الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دكانة الشطري -2-

ربيع نعيم مهدي

2020 / 11 / 19
الادب والفن


"نعيم العصفوري" كانت له حكايات مع الصحافة والكتب، بدأت في مدينة الشطرة جنوب العراق، في مكتبة صغيرة حملت لافتة "مكتبة النور" على شاطئ نهر الغراف، نشاطه المبكر في صفوف الحزب الشيوعي العراقي أدخله سجن الكوت لعامين بتهمة توزيع جريدة الحزب.
خلال تنفيذه للحكم سنحت له فرصة للهروب مع رفاقه، قضى فيها يومان سيراً على الاقدام حتى وصل الى مدينة الشطرة، والغريب ان جدتي رحمها الله أجبرته على تسليم نفسه بعد ساعات من وصوله، ليخرج بعد انقضاء المحكومية في ظل سيطرة للبعث على الشارع ومقاليد الحكم.
خوفاً من الملاحقة والمراقبة انتقل الى مدينة النجف متقلداً العمامة وملتحقاً بسدنة مرقد الأمام علي، وهناك كانت له شراكة في السكن مع جلال الدين الصغير، وطالب لبناني، وبالرغم من اختلاف العقائد إلا ان الصحبة لم تتأثر ، فالجميع كان يعرف أمر الشيوعي الهارب من المراقبة.
أيام النجف لم تدم طويلاً إذ شُدّت الرحال الى بغداد، وبدأت صفحة أخرى من صحبة الكتاب... مضت السنين... وتحولت عربة الجوال لبيع الكتب الى مكتبةٍ عُرِف صاحبها بـ"نعيم الشطري"، وهي ذات الدكانة التي تحدثت عنها في ما سبق، شراء المكتبات الخاصة أو التوسط في بيعها شكل جزءً من تجارتها المحدودة..
وفي يوم من الايام اشترى والدي مكتبة المرحوم سليم طه التكريتي، والتي كان من محتوياتها أرشيف كامل لجريدة اتحاد الشعب، هذه الجريدة تحولت الى سبب لاعتقال الشطري لـ 48 يوماً في مباني الحاكمية والامن العام، بتهمة التعاون مع المعارضة في الاقليم.. ثم انتهت تلك الأيام وخلع النظام، وعاد الشطري الى توزيع ما يصل اليه من الجرائد في يوم الجمعة فقط، فالنظام لم يتغير وإن تغير ، والُمعارض باقٍ على حاله.
(للحديث بقية)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د


.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية




.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه