الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وأخيرا، قالوها صراحة ..!

هرمز كوهاري

2006 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لكل حركة سياسية مسلحة كانت أم غير مسلحة ، تهدف الى تغيير السلطة بالطريقة السلمية أي عن طريق الانتخابات أو عن طريق الاحتجاجات والمسيرات والانتفاضات ، كما حدث في إنتفاضة سنة1948 ، أوعن طريق حركة مسلحة كالحركات الثورية مثل ثورة العشرين في العراق ،في الاولى أستثمر الفوز بتشكيل حكومةعراقية ملكية تحت التاج الهاشمي ، وفي ثورة 14 /تموز 1958 ، إستثمر الفوز، بإطلاق الحريات الديمقراطية ، وتحرير الفلاح من عبودية الاقطاع ، وبوشر بالاصلاح الزراعي وتوزيع أراضي الاقطاع على الفلاحين المستحقين وإنتعشت الحركات العمالية والفلاحية والنسائية والطلابية وتنفس الناس الصعداء بعد جمود من الحكم الملكي الرجعي الاقطاعي أربعون سنة وسن قانون رقم [ 80 ] الذي إنتزع 99% من أراضي العراق المرهونة لدى شركات النفط الاجنبية بموجب إتفاقية جائرة ، وتأسيس شركة النفط العراقية للانتاج والتسويق ، الامر الذي كان أكثر ما إستفز الاستعمار وخطط لإسقاط الجمهورية العراقية والاطاحة بمؤسسها ومحرر الفلاح العراقي من الاقطاع والطبقة العاملة والمرأة العراقية ، الزعيم عبد الكريم قاسم ، فتكاتفت الرجعية والحركات القومية الشوفينية والاقطاع والاغوات بدعم ومساندة من الرجعية العربية دعاة القومية المزيفة والاستعمار بعد أن استفاقت من الضربة والصدمة العنيفة التي جاءت بها صبيحة 14 / تموز ، وكانت النتيجة كما يعرفها الجميع . وكذلك ثورة الجرائرفي الجزائر إستثمر نجاح الثورة بتأسيس جمهورية جزائرية متحررة ، وكذلك غيرها من الثورات .

كل هذه الحركات والانتفاضات والثورات طبعا لم يكن هدفها إسقاط الحاكم أو طرد الاجنبي فقط ، بل يكون لها أهدافا وسياسة لتطبقها بعد الفوز ، وبخلافها تكون تلك الحركات مجرد حركات انقلابية طمعا بالكرسي وبالمال والجاه ، كما كانت محاولات بكر صدقي ، ورشيد عالي الكيلاني سنة1941 وموآمرة الشواف 1959 وحركة الردة الرجعية بقيادة البعث والقوميين سنة1963 وعبد السلام عارف ومحاولات عارف عبد الرزاق الفاشلة وإنقلابات حسني الزعيم وسامي الحناوي وأديب الشيشكلي في سوريا ثم البعث في سوريا ولا زال في الحكم .

والآن هناك في العراق مجموعات مسلحة تسمي نفسها ظلما وعدوانا " ب المقاومة " وأحيانا ب " المقاومة الشريفة" !! وأصح تسمية لها يمكن أن نسميها حركات الردة ، وتدعي أن هدفها الاول والاخير هو طرد " المحتل " وتحرير العراق ولكن ماذا بعد خروج " المحتل " هل سيلقون سلاحهم ويجلسون في بيوتهم ! هل يقتنع بهذا السياسي أو رجل الشارع أو حتى الراعي البعيد عن السياسة وعن الشارع ! أليس من حق أي شخص أن يسأل ثم ماذا ..؟ ما هو هدفهم بعد خروج هذا" المحتل "

، منذ أن أسست الاحزاب السياسية في العراق في نهاية العشرينات من القرن الماضي كانت تتقدم الى الشعب بكراس تفصيلي تشرح برنامجها السياسي و الى ماذا تهدف إذا ما تسلمت الحكم، فالحزب الوطني الديمقراطي كان يهدف الى إقامة نظاما برلمانيا دستوريا ديمقراطيا أي تكون كلمة الفصل للبرلمان وإبعاد البلاط عن التدخل بالسياسة على مبدا ، الملك مصون غير مسؤول الى غيرذلك من سس النظام الديمقراطي و نظاما رأسماليا حرا والحزب الشيوعي الى تحقيق الحقوق الكاملة للطبقة العاملة والفلاحين والكسبة والحريات للشعب وهكذا بالنسبة الى كل حزب سياسي أو حركة مسلحة يوجهها حزب سياسي .

وفي الاسبوعي الماضي ، أفصح أحدهم الهارب الى " قلعة العروبة الصامدة " سوريا العروبة ! من خلال برنامج فضائية " العربية " من العراق ، للمحاور إيلي ناكوزي ،عندما سأله المحاور عن مبادرة المصالحة ، بدأ هذا " المقاوم " تجاوزا على سياق البرنامج ، بتحية حارة للمقاومة وشهداء المقاومة !، مستخفا بالمبادرة ،بأنها ولدت ميتة ، وقال لانتوقف حتى نحرر العراق من المحتل وعملاء المحتل ! ومن أتى بهم و كنس ما يسمى بالحكومة وما يسمى برئيس الحكومة وإعادة النظام المزدهر !! كما كان خلال ال [35 ] سنة الماضية !!!

هكذا بكل صلافة ووقاحة وصفاقة وبدون خجل ولا إستيحاء ،يعتبر نظام صدام نظاما مزدهراً !، نعم كان مزدهرا بالمقابر الجماعية وبالحروب العبثية وهو النظام الوحيد الذي أقحم الشعب العراقي بثلاث حروب عبثية إرضاءا لشهوات صدام العدوانية لكل هدوء وسلام ، وكان زاهرا أيضا بالسجون والمعتقلات وتذويب المناضلين بأحواض الاسيد و...و...ألخ .

عندما نتكلم خارج العراق ، عن عشرة بالمائة أو أقل من ذلك من جرائم صدام ، والتي لا يتحمل سماعها الاجنبي يتهموننا بالمبالغة والحقد الزائد عليه! أما إذا سمعوا كلها وعن خفاياها فيتهموننا بالدجل ، ولم يتصوروا أن إنسانا بلغ أو يبلغ هذا القدر من التفننوالرغبة والشهوة بالقسوة والانتقام والاجرام ، وحتى أغلبية الشعب العراقي الذين عايشوا ذلك النظام منذ نشوءه كانوا يستغربون من بعض تصرفات المسؤولين التي كانت تتسرب من الحلقات المقربة من صدام الذين أفلتوا من المصيدة ، بل كانوا يشكون في صحتها لغرابتها ! إلا إذا كان المتحدث أحد المقربين منه أو من حاشيته وأفلت من المصيدة . إن الحركات التي يسمونها " بالمقاومة الشريفة " أهدافها معروفة منذ نشأتها ، إنهم أيتام نظام صدام الذين كانوا يرعون في مزرعة سيدهم ، مزرعة تسمسن العجول!

كان نظاما مزدهرا بتسمين العجول ! فكل عجل يسمن ويفكر أن ينطح سيده أو يتبطر عليه أو يريد الافلات بما إكتنزه من فتات مائدة و مزرعة سيده ، يعاجله قبل أن يبدأ ، أو بمجرد أن يشك فيه وكان شك السيد لايخطأ ! كما قال مرة لأحد المراسلين عندما سأله الاخير عن مصير وزير مختف كان صديقا للمراسل ، أجابه رحناه ! .
هكذا كان يفترس كل من يشك فيه ، ثم يبدأ بتسمين عجولا جديدة .
وهكذا يريدون إعادة سيدهم أو أحد من أزلامه ومزرعة تربية تسمين العجول وتجويع الفلاحين العاملين في تلك المزرعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هو حسين عبداللهيان الذي رافق رئيسي في رحلة العودة من أذرب


.. قوات الإنقاذ تستمر في البحث عن مروحية الرئيس الإيراني




.. تفاعلكم | مستجدات الجزائري المختطف من 26 عاما.. وكشف دوافع م


.. تفاعلكم | -OpenAI- تغلق قسمها المتخصص بتقليل مخاطر الذكاء ال




.. الحرس الثوري: تم تحديد موقع مروحية الرئيس الإيراني بدقة