الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حركة مقاطعة اسرائيل -B.D.S- بين النجاح الدولي واهمية نهوض المقاطعه المحليه
محمود خليفه
2020 / 11 / 23القضية الفلسطينية
نحو فهم لمهمات ودور وموقع فاعل للمقاطعه : المقاطعه مقاومه من طراز جديد ،مفتاحها الديمقراطيه والمشاركه
صار واضحا بشكل جلي اهمية مقاطعة اسرائيل وفرض العقوبات الشاملة عليها ، كشكل رئيسي من اشكال المقاومة ،يمارسها ويقوم بها المجتمع بكامله من خلال برامج واليات واشكال نضاليه وتنظيميه ملائمه وتتميز بالمرونة وبالقدرة على استيعاب الجميع بغض النظر عن درجة الاستعداد او الوعي . وتهدف الى تحويل الاحتلال الى مشروع خاسر اقتصاديا، وبلا جدوى، وبما يجبره على حزم حقائبه والرحيل ،اندحارا وكنسا عن الارض الفلسطينية المحتلة ،وتمكينا للشعب الفلسطيني من تقرير مصيره بنفسه ،وبناء دولته المستقلة وكاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشريف. ويفتح الباب واسعا على حماية حق العودة الى الديار والممتلكات وفق الشرعية الدولية والقرار 194 ،والى انهاء التمييز العنصري ضد شعبنا في الجليل والمثلث والنقب،والغاء سياسة التمييز والابارتهايد الاسرائيليه ، وضمان حقه في المساواة وفي المواطنه. هذه الاهداف هي ذاتها اهداف المقاومة الشعبية الناهضة ضد الاحتلال .وهي ذاتها ،اتجاهات عمل ومحاور البرنامج الوطني الجامع للشعب الفلسطيني ،برنامج م.ت.ف، المرحلي المعتمد بالاغلبية في الدوره 12 والمجمع عليه في الدورة 14 للمجلس الوطني
وصار من الواضح ايضا ان الاجماع الفلسطيني،عماده البرنامج الوطني الذي يتبنى خيارات نضاليه محدده بالمقاومة الشعبية ،والمقاطعة ومناهضة التطبيع .الى جانب اتجاهات عمل وسياسات اقتصادية واجتماعيه وعماليه، وبكل ما يتعلق بالنهوض بواقع المراة والشباب ،وتفعيل الاطر الوطنية ودمقرطتها ،والارتقاء بها على طريق تمكينها وتفعيل ادائها ودورها، وبالتوجه الجدي الشجاع والمسؤول نحو التدويل.. والتوقيع على الاتفاقات والتوصيات والمعاهدات والمؤسسات الامميه ..وتفعيل الدور القيادي والاداء الميداني لمنظمة التحرير الفلسطينيه واتحاداتها ودوائرها ومؤسساتها...والحد ماامكن وقدر المستطاع من الهدر والتبديد ومكافحة منزعات الفساد والاستبداد الرسمي المتفشية والمتمأسسه
اثبتت التجربة الملموسة على امتداد السنوات العشرين الماضيه ،ان المقاومة وحدها ودون استنادها على حركة جماهيرية تنهض بالمقاطعة وتقاوم التطبيع وترتقي بهما، وتحول المقاطعة الى سلوك حياة ، وثقافه مجتمع، وفعل ديمقراطي افقي وشعبي، منظم ومماسس،ومحكوم بتقاليد ومفاهيم وباليات وبرامج واسس محدده،تبقى عاجزة عن تحقيق اهدافها
المقاومة الشعبية الناهضه ، بما فيها المقاطعة الشامله ورفض التطبيع .وحدها... تحقق التغيير اللازم والمطلوب في موازين القوى لصالح شعبنا ونضالنا ومقاومتنا. فالدلائل والتجربة التاريخية تشير الى فعالية المقاطعة ومناهضة التطبيع وفرض العقوبات في الهند وفي افريقيا ،واثره على تغيير ميزان القوى والنتصار
اليوم وبعد اكثر من عقدين من انطلاقة برنامج المقاطعه على ايدي بعض الطلبه الدارسين في اوروبا ..ومن العمل على نقلها وتحويلها، من فرصة وشعارات نضاليه ودعاويه وتحديات ،الى سياسات عمليه واضحه وقابله للتنفيذ. وبعد ان تكرست وتعززت المكانه النضاليه للحقوق وللثوابت الفلسطينيه وبعد ان حاز النضال الفلسطيني على تاييد واسع من المجتمع الدولي.. وقع الكثير من التحولات الاقليمية والدولية والمحلية ، قادت الى استعداد الافراد والمجموعات والقوى والاطراف والاطر الرسمية والمدنية عبر العالم الى الاستجابة لنداء المقاطعة الصادر عن المجتمع المدني الفلسطيني .. والى ممارسته ومتابعة تنفيذ شعاراته واستحقاقاتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية الى مداها ، في دعم واسناد النضال الفلسطيني ،وتاييد استحقاقات العدالة والديمقراطية وحقوق الانسان ..وفي الضغط على الاحتلال والمطالبة بالامتثال الى الشرعية الدولية ، والى مقتضيات الالتزام والتنفيذ لاسس ومبادئ القوانين الانسانية والدولية ،والخضوع لمتطلبات الامن والسلام الدوليين، والرغبة بمعاقبة دولة الاحتلال التي تعرضهما للخطر.وبذلك اصبحت المقاطعه الشامله سلاح المجتمع الدولي ضد الاحتلال وضد حكومة اليمين الاسرائيلي. وهذا ما املى علينا اجادة الاستفادة من استخدام هذاالسلاح
و تحولت قضية المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ا(B.D.S )،ببرنامجها ، وعلى ايدي بعض احزاب وحركات تحرر وطني، انتصرت وحققت اهدافها الوطنية، في الحرية والاستقلال والتحول الديمقراطي .ويقف المؤتمر الوطني الافريقي A.N.C وقيادته الباسلة والثورية وحزبها الحاكم ،حزب نلسون مانديلا ، في مقدمة هذه الاحزاب .. وهي التي بدات ببرمجة وتفعيل فكر وبرنامج المقاطعة لنظام الابارتهايد العنصري نهاية عقد الخمسينيات الماضية ، وصارت الفكرة عادة وسلوكا وثقافة ،عند المجتمع الافريقي كله ،و اصبحت سلاحا تضامنيا.. واداة اسناد ودعم اقليمي وعالمي ، واداة كفاح للاخلال في ميزان القوى وحتى الانتصار النهائي والناجز..وبعد سنوات قليلة من التعبئة والتحضير والتاهيل والتمكين الديمقراطي الواسع والمفتوح والمستهدف للمجتمع كله وللراي العام الدولي المتضامن والمساند.
لقد كان المفتاح الذهبي وكلمة السر في نجاح المقاطعة الافريقية(B.D.S)، مفاهيم ومعايير واسس الديمقراطية في الاشكال البرامجية والنضالية والتنظيميه. وبتربيط هذه الاشكال الثلاثة معا .. توحدت البرامج، ووقع على يديها توحيد الحزب و الحركة والمجتمع المدني، وقامت وحدة القطاعات والفئات الشعبية ،صاحبة المصلحة في المقاطعة وفي التحرر والاستقلال، واداة النضال لهزيمة النظام العنصري .وصارت المقاطعة برنامجا لمجموع الوطنيين الافارقة كما يمكن ان تكون البرنامج التوحيدي وانهاء الانقسام والشرذمة لمجموع شعبنا في فلسطين
ان تجربة المقاطعة الافريقية وانتصارها الحاسم ، قد شكلت للشعوب والاحزاب والحركات الوطنية في القارة . وفي العالم كله، ومنه حركتنا الوطنية الفلسطينية منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي،هاديا ومرشدا،يمكن الاستفادة من دروسه مع الاخذ بعين الاعتبارالخصوصيات والختلافات الوطنية بين التجربتين الصديقتين ،الافريقية والفلسطينية..كما وبين القيادتين .
لقد تقدمت وانتصرت مقاطعة مانديلا وجنوب افريقيا بقيادة المؤتمر الوطني الفريقي "A.N.C "ضد نظام الابارتهايد العنصري ،وحققت اهدافها الى جانب اشكال النضال ومحاور العمل الوطني الديمقراطي. وراوحت مقاطعتنا الفلسطينيه المحلية والاقتصادية مكانها ، ولا زالت مقاطعة المنتوجات والبضائع الاسرائيلية،ومقاطعة العمل في المستوطنات مكانها وشعارات بلا تنفيذ وفاشله . فالنهوض بالمقاطعة المحلية وممارسة المجتمع الفلسطيني لمقاطعة المنتوج الاسرائيلي في سلة غذائه واستهلاكه اقل من الممكن بكثير، ولا زالت جهود السلطة الحمائية وجهود القطاع الخاص لتحسين وتجويد منتوجه الوطني لتحقيق الاقناع والمنافسه محدودا بل ضعيفا وغائبا ..ويجري هذا رغم مواتاة الظروف ،والاستعدادات العالية للمجتمع . وكما فشلنا كمجتمع وسلطه في تامين البدائل لعمال المستوطنات. حيث كان يمكن الاستيعاب التدريجي لهم لو توفرت لدينا ارادة الحوار الاجتماعي الواعي ، والارادة السياسية لدى السلطه والمسؤولية الوطنيه لدى اللجنة الوطنية للمقاطعة ومكوناتها العمالية والمهنية والمدنية، وما يمكن ان تلعبه على صعيد اقناع القطاع الخاص واصحاب العمل وممارسة الضغط من اجل التضحية لصالح المقاطعة التي ستنعكس على الراسمال الوطني والقطاع الخاص والمشغلين وعلى النمو الاقتصادي ايجابا .
انتصرت ارادة المقاطعة والمقاومة والحرية والاستقلال في افريقيا ،وتعثرت لحد الفشل المخجل مقاطعة فلسطين المحلية ،في البضائع والمنتوجات ومواصفات المنتج الوطني وردم هوة وازمة الثقة بين مستهلكنا وتاجرنا ومنتوجنا ،و فشلنا في وقف عملنا في المستعمرات... كان ولا زال العامل الحاسم في الانتصار هو عامل الديمقراطية والواقعية والمشاركة والشراكة والحوار الاجتماعي، والانصياع لمتطلبات التنوع والتعددية الفلسطينيه ، كعامل حاسم في الانتصار . الديمقراطية اولا وعاشرا، بدل الانغلاق والانعزال والتقوقع ،وبدل المفاهيم البائدة والاساليب البيروقراطية في التعامل الداخلي ومع المجتمع ...فسادت النخبوية والانتقائية والادعاءات واصبح الفرد بديلا للحمله مما شتت الجهد ومكن من الفشل ..وللعلم فقد وقع المحذور وترسم الفشل بتبريرات وبحجج واهيه ولا اصل ولا اساس لها ونتاج اوهام وتخيلات ذاتيه مقيته ...فنشا في الواقع حاجزا وفرقة بين اللجنه الوطنيه والكثير من قوى واطراف وفعاليات وحملات ونشطاء متقدمين عليها في الميدان .
ان تجربة اللجنه الفلسطينية (B.N.C ) الفاشله : باعتبار نفسها تابو او تنظيم سري لا يدخله الا من يخضع لاقسى الشروط ، وبكونها تضع الاشتراطات التعجيزية على الحملات وتثير وتفتعل المشكلات والتهم والتطاول على بعض المؤسسة الوطنية، وبكونها تجانب القيم الايجابية للعمل المؤسسي ولا تمارس العلنية ولا النزاهة والاستقامة والشفافية ، وهذه الاساليب هي اساس ومنبع الفشل والهزيمة والانكساروالاحباط، والطريق الى الانكفاء والمراوحة في المكان... فغابت الديمقراطيه .وحضرت البيروقراطية بابشع تجلياتها. فراوحت مقاطعتنا المحلية مكانها بل تراجعت، وبدانا باختراع الادعاءات والانتصارات الوهمية .واخترعت باب التضليل بالخلط بين لجنة وطنية فلسطينية B.N.C” " للمقاطعة وبين مقاطعه دوليه “B.D.S” في المستوى الدولي في العالم ...كبرنامج واطر ومؤسسات دوليه داعمه ومسانده للنضال الفلسطيني ...
ووهي مؤسسات واحزاب وقوى صديقه ومؤيده للنضال الفلسطيني المشروع ..وتمارس المقاطعة الشامله كشكل نضالي معتمد ومجرب وناجح عالميا .. عدا عن تحريض بعض اللجنه الفلسطينيه واستعداءها ومنافستها للنشطاء وللاطر الدولية كما جرى من مواقف سلبيه تجاه مؤتمر في المانيا بمشاركة 28 اطارا المانيا ومع المؤتمر الخاص بحملة الوطنيه النسائيه للمقاطعه المنعقد من قبل الاتحاد العام للمراه في قاعة الهلال الاحمر وبلا مبررات لذلك الا الذاتية منها ،عدا عن اختراع الائتلافات ،وتوظيف المنسقين واشكال التبديد وسوء الاداره
اليوم ، سنوات كثيره مضت .وتدفقت الكثير من المياه تحت الجسور وفي الانهار ، ووقع كثير من التحولات والتغيرات،ليس اقلها المؤامرة الامريكية الاسرائيلية المتمثلة بروؤية ترامب وبخطة الضم الاسرائيلية وبقرار القومية اليهودية وبتهويد القدس وبشطب قضية العودة والتامر على اللاجئين ..وكذلك بالتضييق وبالتهديد والتآمر على حركة المقاطعة ذاتها ...
مستجدات وتحولات تتطلب من الحركه الوطنيه والجماهيريه ومن المجتمع الفلسطيني برمته الاصرارعلى نهوض المقاطعة المحلية، بالتوسيع وبالتعميق، وبالانتشارالجغرافي والقطاعي ،وبالتكامل والتساند بين الحكومي والمدني ،وبين المؤسسة الرسمية والشعبية ،وبين الفئات الاجتماعية والقطاعية المختلفة .وبما يوحد دور الكل الفلسطيني في الوطن ، وفي بلدان المهاجر والمخيمات واللجوء والشتات والمنافي .والعودة الفورية الى احياء تلك الحملات والانويه والمبادرات التي نشات اثر العدوان الوحشي الاحتلالي على غزه، لصالح النهوض بالمقاطعة المحلية الاقتصادية والشامله ، والعوده الى مضمون ومجريات النشاطات والمبادرات التي تتوجت باجتماع الغرفه التجاريه /رام الله البيره بقيادة الاتحاد العام للمراه الفلسطينيه ..وبمشاركة ال15 مشروعا لحمله ومبادره ، و 60 نشيطا ،ومن مختلف القطاعات والفئات بما فيها القدس العاصمه...وهواللقاء والتجربه الذي بددته اللجنه حينها
لقد اصطدم العامل الموضوعي والمساعد على النهوض الشامل بالمقاطعة المحلية .بعامل ذاتي معيق : يتعلق بضعف الدور القيادي للجنة الوطنية للمقاطعه B.N.C وبغياب للاولويات . فشلنا في المقاطعة المحلية. واضعنا فرص النهوض بها . بسبب الغرق في البيروقراطية لدى البعض مما ادى الى تدميرعشرات الانوية والمبادرات النسائية والشبابية والعمالية .تلك التى برزت خلال وبعد العدوان الوحشي على غزه . حصل ذلك ووقع بحجة صياغة الخطة،ثم تدقيق الخطة ،واعادة الصياغه واعادة التدقيق لاحقا !! ومناقشة واعادة مناقشة الخطه !! وبحجة اعتماد هذا ورفض ذاك !!ووفق معايير واسس ذاتيه وفئويه بيروقراطيه . واعتمد بعض العاملين في اللجنه الفلسطينيه نهج الاسقاط وفبركة الهيئات المتراتبة والطوابق التنظيمية والمرؤوسين والرؤساء .وعينت مسؤوليات ومرجعيات للمقاطعه المحليه وكاننا في عملية بناء حزب المقاطعة على الورق او مقاطعة متخيله . وهذه مفاهيم وممارسات تتناقض مع مفاهيم بناء المقاطعه الجماهيريه والمجتمعيه الواسعه وتكرس الانعزال والنخبوية في الحركه ويتعارض مع الاهداف النبيله والرساله الساميه لحركة المقاطعة الناجحه كما اثبتتها التجربه ...وجميع ذلك مورس وفق امزجة ومصالح فئويه وذاتيه كامله . ووفق ازدواجية وانتقائية استنسابيه في العلاقه مع الآخر واعتماد مقاييس متشدده ومخترعه وغريبه .ولا تناسب حركه اجتماعيه افقيه وجماهيرية مفتوحة على المجتمع كله . رافق ذلك ضعف وغياب الدور القيادي للسكرتاريا بسبب عضوية دائمه لافراد لا حملات او مؤسسات عامله في المقاطعة لهم . جرى فبركة تعيينهم ، دون معيار، بحجج تمثيليه واهيه وشكليه . بينما رفضت اللجنة ولا زالت ، عضوية ناشطات وناشطين يقودون حملات وطنيه، يعقدون مؤتمراتها امام الاعلام وبالعلن، وينتخبون قيادات حملاتهم . فوضعت اشتراطات تعجيزيه امام الحمله الشعبية للمقاطعه في نابلس، وامام حمله قاطع للتشغيل العمالية ،عدا عن دورها السلبي تجاه نشطاء ومباادرات قائمه ومعلنه وتعمل في عدد من التجمعات والبلدان الاوروبية والامريكيه. وتجاه مبادرة طلبة جامعة بير زيت التي عقدت مؤتمرها وبمشاركة اللجنة نفسها .ومن المحزن ان رفض عضوية هذه الحملات بحجة العلاقه بالسياسي الوطني وبمنظمة التحرير .
ان حركتنا الوطنيه والجماهيريه والقياده الوطنيه الموحده المشكله للنهوض بالمقاومه الشعبيه مدعوة لتصحيح المسار الخاطئ المرافق للجنه الوطنية للمقاطعه ، وهو المسار الذاتي والفئوي الذي كرسه المؤتمر الرابع في جامعة بيت لحم وما رافقه من اعتداء وزعرنة مقصوده ومنظمه ضد وزير الاقتصاد وممثل اللجنه التنفيذية لمنظمة التحرير ..ومن استعداء لرسميين ولقيادات اقتصاديه وسياسيه وطنيه ومرجعيه . وبلا مبررات، وبسبب نزعات التطرف الطفولي والرفض العدمي البغيض .
ان مجتمعنا وحركتنا ولجنتنا مدعوون ايضا لتصحيح ما تكرس من اساءة للعلاقة بين السياسي والقطاعي ،وبين الاجتماعي النقابي والوطني . بتصحيح تلك النزعه الادعائيه العدائيه والاستعلائيه التي برزت ضد دائرة شؤون اللاجئين وضد بعض الجاليات وبلا مبرر موضوعي ، وهي الدائره الناشطة في المقاطعة الدولية وفي اوساط الجاليات الرسميه الفاعله وفي العمل الوطني العام ..وعلينا جميعا ،افرادا وجماعات ،قوى ومؤسسات واتحادات ونقابات ونشطاء ،ان نتذكر ان حركة المقاطعه ليست وليدة العشر سنوات الماضيه، وليست حصيلة نداء المقاطعة الموقع من قبل 172 مؤسسه ومنظمه واطارا مدنيا فلسطينيا يعمل في الضفه بما فيها القدس وفي غزه وفي مخيمات الشتات وبلدان التهجير في العالم عام 2005، ولم تبدا بمبادرة عدد من الاكاديميين العاملينفي بريطانيا وبالتعاون مع اكاديميي بير زيت نهاية 2004 .بل قبل ذلك بكثير ..حيث ترجع جذورها التاريخيه الى منتصف ثمانينيات القرن الماضي وعلى ايدي بعض الطلبة الاصدقاء والرفاق لاعضاء المؤتمر الوطني الافريقي في بعض البلدان الاوروبيه ..
ان الحركه الدولية للمقاطعه قد استقطبت وتستقطب يوميا قطاعات واسعه رسميه وشعبيه ،حكوميه ومدنيه ،هي مجموع علاقات وصداقات ومؤيدي وداعمي النضال التحرري الفلسطيني المعاصر، ومنذ منتصف القرن الماضي كحد ادنى .عبرت عن نفسها بتاييد النضال الفلسطيني بتصويت 108 دول وقفت معنا منذ عام 1974.وتبلورت العديد من المبادرات والنشاطات الطلابية في حينها وبالتعاون والتنسيق مع عناصر وقوى واحزاب امميه حليفه وصديقه ،شكلت نواة ولبنه لا زالت كوادرها وعناصرها عاملة في المجال وحتى اليوم وينتشر هؤلاء النشطاء من الرفاق والاصدقاء والمتضامنين في القارات الخمس وبعضهم يتبوأ مواقع قياديه ومؤثره في بلدان المهاجر والاندماج .لقد ازداد التاييد والدعم الدولي اليوم وفي السنوات الخمس الماضيه . ذلك ساعد على نهوض واسع وملموس للمقاطعه ،واتخذ اشكالا واساليب متنوعة ومتعدده .شملت دور حكومات وبرلمانات واحزاب واتحادات ونقابات واطر مدنيه مختلفه وحتى افراد بالمقاطعه .
مثل هذا النهوض يجب الانتباه اليه ومتابعة تطوره ورصده بالتعاون وبالتنسيق اللصيق مع مؤسسات ودوائر منظمة التحرير واحزابها ودوائرها المعنية بالعلاقات الدولية وبالمغتربين وبالشؤون العربية وبالجاليات وشؤون اللاجئين، ومع الاحزاب والاتحادات والاطر المنتشرة طول البلاد وعرضها ،وهذه ذات الباع الطويل بالمقاومة وبالعمل الجماهيري وبالبنى المؤسسية .بعيدا عن الادعاء والاستذة او الهيكلة والتزمت والتقزيم .
ان حركه دوليه واسعه للمقاطعه ..ومنتشره ، ومتعددة الاساليب والاشكال التنظيمية والنضاليه ... ومتنوعة المضامين البرنامجيه. لا يعقل الادعاء بمرجعيتها، من قبل اي كان وكائنا من كان منفردا ... او من قبل لجنة هنا او هناك ..مقرها في هذه القاره او تلك ...ولا من عدد من المنسقين الموظفين على موازنة هذا الصندوق او ذاك .ولا بتقسيم القارات والبلدان ذاتيا بين البعض والاعلان عن مسؤولين اشباح ومسؤوليات ورقيه ووهميه ...اومعلومات اعلاميه متوفره لكل مهتم ومعني او مراقب ....المقاطعه حركه افقيه ودائريه ومجتمعيه وواسعه ..وليست بناءا هرميا يديره وينطق باسمه ناشط او مجموعه من النشطاء والاعلاميين ...
كما من المهم الانتباه الى ان النهوض وتوسع وانتشار المقاطعة .. وانحياز برلمانات وحكومات واحزاب فاعله ، يتطلب عدم الارتباط بعلاقات مع مجموعات فوضوية وهامشيه ..وباسم ائتلافات وهميه، يتباري البعض في النطق باسمها ،او في طلب وتوظيف المنسقين لها .
ان المقاطعه الشامله لاسرائيل كمقاومة من طراز جديد، بحاجة الى حركه جماهيرية واسعه ديمقراطية في علاقاتها الافقية، منظمة في برامجها ونشاطاتها ،منفتحة على المجتمع باسره ...جمهورها المجتمع المحلي برمته،...بعيدا عن الاشتراطات الاستثنائية والتعجيزية ..وعن التشدد ،
وتعتمد وتسجل وفق مبدأ العلم والخبر،ليس الا ...وهو المبدأ الديمقراطي الدارج والمعروف من قبل جميع اعداء البيروقراطية والفردية والتفرد والاستبداد البغيض في العالم ..
محمود خليفه –عضو المجلس النقابي الاعلى للاتحاد العام لعمال فلسطين
عضو الائتلاف العمالي النقابي للمقاطعه
عضو مؤسس في حركة المقاطعه .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الأميركية.. من سينزع فتيل الأزمات العالمية: هاريس
.. كيف وصلت الرقائق الأمريكية إلى الأسلحة الروسية؟
.. نافذة الانتخابات الأمريكية.. هاريس وترمب يركزان على الولايات
.. -فخورون بكوننا قمامة- - مؤيدون لترمب يرتدون أكياس القمامة رد
.. لحظة إلقاء جهاز -غريب- امام ترمب في بنسلفانيا