد من ظاهرة الفساد مهما كانت الاجراءات المتخذة لانها سوف تكون اجراءات فوقية.
و اخيرا , لقد تم تهريب الاموال المسروقه الى خارج العراق ( اموال الفساد ) تحت اسماء و عناوين و شراكات و اقنعه كثيره و لا بد من استرجاعها من خلال القضاء والانتربول ( الشرطه الدوليه ) و وفق الادله الدقيقه و القرائن القاطعه و الدامغه , و من المؤكد ان هؤلاء سوف يجدون عشرات الطرق و الحيل التي توفر لهم التبرئه .
رياض العطار - كاتب صحفي - عراقي مقيم بالسويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق


.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟




.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع


.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد




.. مؤيدو ترامب يطالبون بإعدام القاضي وبحرب أهلية