الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهل الكهف

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

2020 / 11 / 18
الادب والفن


مشكله الحضاره الماديه كما ظهرت فى العديد من الكتب و الافلام السينمائيه هى الانفصام الى درجه الصراع بين روح الانسان وفطرته وبين متطلبات الحضاره الماديه التى ترغمه على ان يكون ترسا فى ماكينه بلا روح أو بصيره.. فمع اختفاء الروح والبصيره تظهر الشرور وتتراكم كقطع الليل الدامس داخل النفس البشريه و تظهر عبثيه الحياه والحضارات حيث يؤول كل شئ الى لا شئ.. وأيضا مفهوم الذكاء الاصطناعى وتصور الملائكه على انهم آليات ذات قدره خارقه على التفكير والتصرف السوبر فى خدمه البشريه ظهر عواره فى فيلم ماتركس وسلسله افلام المدمر وكذلك قصه هاروت وماروت فى القران , لأن تلك الأليات السوبر اذا ما خولنا اليها وحدها اتخاذ القرارات النهائيه وتحديد المصير فستدفعنا الى التدمير الشامل اثناء سعيها المستمر الى المثاليه المتفرده , فهى ببساطه لا تحتاج الى بشر ولا الى كوكب الارض بأكمله.. لذلك كان وصف الله تعالى كقدره عظيمه لانهائيه لكن ايضا بصفات آلهيه مختلفه ومتباينه فى انسجام ذو حكمه وأعجاز , فصفات الجمال تحمى الارض وصفات الجلال تبحث عن المثاليه ومن خلال التوازن بينهم توهب الحياه على الارض... اننا نجد فى القران نوعا آخر من الذكاء والمعرفه عند الملائكه والمخلوقات يمكن تسميته بالذكاء البيئ الذى يجعلهم يدركون ان الله قد خلق كل شئ فى الكون بقدر وتناغم يكفيان استمراريه الحياه .. ذلك الذكاء البيئ الكامن حتى فى الحصى والرمال فيجعلها تسبح بحمده , كما لا يستطيع الكافر ان ينكره لكنه ينكر ويتهرب من تبعاته ودوره فى الحفاظ عليه جهلا منه وظلما.. ان مسئوليه الحفاظ على البيئه من مهام الانسان كخليفه على الارض تقبلها وهو فى رحم الغيب حبا فى الوجود بل هى اساس وجوده..وقد يرى البعض ان حفاظ الانسان على البيئه وحضارته ينتج بالبداهه من التحديات البيئيه والاستجابه الذكيه لها كما ذكر الفيلسوف ارنولد توينبى فى موسوعه دراسه للتاريخ.. أى ان الحضارات الذكيه بيئيا هى التى ستجد حلولا مبتكره لتحدياتها فتستمر وتنتعش والحضارات المتخلفه تموت وتختفى وليس بالضروره ان الموت يعنى العدم بل انها تتشرنق وتنحصر فى انتظار فكر جديد يبعث فيها الحياه..انه التفسير البيولجى وبالتالى البيئ الذى قدمه أ توينبى لحركه التاريخ والحضارات , فكما تدفع رغبه الوجود الفرد للاستجابه امام التحديات تدفع ايضا المجتمعات والحضارات.. كلام جميل وكلام معقول ما اقدرش اقول حاجه عنه , غير اننى من دارسى نظريات التحكم فأضيف انه الفارق بين سرعه وزمن استجابه فرد ومجتمع مستنير وبين استجابه فرد ومجتمع متخلف , ظالم بجهله كما جاء فى قصه اهل الكهف..لقد احتاج الفتيه المسنيرون الى يوما او بعض يوم كى يجدوا ويطبقوا على انفسهم حلولا مبتكره لتحديات عصرهم لكن ملكهم ومجتمعهم الجاهل الظالم اندثر واختفى واحتاجت حضارتهم مئات السنين حتى تظهر مره اخرى بشكل مختلف لتبعث اهل الكهف من خلال افكارهم المبتكره كقديسين..
فيا ايها المؤمن بالخير والطبيعه ادعو الناس لفكرك ولا تبتئس اذا تم قهرك لانك لن تهزم بل ستبعث من جديد حتما من خلال ايمانك وافكارك مثلما بعث أهل الكهف...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي