الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في رحاب الحب
ريبر هبون
2020 / 11 / 19الادب والفن
قصة : ريبر هبون
:بعد فراق صاخب تعانقا من بعيد , بينهما أميال من البعد, تحدثا على الواتس آب ،
أعشق وجودك وأنفاسك، عدد مرات شهيقك وزفيرك اليومية، دقات قلبك مذ كنت جنيناً وحتى خروجك-
.سيبقى عشقك في دمي لأخر نفس في حياتي -
. إنك الفصل اليتيم من سعادتي عداك كل الفصول يتم -
لامعنى للسعادة إلا معك -
. حولي الاشجار صفراء أتخيلك ونحن نمشي بين تلك الاشجار -
. خريفي معك ربيع أخضر -
. أنت ربيعي -
لامعنى لحياتي من دونك -
كأن الايام لم تمضي ،كأن كل شيء يبدو على حاله-
سبحان العشق وهو يوقف عقارب الزمن بكل دهاء.
.نعم أشعر وكأنني في العشرينيات من عمري -
أشعر بأن ماحصل معي هو كابوس وهاعدت للحياة مجدداً -
أشعر بيدك دافئة هذه المرة بابتسامتك وهي تخلب قلب السحب -
تخرج من بطن قوس قزح .لتحيل العتمة إلى ألوان
لن تحل العتمة مجددا في حياتنا ،أعشقك حد الموت -
–
لا يخطف الموت من يحبون بصدق الا حينما يرتدون عن دين العشق ،وقتها يبيح عزرائيل قتلهم بدمه البارد.
فليكن الموت مصيري عندما ارتد -
اننا موتى دون بعضينا ،ليرحمنا القدر الحسود هذه المرة ، لينشغل بعقاب الجبناء -
.وليرفق بنا آناء الليل وأطراف النهار
كم انا مشتاقة اليك -
وانا اكثر عمري -
الشوق يشوي قلبي هو تنين يدمن شي قلبي المنهمك بإحصاء الوقت الذي فات-
لم اشتاق لأحد بهذا القدر في حياتي.شوقي إليك يقتلني-
ماذا لو كنا في الجامعه الآن؟-
.لو كنا.كنا ذهبنا للمدينة الجامعية سنأخذ سندويشتي بطاطا ونأكلها ونحن جالسين على مقعد ازرق.-
التقاها ، قبل المذبحة السورية ، حلب ، كلية الآداب ، وفي قاعة الفراهيدي ، كان يحجز لفتاة مجهولة تجلس قربه ، احساس كونه طالب مستجد في الجامعة وبحاجة لفتاة تكون بجانبه دافىء كدفء المدرج المزدحم بطلاب قسم اللغة العربية التواقين لمحاضرة الدكتور عبد الجليل المتميز بظرفه وسلاسة اسلوبه في اعطاء مادة النحو
مكان المدرج الطابق الثاني الواسع والذي بالإمكان الطلوع له عبر ممرين رئيسي يفضي لعدة مدرجات
. وقاعات صغيرة وآخر خلف الكلية عند مغاسل الحمامات ، القسم المخصص للطالبات.
فتاة بيضاء، عسلية العينين ،شعر مسترسل لايبدو طويلا أو قصيرة ، ترتدي جاكيتا بنيا غامقا اضفى على طولها أناقة ، اقتربت منه ، أشار إليها بوجود مكان للجلوس، تأخر المحاضر ثم تأجلت المحاضرة اثر غيابه وخرجت تلك القطعان الآدمية من المدرج ، بقيا لبرهة:
. أنت كوردية -
ومن عفرين وأنت؟-
كوباني -
تشرفت بك -
ًلنخرج أيضا-
نعم لم يبقى أحد-
لم تكن السنة الأولى في الجامعة لدى البعض الغالب من الفتيات إلا بمثابة سوق للزواج، حيث تلبس الفتيات حينذاك أجمل ما لديهن من حلي وثياب مع مساحيق مبالغ فيها على الوجه ، فالذكية الماهرة هي القادرة على جذب أعين الشبان الأغنياء أو طلاب السنة الرابعة ممن يبحثون هنا وهناك عن فتاة تكون مشروع زواج بعد تخرجهم ، الواقع بات واضحا للكثير من الشباب الجامعي حينذاك
فالشاب بحاجة لمعدل جيد ووساطة للحصول على وظيفة أو سينتظر عدة سنوات بعد أن يتم الخدمة الالزامية ليقدم على مسابقة وهكذا، أما الفتيات فالزواج من شخص غني يعتبر تخرجاً سريعاً ويسيراً ،تلك كانت الحياة بكل تفاصيلها الشاحبة ،
لسان حال روج انها تحس بالملل بوجود صديقها السعيد برفقتها أو برفقة أصدقاء ضيعتها الذين ينقلون في جلساتهم قصص زواج فلان وعلان من ضيعتهم وهكذا ،يحمل كل شاب أو فتاة ما لدى بيئتهم من قصص وغصص وأحاديث .
