الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بقلم الدكتور علاء العبادي/ قراءة في قصيدة (تقاييد) للشاعر مقداد مسعود

مقداد مسعود

2020 / 11 / 21
الادب والفن


د. علاء العبادي
يدور الشاعر في كل ما يكتب حول نفسه دورات ودورات فهو لم يعد يجد من يسير معه أو يسايره، وهو يلتزم الصمت لأن الصمت صديقه الثالث كما يعترف، ونفترض هنا أنّ صديقه الأول روحه وخياله، وصديقه الثاني الكتاب، إذ يقول فيما بعد "لن تخذلك الكتب"، فالكتب "حبال ليلٍ" تربطه بالعالم فهي " لامن الأسلحة ولامن الكائنات"، وهو يعوذ بالكتب من شر الناس ومن شر الأسلحة، وستجعله الكتب يهبط بسلام كما يقول. لقد سَئِمَ صحبة البشر اللامجدية، فيقول مُلوِّحا بذلك بمجاز جميل"لاتضع رأسك على كتف/ دع وجهك بين راحتيك". الآخرون هنا هم الجحيم كما يقول سارتر. والشاعر أو ساردُ النص قد خَبُرَ معادن الناس فاكتشف أن "الكثير: ليس من المعادن" ووضع مسافة بينه وبينهم مما يمنحه حرية تسعى إليها روحه، وتكون تلك المسافة سفينته المنقذة كما يرى في بداية النص. ويمكن لنا أن نعصبَ سفينته المنقِذة بحبال الليل التي تجعله يهبط بسلام، فكإن تلك الحبال حبالُ السفينة، وكأنه ينزل بتلك الحبال- حبال الليل والسفينة- إلى عالم الكتبِ، وهو عالمٌ لن يخذله. وبعد ذلك يلجأ الشاعر إلى ملاذ آخر لايقلّ روعة عن الكتب وهو الموسيقى. فالأخيرة "نجمة هبطت/ لتحرر نهراً من عاهة مستديمة"، فهي نهر مطيعٌ تضيئه نجمة خالدة. وقد تكون الموسيقى سفينة الشاعر تحركه في ذلك النهر الهادىء، وربما كانت حبال الليل أوتار تلك الموسيقى. انزواء الشاعر هذا يدفعنا فيما بقيَ من سطور القصيدة نحو العالم الآخر الذي ينفر منه الشاعر، وهو عالم الصحبة والاجتماع غير المجديين، فهما يجعلاننا "نتزاحم وقوفا على قشرة موز" و نختلف لأتفه الأسباب كمثل النقطة التي غيرت التراحم إلى التزاحم ، فأضرمت نباحا في القطيع ، وذاك هو القطيع الذي يبغي الشاعر الابتعاد عنه ويعترف "لم أعثر على أحد، ولا أحد عثر علي" فيُشبه دعبل الخزاعي هنا حين كان ينظر إلى كثيرٍ ولكن لايرى أحداً.
________________________________________


تقاييد

مقداد مسعود
الصمتُ : صديقي الثالث
المسافة ُ: سفينتي
الكثيرُ : ليس من المعادن
لا تتذكر: هذا فعلٌ مشوّك
لا تضعْ رأسَك َ على كتف ٍ
دع ْ وجهك بين راحتيكَ
لن تخذلَك الكتبُ
أستعملها حبالَ ليل ٍ وأهبط بسلام ٍ
لا مِن الأسلحة ِ ولا من الكائنات
: الموسيقى : نجمة ٌ هبطتْ
لتحررَ نهراً من عاهة ٍ مستديمة
كلُّنا نتزاحمُ وقوفاً على قشرة موز
نتزاحم / نتراحم
: نقطة ٌ أضرمتْ نباحا في القطيع
المصعدُ : خديعة ُ كهرباءٍ تمقتُ الجغرافيا
أحتاجُ كرسيا هزازا: تعويضا عن حصان ٍ مسروق
حصان / حصاة : مَن غادر النون وطوّقها ..؟
لم أعثرُ على أحد ٍ ولا أحدٌ عثر عليَّ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر تقرر توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى الصف الخامس ال


.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر




.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى


.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا




.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح