الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تعيين الكاظمي بمنصب رئيس الوزراء ليس شرعياً
اسماعيل شاكر الرفاعي
2020 / 11 / 18مواضيع وابحاث سياسية
![](https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/art/2.jpg)
تعيين مصطفى الكاظمي بمنصب رئيس الوزراء ليس شرعياً
يقول الدستور العراقي : ان النظام السياسي في العراق نظام ديمقراطي ، وتطبيقاً لذلك هرعت جماعات : معممة ومكشدة ، بيشاميغ وغتر أو حاسرة الرأس ، وأسست أكثر من 300 حزباً مسجلة رسمياً الآن ، ستنشط في انتخابات حزيران من السنة القادمة ...
لكن واقع الحال يشير الى ان ديمقراطية العراق ، مثلها مثل جميع الأشياء المستوردة ، يتم تشويهها في التطبيق والعمل ، سياسياً وسيسيولوجياً وثقافياً ...
فعادة ما يتم تشكيل برلمان ورئاسة جمهورية وحكومة بعد الانتهاء من الانتخابات : الا ان حصيلة أعمال هذه السلطات تشير الى انها وجدت من اجل ان تكون مملكة السيد الرئيس او الوزير ومجال كبريائه ونفوذه : ولم توجد من اجل تشريع قوانين تطوير البنى التحتية للوزارات وتنفيذها . فالمواطن يسمع إعلامياً
عن تصريحات ادلى بها : واحد من الرؤساء ، الا انه لم يلمس عملياً اي جهد مبذول ، كان قد انعكس إيجابياً على واقع حياته المعيوشة وارتقى بها . و قد يتلقى المواطن كلمات دافئة من حضرة الوزير ، الذي تهرع شبكة الإعلام العراقية اليه ليدلي بكلمات مهدئة تملأ جوانح المواطن بالأمل عن : ميناء وسكك حديد ستملأ خزائن البلاد بمليارات الدولارات ، في محاولة بائسة لإلهاء المواطنين عن المطالبة برواتبهم المقطوعة منذ شهرين ، ونسيان الحرمان الذي يقاسي منه أطفالهم ، والكف عن الشعور بالذنب لتقصيرهم عن توفير الحد الأدنى من احتياجات ورغبات اولادهم ...
هذه الممالك الثلاث وملحقاتها من مستشارين وهيئات مستقلة : المولودة ( ديمقراطياً ) تتجاور ولكن لا تتفاعل ، وتسعى بكل قوة الى العمل على حيازة امتيازات جديدة : فجميعها تتصرف كما لو كانت رئاسات لشركات رأسمالية باحثة عن المزيد والمزيد من الأرباح ، ولا يوجد شيء ابغض اليها من : اعادة تجميع القوة التي عادة ما تفتتها الانتخابات - وبناؤها مجدداً ، بمنحها الى مرشح الحزب الفائز في الانتخابات والحاصل على الأغلبية البرلمانية ، لكي يتمكن من تمرير برنامجه الانتخابي ، بل تستمر في الإبقاء - عن قصد وتصميم - على تفتيت القوة وحرمان البلاد من الصعود مجدداً الى مرتبة امتلاك السيادة التي تقود اليها آلياً عملية امتلاك القوة ...
الإبقاء على رفض اعادة توحيد القوة ، والإصرار على توزيعها على مراكز متعددة ( حشد شعبي ، بيشمركة ، حشد عشائري ، شرطة ، جيش ، قوى امن متعددة ) يعني ان الانتخابات التي تمت ليست اكثر من اكذوبة كبرى ، لأن عدم الأخذ بنتائجها يطعن في صميم فكرة التداول السلمي للسلطة : هذه الفكرة التي تعني اعادة تدوير امتلاك القوة وإعادة منح القرار للجهة الفائزة ، لنزع فتيل الحرب الأهلية او استعمال القوة في الوصول الى السلطة السياسية ، كما تنسف مفهوم المعارضة : قطب الديمقراطية الآخر الذي لا يتم التداول السلمي للسلطة بغنى عنه ...
هذا يعني : الإبقاء على شبح الحرب الأهلية يطوف سماوات البلد ، ويمكن في اي لحظة الايذان بانفجارها : اذا ما شعرت اية قوة من هذه القوى ، المالكة للسلاح والثروة والقرار ، ( بالغبن أو بالمظلومية ) لحظة تقاسم الغنائم ...
يمكن ان نطلق كلمة : توافق على هذا النوع من تقاسم السلطة والقرار والنفوذ والثروات والمناصب بعد الانتهاء من الانتخابات ، من غير إلحاق صفة الديمقراطية بها لانها عملياً تعني : المحاصصة ، ولا تعني ابداً المشاركة الديمقراطية في ادارة الشأن العام ...
يضيف العراق - كما هي عادة البلدان العربية والاسلامية في إصرارها على الاضافة ، أي على تشويه منجزات الحضارة الصناعية المادية والفكرية - في انها لا تمنح السلطة لمن يفوز بأعلى الاصوات فيها ، بل منحتها ثلاث مرات من اصل خمس انتخابات الى نوري المالكي ، وعادل عبد ألمهدي ومصطفى الكاظمي ، ولم يكن الاخيران عضوين في اي قائمة انتخابية تعود لهذا الحزب او لذلك التيار ...
هل كان تعيين عادل عبد المهدي رئيساً للوزراء بلا شرعية من وجهة نطر الديمقراطية النيابية ؟
اقول بوضوح نعم . كان بلا شرعية ، لانه لم يكن قوة انبثقت من داخل الانتخابات التي تحصر الديمقراطية النيابية : الشرعية في الوصول الى سدة الحكم بالمشتركين الفعليين فيها ، ولم يكن عادل عبد المهدي كذلك . لكن في العراق : يصح ان تتدخل قوى من خارج البرلمان ، تلغي نتائج الانتخابات ، وتعين من تشاء رئيساً للوزراء ...
من هي هذه القوى التي تلغي مباديء الديمقراطية النيابية ، وتقوم بتعيين من تراه مناسباً لمصالحها ؟
انها جميع القوى المعروفة بامتلاكها للسلاح ، او بامتلاكها لقوة تمثيل طائفة دينية ، او حزب يدعي تمثيل قومية ...
وطالما ظلت هذه القوى تمتلك قوة التأثير : الديني والقومي ، فانها تسعى بالضرورة الى تفتيت قوة البلاد ومحاربة تجميعها بيد من امتلك الفوز في الانتخابات : لكي تجعله في موقف ضعيف وتملي شروطها عليه حين يطلب الوقوف الى جانبه في التصويت داخل البرلمان على تشريعاته ...
ا
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي
![](https://i4.ytimg.com/vi/h5NoyCMhwCY/default.jpg)
.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????
![](https://i4.ytimg.com/vi/SB1otu6kDTg/default.jpg)
.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟
![](https://i4.ytimg.com/vi/rjl_CsRD58w/default.jpg)
.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك
![](https://i4.ytimg.com/vi/54F7qrWrr0A/default.jpg)
.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما
![](https://i4.ytimg.com/vi/DZB9DW3hOlI/default.jpg)