لم يكن هنالك حب تام الأركان وانما حب تجهضه الظروف المادية ،والتقاليد الاجتماعية
أصرت الخالة فريدة على تزويج ابنتها الصغرى، ولمن يطلبها من الضيعة فقط،
ًروج أيضا لم تكن تهتم لا بدراستها ولا بشيء آخر غير الاكتئاب الذي راح يلتهم ابتسامتها شيئاً فشيئا
ريناس بدوره رأى فيها ملاذه ، ظل يملأ مساحات روحه بكتاباته عن تلك التجارب والمواقف التي كان يواكبها ،احساسه أنه مع روج بدد لديه التفكر بمأساة الحب الدامية
نجم عن ذلك الغموض في التواصل ما بين روج وريناس إلا حالة من التباعد والتقارب يشوبها الاحساس بالعبث واللاجدوى ..
في كثير من الأحيان وللقضاء على احساس الملل ،تقوم روج بتشغيل موسيقا من جوالها تمتزج فيهما أوتار البزق بأنات الناي ، يغيب ريناس عبر ذلك في أمواج عينيها العسليتين ، بينما تغيب هي في النظر تارة للسماء والغيمات البيض وتارة للأسفل ..كأنها تتفحص شكل البلاط على الأرض ورخام الحديقة الصغيرة .
الحياة في داخلهما تسير كقطارين يمضيان بمحاذاة بعضيهما ،للوصول لمفترق ،يفترقان فيه ،وهنا حدثت المفاجأة، الملل الذي راح يحصد روح روج ،ألقتها في القفص الذهبي ،بينما أصيب ريناس بمرض الذهول
. المتطور عن مرض الملل ،وظلت العدوى ترافقه كقدر خشن الطباع
كيف بدأ الحلم وكيف انتهى ، أي حطام أبله استوطن قلبه المهدم ،لا مكان لأي طلل أو ارتفاع،لم يتذكر سوى آخر مرة أرته فيها ألبومها صورة وهي جالسة على صخرة سوداء من صخور ضيعتها الجميلة التي استوطنتها خفافيش ثورة اللصوص والمرتزقة ،وأخرى وهي تسند ظهرها على الأريكة المصفوفة في جهة الحائط الأبيض المدهن بإنقان
ابتلع بحر القدر روج ،غادر ريناس وهو يلتفت خلفاً على أنغام موسيقا فلم تايتنك ، أملاً في إشارة يستدل إليها لمكان روج
كلاهما أيقنا أنهما أقفلا باب سعادتهما هي بمللها،هو بذهوله،في بلاد لا تعرف الحب وتنتصر للإخفاقات
حين ترك ريناس خلفه هذه البلاد ،أيقن أن حبيبته هي الشمس الغائبة عن ظلام الوطن الكسيح
راح يبحث عنها في الفيسبوك ولا يجدها،خياره هو أن يعصر ذاكرته ويستحضر أشياء فقدها بغتة..
عثر عليها ، كتب لها ما تأخر عن قوله لها لسنين ، هي بكامل لهفتها وألمها تلقفت هذا الحنين الجارف
بينما أحس بسياط تلسع روحه باقترابه منها ..مشهد دموعها في مكالمة فيديو أخيرة جمعته بها ،جعله يهوي
. من طوابق الحزن الشاهقة على أرض مكتظة بالزجاج المنكسر
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - رائع
عبدالله الداخل
(
2020 / 11 / 19 - 00:18
)
جديد ورائع جداَ رغم الحاجة الى بعضٍ من تعديل لغوي بسيط، تحياتي
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=109171
.. الفنان السوري سامر المصري يهنئ الشعب السوري
.. الفنان السوري جهاد عبدو يهنئ السوريين بسقوط نظام الأسد
.. منى زكي باكية فى مهرجان البحر الأحمر: المرض وحش.. وتجربة فيل
.. 311 الناس الحلوه مجدى عفيفى و محمد زكى العشماوى ومحمد السنع
.. فيلم الحريفة 2 يحصد 11 مليون جنيه خلال يومي عرض بالسينمات