الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أصدقائي وخداع التّورية!
علي شاكر
2020 / 11 / 20الادب والفن
من المعلوم_ بلاغيّاً_ أنَّ فنَّ التّوراة جنسٌ أدبيٌّ، يستخدمهُ الشعراء؛ لتقريب البعيد، وإبعاد القريب عن ذهن السّامع يعني: إيهامه خلاف ما يتصوّرهُ السّامع، إمّا خوفاً من بطش السّلاطين في حينها، أو إثارة الذهن، أو خوفاً من العرف الاجتماعي الّذي يعيش فيه، خاصّةً عندما يحبُّ امرأةً ما، ويحاول أنْ يصل لمبتغاه منها.
لكن جرُّ هذا الفنِّ على حياة الناس العاديين، وحتّى المثقّفين فهنا الكارثة الكُبرى !.
أقرب صديق لك_ وهذهِ معاناتي المستمرة معهم_ لا تعرفُ منهُ ما يريد، وما يقصدهُ الّا إذا كنتَ فَطِناً تعرف طرق المكر، والخداع، وتضليل الفكرة، فلابدَّ أن تكون خبيراً ذا فطنة، والّا فهم يُمضون خداعهم عليك من تحت قدميك،وهم يبتسِمون!.
تصوّر _جملة من أصدقائي_ تذهب لزيارتهم، أو حتّى تتّصل بهم، أو تراسلهم بموضوعٍ ما، يُخفي عليك ما يريد كإنْ يبعثُ أحدا من أولاده، أو إخوته ليُخبرك أنّهُ ليس هنا، فأنتَ عندما تسمع تعرف أنّهُ ليس هنا حقاً.
لكن لو كنتَ (ثعلباً ماكراً)، لعرفتَ أنْ هؤلاءِ وأباهم( مُخادعون)! فهما استخدما لصرفك عنهم( فنَّ التَّورية)، فقول ابنه لك: ليس هنا والدي يقصد منهُ أنّهُ (ليس هنا بقربنا)، أمّا_ مثلاً _فهو في أحد أركان البيت موجود قطعاً، لكنّهُ أراد صرفك عن (وجهه الجميل)! فتَورّى لك بابنه المدلّل، وأنتَ لا تجد نفسك الّا ساكتاً خوف إحراجه، فتنصرف متأسفاً، لا تلوي على شيء!
أمّا مصيبة جملة من أصدقائي المثقّفين فهي كبيرة! فهم يدّعون أنّهُم مطالعون لكلِّ كتاب تذكرهُ أمامهُم فتصيبك الدّهشة لما يقولون!
لكن لو كنتَ حقاً ذكيًّا، وخبيراً بفكّ طلاسم قصدهِم، لعرفتَ أنّهُم يضحكون عليك _كما حصل معي_ فعندما سألتُ جملة ً منهم قائلاً: أقرأتَم هذا الكتاب نور عيوني ؟
أجابني أحدهم قائلا: بلى، جيّد وهذا؟ قال : أيوجد مثقّفٌ لا يقرأه؟! هذا مثل صلاة الصبح واجب عيني!.
لكن صديقي العزيز يريدُ أن يوهمني؛ حتّى يحصل على مبتغاه بإعجابه إيّاي
فقولهُ لي: نعم قرأتُ هذا الكتاب قطعاً يقصدُ :المعنى القريب إلى ذهني، وهو أنْهُ قرأ الكتاب من الصّفحة الأولى، وصولاً إلى الفهارس، لكن المعنى العميق، والّذي أخفاه عليّ للإعجاب، ولمآربه الأُخُر، هو أنّهُ قرأ عنوان الكتاب فقط، والّذي تصوّره لحظة نطقي به، لكنّهُ ادّع خلاف واقعه، وكان يعتقد أنّي غير حاذق باكتشاف هكذا توريات، وخداعات!
حبّي له يمنعني من مصارحته فأستحي، وأخجل جدًّا أنْ أقول له: لماذا أوهمتني هكذا؟ ألا يعدُّ هذا خيانة لأمانتك العلميّة في نقل أيّ معلومة لي؟ أكتفي بالصمت حياءً ليس غير! :
لو رايد عشرتي وياك حجي الجذب لا تِطْرِي
أدَوْر إعله الصّدگ يا ناس ضاع وبعد وين ألگي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فنان الفسيفساء بوزيغو يكرم ترامب وهاريس من خلال إحدى أعماله
.. الممثل الأمريكي ماركو رافلو يدعو للتصويت لكامالا هاريس
.. افتتاح معرض الفنان عباس الموسوي 50 عامًا من الفن والسلام
.. حلقة خاصة ولذيذة جدًا مع الفنان محمد القس?? في #معكم_منى_الش
.. درة سنة أولى إخراج فى مهرجان القاهرة السينمائى