الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بقلم الدكتور علاء العبادي/ قراءة في قصيدة مقداد مسعود(شاي بالقرنفل)

مقداد مسعود

2020 / 11 / 17
الادب والفن


يلجأ الشاعر والناقد مقداد مسعود في قصيدته (شاي بالقرنفل) المنشورة على منصة الحوار المتمدن إلى حيلٍ بديعية متنوعة يهربُ بها من مبتغاه اللاشعوري وربما الشعوري في هذه القصيدة القصيرة. فالشاعر أو المتحدث في القصيدة يُحلّل دواخله ويكشف نوازعه وأحلامه ويمدح ذاته بشعرية عالية ذات تقنيات لغوية، بلاغية وجمالية، لكي يخفّف من وطأة مدح الذات والنرجسية. فهو يحمد الله مرتين في ثنايا القصيدة وكأنها دعاءٌ أو مناجاة بينه وبين ربّه. تلك المناجاة التي غالباً ما يكشف فيها المرء ذاته أمام الله، وقد يكون الدعاء حيلة أخرى بارعة في التخفي عن مدح الذات إدراكاً منه بضرورة التواضع فيما يقوله عن نفسه. ويبدو للقارىء وهو يسترسل في قراءة النص أن المتحدث واثقٌ مما يقوله على الرغم من أنه يستخدم المواربة والتورية والتناقض لإبعاد الشبهة عن عقل المتلقي الذي قد يغالي في تفسير نوازع الشاعر فيحكم عليه بالنرجسية التي تجسدها كلماته: أحلامي، أصابعي، قدماي، حنجرتي، خطواتي، لساني، أحلّق، أنا معي، لديّ، ظلّي،أكتب، أمنياتي، قلبي. البارع في هذه اللعبة الذاتية أن الشاعر لا يكرّر أيَّ مفردة أو عبارة مما ذكرنا في أعلاه، أي أنّ الأنا لا تتكرر، بل تتنوع فتزداد ثراءً، وأن الذات لاتنطوي على أنويّة ضيقة ومحدودة، إنما هي (أنا) علوية متفردة متنوعة الميول والنزعات والرؤى، ففيها المادي المتمثل بأصابعه وقدميه وحنجرته ولسانه، وفيها الوجداني المتمثل بأمنياته وقلبه، وفيها الخيالي متمثلاً بأحلامِه وتحليقِه وظلِّهِ، وفيها فعله وعزيمته متمثلان بالفعل (أكتبُ) وبقوله (لديّ) و (أنا معي).
ويلجأ الشاعر أيضا إلى (مخففات الصدمة) كي يُجمّل مقولاته عن نفسه، ولكي يحلو للقارىء ما يقوله، فهو يعترف "لايتراكم في قلبي أي شيء" وتزداد الحلاوة حين يكون مسك الختام "شاي يتضوع قرنفلا".

________________________________________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر تقرر توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى الصف الخامس ال


.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر




.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى


.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا




.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح