الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جندي مأسور-وشهيدة العراق اغتصاباً

محمد الحاج ابراهيم

2006 / 7 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


بين الجندي الإسرائيلي المأسور على جبهة القتال الذي جاء يحمل سلاحه لقتل الفلسطينيين،وبين الشقيقة العراقية التي استُشهدت اغتصاباً من منزلها حين كانت تسكن مع أهلها بأمان ولم يبقى منهم أحدا،ً مقارنة تدعوا للوقوف والتأمل الذي يدفعنا باتجاهات مختلفة.
لاأُبالغ حين خبرت ذلك من التلفاز، خبرا مُصوّراً يعرض الموت في غزه من أجل استعادة جندي أسير، تم أسره في جبهة القتال ولم يكن في حضن أمه،وخبراً آخر حول الشقيقة العراقية التي كانت فعلا في حضن أُمها حين نزعوها من بين يديها وذلك باسم البحث عن مطلوبين، فاغتصبوها وقتلوها مع أمها التي كانت تبكي شرف ابنتها، وأبيها الذي كان يحلم بعودة ابنته بشرفها، لكنهم جاءوا بها وأكملوا على ما تبقّى من الأسرة الشهيدة.
لافرق بين الحالتين، فنحن ضحايا وهذا ليس قدرنا،بل قرار العقيدة اليهودية السامية/ليست من السمووالرفعة/التي تحكم أمريكا وتُبرّر القتل والتدمير لشعوب لم تتمكن من بناء ذاتها، فتتم استباحتها بالكامل عرضاً وكرامة و..و..الخ.
أمام هذه الصورة تحضرني أسئلة:
- لماذا نُستباح شعوباً وأنظمة من قبل العالم الأقوى ؟.
- لماذا تُستباح شعوبنا من قبل حكوماتنا الأقوى؟
- هل التأسيس للإستباحة بدأ بنا لضعفنا،أم أن الآخر يفرض نفسه علينا عدواناً عقائديا؟
- لماذا لا نستطيع صد هجماتهم الثقافية والسياسية والعسكرية؟،بل لا هم لوكالات الأنباء العالمية والعربية إلا عرض مشاهد قتلنا اليومي في ديارنا على يد اليهود والأمريكان، كأي عرض لغزال اصطادوها في البرّية.
- هل يمكن لنا كأمة مواجهة هذا الغزو المُتعدّد الأوجه؟
- حتى نواجه غزوهم هل يمكن لنا كشعوب أن نملك حريتنا لنؤسس للبناء الذاتي في هذا الدفاع؟
- حتى نملك حريتنا كشعوب،هل لنا أن نحترم التنوع العريق في ديارنا/دينيا،قوميا،فكريا،سياسيا،و..و..الخ/ونحافظ عليه؟
- حتى نحقق احترام التنوع والحفاظ عليه،هل لحكوماتنا أن تساهم في هذه المهمات بتحرير مواطنها من عقدة الخوف الذي كاد أن يُصبح(فوبيا)، وربما أشد حيث الشخصية صارت مشروخة ضائعة بين هذا وذاك؟
لن نستعد لخوض أية معركة يفرضها الآخر علينا طالما لازلنا نخاف بعضنا وأنفسنا،ونتوجس من مشاريعنا وخططنا القادمة.
نحن تسلسل من الأضاحي يبدأ ثقافيا في البيت والمدرسة،ويَعْبُرُ سياسيا في العلاقة بالحاكم،وينتهي بصراع الأمة مع أعداءها،ويقترن بالقمع المُمارس تسلسلاً في الحلقات الثلاث،لذلك لودافعنا عن أنفسنا/أسر الجندي الاسرائيلي/سنموت،ولو عشنا بسلام/اغتصاب الفتاة العراقية وقتلها مع أهلها/سنموت،وربما لن يكون للمؤمنين منا مكان في الجنة كونهم قادمين من مجتمعات لاحول لها ولاقوة.
بكلمات بسيطة أقول: تبقى مسؤولية كل من بيده حرية الآخرين عندما يحرمهم منها، لأن هذا الحرمان كفيل بتعزيز بلاوينا الفكرية والسياسية والأهم الاجتماعية،ويصنع/ وهو المسؤول/ كل ملام تخلفنا بكل مستويات الحياة اقتصاداً وكرامة،وضعفنا أما المعتدين علينا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا