الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من فضلكم... لحظة !

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2003 / 4 / 30
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


    
 
 قد تبدو اللحظة الراهنة , لحظة حساسة مربكة وملتبسة , لدى الكثيرمن العراقيين , فاستقبلها ,
البعض بالفرح والانفعال بالحدث , بينما احس آخرون بكآبة واحتجوا( بعنترية) , لان التغيير تم على يد الامريكان , الذين ظهروا وكأنهم سرقوا النصر من بين ايديهم , بعد ان كانوا على وشك الامساك بصدام من ذيله! كذلك توجد قلة عراقية , معها اغلبية العرب المنتفعين من الطاغية,اوالذين تواطئوا معه او عقدوا آمالا خاوية عليه في مواجهة الامبريالية ! اصيبوا بصدمة , ولا يرون سوى ان العراق قد اصبح اليوم  تحت الاحتلال , وبالتالي فلا خيار سوى الجهاد ! حلا لخيبتهم وازمتهم .
 
                                                      ***
     
المشهد يدعو للتأمل , بموضوعية, لأبعاده المختلفة , ومن ثم التوقف لمعرفة اسبابه, فهو لم يهبط علينا من السماء , كما انه لم يظهر فجأة من دون مقدمات , بل هو الحصاد المر لما زرعناه , بممارسات ومواقف ,  في سنوات سابقة , وهو, وبوضوح , هزيمة للعقل والمنظومة السياسية والثقافية العراقية اولا والعربية ثانيا , لأنها عجزت عن التنبه اليه والتحذير منه ومن ثم  تداركه ووضع حد له , قبل ان يقع , وهي نفسها المسئولة عن صنعه وبناءه حجرا حجرا , بتغليب المصالح الفئوية والذاتية الضيقة على مصلحة المواطن والوطن الذين غيبا , مع اول بادرة لاستخدام العنف , والغاء الآخر. ولم يعد نافعا للتغطية على هذه الهزيمة , كل ضجيج البيانات والمعلقات والمهرجانات والمؤتمرات وحروب داحس والغبراء , التي تمجد الوطن وتتمنطق بأسم المواطن , حتى اصبحت الامور , لدينا , تمشي بالمقلوب , فالطاغية الجلاد بطل قومي , والضحية خائن وعميل , والمحتل محرر! ومع ان البعث والنظام المقبور يتحمل المسئولية الاكبر, الا انه ليس الوحيد, فللآخرين في المنظومة السياسية والثقافية مسئوليتهم , وان كان بنسب متفاوتة .
 
                                                   ***
   
 وهذه الهزيمة اكثر مأساوية من تلك التي حصلت للعرب في 5 حزيران عام 1967 , حينها , لم تدخل  القوات الاجنبية لأية عاصمة عربية , أو حتى تلك التي حدثت  في عام 1982 حين تعرضت بيروت  للحصار , اما اليوم فأن القوات الاجنبية قد دخلت الى ( بغداد) عاصمة واحد من اهم بلدان وشعوب المنطقة , واحتلت العراق بأسره .
 
                                                  ***
  
ولكن , وهذا المهم , تبقى فى المشهد المظلم نقطة ضوء تدعو للتفاؤل والفرح , ان احسنا استيعاب الظرف واستغلال الفرصة , تتمثل في زوال النظام الدكتاتوري عن كاهل شعبنا , فأصبحنا اليوم نقف في مفترق طرق فأما ان نراجع , فنستفيد  ونتعلم من اخطاءنا السابقة , ويكون احترام عقل المواطن وحقوقه , والوطن والقانون فوق الجميع , محور العمل والحياة والنظام السياثقافي , فنسير بخطوات ثابتة نحو النور والمستقبل , وهذا مانطمح اليه ونعمل من اجله , او ان ( تعود حليمة الى عادتها القديمة ) فنظل  نراوح في وحل الاستبداد , وان تبدلت الوجوه والاسماء , وهذا ما يريد ان يشدنا اليه تجار السياسة والمهووسين بالسلطة وبقايا البعث المقبور ورافعي صور آلهتهم السياسيين والمصفقين والهتيفة بالشعار المقرف والمتخلف ..  بالروح بالدم نفديك يا.... وهذا ماينبغي مواجهته وفضحه .  فأي طريق تفضلون !؟         
                                                             
 
                                                                      ***
   
 في هذا المشهد لابد من الاشارة الى الموقف غيرالمسؤول للمنظومة والنخب السياسية والثقافية العربية , فهي ورغم انها قد وقفت مع الطاغية صدام , بمبررات مختلفة , وغلبت مصالحها الخاصة
على حساب آلام ومعاناة ودماء وارواح العراقيين , تعود اليوم وتكرر نفس الشيء , فيتركون العلم
الاسرائيلي مرفرفا في القاهره وعمان ويأتون للبحث عنه في بغداد , ويطالبون في ام قصر بتدمير البوارج التي عبرت  قناة السويس , بأجر معلوم , ومخرت في كل بحارالعرب , ويأتي النداء من
اعلى هضبة الجولان مطالبا بتحريرالاعظمية ...
 
                                                                      ***
    
 ان العراقيين ليسوا بحاجة الى وصاية من احد, أو لمن يذكرهم بمهماتهم او يدلهم على الطريق , وهم قادرون على التعامل مع الموقف بما يتفق واولوياتهم , ومسؤوليتهم , ومبادئهم الوطنية , وينبغي على الاخوة العرب ونخبهم السياثقافية الاهتمام بمعالجة مشاكلهم اليومية ,  ومراجعة وتصحيح موقفهم والاعتراف بالاخطاء التي ارتكبوها بحق الشعب العراقي , وبالتالي الاعتذارعنها بدلا من توجيه نداءات وبيانات لاتساوي الحبر الذي كتبت به, في محاولة بائسة لتوريطهم في دفع الفاتورة لأجندة عجز العرب عن تحقيقها ويتهربون من تسديدها. وقد آن الاوان لكي يدرك الجميع بأن امن الوطن العربي يتحقق , وببساطة, بضمان أمن المواطن , وليس بالدفاع عن البوابة الشرقية !!  
 
 

 
   








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30