الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرسال البيشمرکة الى بغداد خطأ کبير

نزار جاف

2006 / 7 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد الزيارة الاخيرة للسيد نوري المالکي لإقليم کوردستان و تلک الأنباء الاکثر من موثوقة بشأن وجود إقتراح بصدد إرسال قوات من رجال البيشمرکة الى بغداد من أجل الفصل بين المتحاربين العرب من السنة و الشيعة والتي يبدو أن الکثير من القيادات الشيعية و السنية قد وافقت أو رحبت بها بشکل أو بآخر، باتت العديد من الدوائر تترقب وفود هذه القوات على بغداد والإضطلاع بدورها الامني الخطير جدا هذا.
وعلى الرغم من أنه لم يتسنى لحد الان التأکد من موافقة کوردية رسمية و صريحة على هذا الامر من خلال تصريح بخصوص ذلک، غير أن الإتجاه الدراماتيکي للأحداث تبين بأن هذه الموافقة قد تکون مؤکدة الى حد ما، سيما وأن إجتماع السيد المالکي بقيادات الحزبين الرئيسيين في الاقليم وتباحثه معهما قد يکون أفضى الى مفترق الموافقة الکوردية، ووصول السيد دونالد رامسفيلد الى بغداد و لقائه المرتقب بکل من رئيس الوزراء و ووزير الدفاع و رئيس الجمهورية، قد يعطي هو الاخر إنطباعا بأن يجنح السيد رامسفيلد للترحيب بمبادرة إرسال قوات کوردية الى بغداد هذا إن لم يمارس ضغطا في التعجيل بشأنها مع ورود أنباء غير مؤکدة عن معارضة بعض الشخصيات القيادية الکوردية لمثل هذا الاجراء و التخوف من تداعياته المستقبلية.
إن إرسال هذه القوات وإن کان في ظاهره يعطي نوع من الامل و الثقة بالسيطرة على هکذا أزمة"طائفية"أکثر من شائکة، فإنه وفي المضمون سوف يوسع من دائرة الصراع ليمنحه بعدا طائفيا أکثر إتساعا من جانب، مع إسباغ الطابع العرقي عليه من جانب آخر.
إن صراع و قتال طويل و مرير بين البيشمرکة و قوات الجيش العراقي لعقود طويلة و تداعيات ذلک على الشارع العراقي"العربي"، ليس بتلک السهولة التي يتصورها البعض من الساسة العرب و الکورد، وإن أحلامهم الوردية بتحقيق معجزة السلام على يد قوات البيشمرکة، هو محض خيال لا وجود لأية أرضية واقعية له، بل وأن تأزم الاوضاع و تعقيداته المتباينة في بغداد، تمهد للکثير من فرص إستغلال قدوم هذه القوات لجر القدم الکوردية الى دوامة التطاحن الطائفي بإضافة نکهة عرقية لها.
وقد تکون هذه المبادرة بمثابة الفرصة الذهبية لبعض القوى الاقليمية التي تتربص الدوائر بقوات البيشمرکة و تحاول أن تعتبرها مثل بقيـة ميليشيات"التطاحن"الطائفي أملا في حلها و القضاء عليها مستقبلا.
وبالاضافة الى کل ماتقدم، فإن جر القدم الکوردية الى ساحة الصراع الدائرة في بغداد، هو أمر قد لايخدم العراق ذاته، ذلک أن بقاء بقعة آمنة من العراق قد يکون کفيلا بإرجاع الامن لباقي مناطقه الاخرى، لکن إشتعال العراق کله سوف يکون بمثابة إنتصار لإرادة قوى الشر المتربصة بالعراق وإيصال المسألة الى حد الازمة الميئووس تماما من حلها.
إن حل هذا الصراع المعقد الدائر في بغداد، لن يکون إلا بإيجاد مساحة من الثقة المتبادلة بين القادة السنة و الشيعة من جانب، والسعي لتطبيع الاوضاع من جديد بين نقاط الإشتعال وليس التقافز على الحقائق و تجاهلها والتکلم بلغة رسمية"فجة"لاتزيد الاوضاع إلا وخامة و تدهورا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس