الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا... سويسرية؟؟؟!!!...

غسان صابور

2020 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ســــوريــا... ســويــســريــة؟؟؟!!!...
نشرت سيدة سورية.. من مدينة بوسط سوريا.. ثلاثة أسطر انيقة, بلا أي خطأ قاعدي أو لغوي أو إملائي.. مما يعني أنها مثقفة بشكل عادي.. على صفحتها الفيسبوكية... خلاف آلاف وألاف الجهلة الذين يقضون أوقاتهم الغارغة.. بقصص وروايات ووصفات طعامية مطبخية وذكريات.. كتبت هذه السيدة ــ مؤكدة ــ أن ســـوريــا سوف تصبح بعد أشهر قليلة.. ســويــســرا الشرق الأوسط كله!!!...
آه يا سيدتي.. وألف آه يا سيدتي.. لست أدري بأية عجيبة إلهية.. أو بأية طاقات غير موجودة من آلاف مليارات الدولارات.. يمكن أن نعيد الكهرباء والغاز والمحروقات الضرورية والماء النظيف والدواء.. وإعادة النصف المهدم المتفجر من البلد.. واحتواء عودة ملايين المهجرين.. ببضعة أشهر يا سيدتي؟؟؟... هل هناك اتصال مباشر بينك وبين الآلهة... أو بينك والبنك الدولي الذي حلل أن إعادة نصف أو ربع حياة طبيعية.. لهذا البلد التعيس المريض الحزين.. يحتاج لعشرات السنين.. بكرم واسع كامل من البنك الدولي ودول العالم... وإلغاء كلمة أمــبــارغــو من جميع القوانين الدولية ( وخاصة الأمريكية والأوروبية) التي تخنق سوريا وشعبها من عشرة سنوات وأكثر...
يا سيدتي... كان من الممكن تطوير هذا البلد إلى سويسرا الشرق الأوسط.. بالسنوات العشرة الأولى لحكم والد الرئيس الحالي... نظرا للطاقات السلطوية التي امتلكها.. والحب الجنوني الذي قدمه الشعب السوري ـ آملا ـ لــه.. خلال السنوات العشرة الأولى من حكمه... ولكنه جــر البلد السوري الكبير... وحوله إلى قـريـة مــكــبرة.. كقرية مولد عائلته واجداده " الــقــرداحــة " التي كبرت.. وتطورت.. وازدهرت.. واستفاد حتى مليارات المليارات.. بعض قليل من سكانها المقربين داخل الحلقات العائلية المتشابكة...
كيف تعالجين يا سيدتي اليوم.. وببضعة أشهر فقط.. سوى بواسطة وعود كلامية "بثينةشعبانية" مخدرة.. لشعب يعيش كل الضائقات الغير طبيعية المعيشية.. والكورونا.. والغلاء اللهيب الشجع.. بلا أية بوصلة.. ببلد مجزأ.. تحتل أكثر من ثلثه.. عصابات إسلاموية.. وفساد قانوني جذوري.. أقوى من الدستور فجر وخرب ومزقت ومــحــى كل آثــر تاريخي حضاري لسوريا.. وأنت تريدينها سويسرا الشرق الأوسط...
أمنيتك يا سيدتي.. وهــم من تراث "ليلة القدر"... ولست أدري إن أنت لاحظت ــ بعد كل ما جرى ـ، خلال الخمسين سنة الأخيرة.. وحتى من قبل سنوات عديدة بعيدة.. أن الآلهة.. كل الآلهة.. قد غادرتنا نهائيا.. يائسة من إصلاح وإعادة حياة لشجرة زيتون واحدة.. ســرقت كل ما تبقى زيتون البلد.. وآخر ما تبقى من زيتون.. عصابات عثمانية ـ سورية ـ داعشية... وأهدتها لسلطانها الصارخ الجبار رجب طيب أردوغان... والذي يوعدنا ويوهمنا بتهديداته وخطاباته.. حتى بتحويل سويسرا اليوم.. وأوروبا المتراخية إلى ولايات عثمانية ـ إسلاموية...
لا تعتقدي يا سيدتي.. بأنني بأي يوم من أيم عمري.. كنت ضد أملك وحلمك.. بأن تكون سوريا زينة وزيتونة الإنسانية.. إذ أنني أغطيت كل فتوتي وشبابي ورجولتي.. وشيخوختي لهذه الغاية النبيلة... ولكن منذ ما سمي ألف مرة خطأ ــ استقلال هذا البلد ــ كان دوما عكس ما تآمل وأمل شعب هذا البلد الطيب الصامد... واليوم نحن بإدارة عرابين وحماة وأصدقاء...وعروبة وعربانية.. وذئاب جيرانية.. لا يحمون ولا يشاركون ولا يهتمون.. سوى بمصالحهم التي لم تكن بأي يوم من الأيام.. مــصــالــحــنــا... دون نسيان هلوساتنا الغيبية التي أعادتنا قرونا وقرونا لعتمات الغيبية... نــحــتــاج لقرون من الوعي والفكر والصحة والحكمة.. لبداية بدايات خروج منها...
بــــالانــــتــــظــــار....
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل