الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصاصي الدماء

حيدر خليل محمد

2020 / 11 / 20
حقوق الانسان


الطب قبل كل شيء هي مهنة إنسانية نبيلة ، وفي كليات الطب حول العالم يتم تدريس الطلاب مواد حقوق الإنسان واخلاقيات عمل الطبيب وكيفية التعامل مع المرضى .

في العراق الجديد وبعد أن طال التغيير كل شيء حتى وصل للإنسان العراقي نفسه ، بفعل الازمات والصدمات المتكررة والتي لا تنتهي ، وصل رياح التغيير لمهنة الطب والتي اصبحت تجارة في العراق، يتاجرون بالإنسان لأجل حفنة من الدولارات والتي لن تزيد على اعمارهم الشيء الكثير.

لا يختلف أحد على أن مهنة الطب اصبحت تجارة رائجة في العراق ويسعى إليه الكثيرين ، حتى وان لم يكونوا اطباء أو صيادلة ، فقط يملكون رؤوس اموال .

وزارة التخطيط في آخر احصائية لها عن مستوى الفقر في العراق بلغ 31% تحت خط الفقر!! ، وهذا يعني أن تقريبا 15 مليون عراقي لا يملك قوت يومه! .

وهؤلاء الفقراء بطبيعة الحال معرضين لجميع انواع الافات والامراض واسبابها كثيرة ، مثلا سوء التغذية ، التعرض المباشر لاشعة الشمس اللاهبة ، التعرض للبرد شتاءا ، وغيرها الكثير من العوامل التي تسبب الأمراض، كما ان هذه الفئة والشريحة الكبيرة من الشعب العراقي معرضين للاصابة بالأوبئة والامراض والفيروسات كما كورونا اليوم.

هذه الشريحة ليس أمامها سوى عيادة المستشفيات الحكومية وسيرى الذل والاهانة حتى يحصل على حبة البراسيتول فقط !!
سيضطر حينها لعيادة طبيب اخصائي على حسابه الشخصي والذي لا يملك اي حساب شخصي اصلا ، بل سيذهب للاستدانة ، الى ان يعوضه الله ! .
وسيقابل الطبيب الذي سيلتهمه بأسنانه كمصاصي الدماء ، أجور الكشفية لا تقل عن 25 الف دينار ، أجور المختبرات والتي في بعض الاحيان لا يحتاجها المريض اصلا ، لكن بما أن الطبيب والصيدلي والمختبري متفقون فلا بد للطبيب ان يكتب للمريض الى المختبر ولن يخرج منهم هذا البائس الفقير والا وافرغوا جيوبه من كل ما استدانه ، ويطالبه الطبيب بالعودة اليه حال انتهاء الدورة العلاجية الاولى ، وايضا يطلب منه الراحة والنوم والتنزه !! وهو ما أن خرج من الطبيب حتى ذهب لمعامل الطابوق للعمل أو ان يذهب ويبحث عن عمل شاق حتى يستطيع ان يوفي ديونه ! .

ان من اسباب جشع ووحشية مصاصي الدماء أو الاطباء واستغلالهم هو الفساد المستشري في العراق، كثرة كليات الطب الاهلية والتي لا يهمها علمية واخلاق الطالب المتقدم سوى ما يدفعه الطالب من اموال طائلة تصل ل15 مليون دينار ، ليس لهم معيار للقبول ، بل معيارهم للقبول ادفع اكثر ستتخرج وافتح عيادتك وستحقق ارباح طائلة ! .

حتى لا نبخس بعض طيور السلام بعض الاطباء وهم فئة قليلة جدا للأسف، هؤلاء لا يهمهم سوى ارضاء الله، وهم يعلمون ان رضا الله في رضا الناس، لذلك فعلا يعملون لاجل ارضاء الناس وشفاءهم قدر المستطاع .
سألت ذات مرة أحد هؤلاء الاطباء عن سبب بُعد عيادته عن عيادات الاطباء ليتسنى للجميع مراجعته ، قال :( ان علموا بأجور كشفيتي سأتعرض للمضايقات من الاطباء وهم اصلا يمنعون تواجد عيادتي بالقرب من عياداتهم ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة