الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الشيعة في لبنان و السنة في فلسطين لا يقتتلون

حازم العظمة

2006 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


أبدء بالإعتذار عن هذه التعابير الطائفية البغيضة : " سني " " شيعي " مسيحي " " ماروني" إلى آخره .. ، إلا أنني مُكره ، ففي السنوات العشرين الأخيرة كان دأب الأجهزة ، مختلف الأجهزة ، لا الأميركية و الإسرائيلية فحسب ، أن ترسخ هذه العبارات في ذهن الجمهور ، و صار علي أن أتعامل معها ... حتى لا يشبه أحدنا النعامة التي تدفن رأسها في الرمال ....

أحد مبادىء علم نفس الجماعات و سوسيولوجيا "الأقوام البدائية" التي يبرع كلاهما فيها – أعني الأمريكان و الإسرائيلين - أن " التمذهب "يبدأ من اللغة ، من العبارة ...

تبدأ من العبارة فترسخ مفهوماً و " انتماءً " ، ومن ثم من لا يعي " تصنيفه" هذا يبدأ بأن يعيه و يبدأ بأن يطابق نفسه و سلوكه مع " إنتمائه" هذا و يبدأ عملية "الإصطفاف " المذهبي ... ،القبلي و العشائري و القومي .. كلها تسميات لشيء واحد في النهاية

الأطفال و المراهقون حين يسمعون التسميات هذه يبدأون بسؤال آبائهم : من نحن ، سنة أم شيعة أم علويين أم موارنة أم أقباط أم كاثوليك إلى آخر ذلك ... و من المؤسف أن جواب الآباء و الأمهات نادراً ما يكون " لسنا من أولئك أو من هؤلاء أو : نحن من كل هؤلاء .. و نادراً أيضاً ما يكون الجواب : نحن عرب أو نحن مصريون أو لبنانيون أو عراقيون ، و أندر أيضاً أن يقال للأطفال نحن من العالم ، أو أننا من الإنسانية و لكننا في العراق أو في اليمن ، أو : نحن بشر و لكننا أيضاً أكراد و عرب و شركس و أمازيغ ..

ما يحدث غالباً أنهم ، المراهقون و الأطفال يتلقون جواباً يؤكد الإنتماءات الطائفية و يتبارى الآباء و الأمهات – من أجل التربية " القويمة" - في شرح إمتيازات " قبيلتهم" و " مذهبهم" و في شرح أنهم " أحسن من غيرهم " على غرار " شعب الله المختار" ، أو أنهم أحسن من غيرهم لأن .. و لكذا و كيت .. كل إمتياز من هذا النوع و كل " إفتخار قبلي " أو مذهبي يعني عملياً أن الآخرين منحطون و متأخرون و كذابون و ... حتى و لو كان هذا التعالي على الآخرين مموهاً بالتهذيب و باللياقة على غرار : "إخوتنا الأقباط "أو "إخواننا الشيعة" أو "الفلسطينيون" أو " الكتابيون " أو " النصارى" إلى آخر ذلك ...

أنا لا أرمي تهمة الطائفية ، كلها ، على الأجهزة – الأمريكية و الإسرائيلية – أو على " المؤامرة " – إن شئتم - .. ، "شيوخنا " عرقت جباهم على الفضائيات و رذاذ ألسنتهم أصاب الكاميرات في الجوامع و في الحسينيات و هم " يبشرون" بظوائفهم علانية و مواربة

الأديان -أو على وجه الدقة إستخدام الأديان – كان دائماً في منشأ حروب سالت فيها دماء لا تحصى ، هذه هي في المحصلة الأخيرة "فضائل" الأديان و المذاهب على الإنسانية ...

تقسيم الشعب العراقي في " سنة" و " شيعة" بدء قبل الإحتلال ، عشر سنين قبل الإحتلال ،حين الأمريكان و ضعوا الشيعة و الأكراد في " حمايتهم "منذ حرب الخليج الأولى ، و بعد تلك الحرب تبعتها " الجوقة" في الفضائيات و في الصحف و خاصة في مؤتمر لندن الشهير للمعارضة العراقية – المعارضة تحت الرعاية الأمريكية –

هنالك ظهرت العمائم و العباءات ، على الهواء ، المندوبون الذين عينهم الأمريكان و أتوا بهم إلى لندن قسموهم بعناية ، و ووزعوا عليهم " الحصص" بين سنة و شيعة و أكراد و تركمان و غير ذلك و ألبسوا كل "ملة " ملابسها "القومية " – العباءات و العمائم السوداء أو البيضاء أو الخضراء ، و " الكوفيات" و الطواقي و المسابح و كل " العدة" ...
بدا المشهد من يومها افتتاحاً لحرب- حروب أهلية و لتقسيم العراق ابتداء من " ملله" و " شيعه" ... و كان علينا أن نصدق أن الديموقراطية قادمة إلى العراق ...

بنفس الطريقة الأمريكان يضعون المصريين الأقباط الآن تحت " حمايتهم " ...
بعد قليل ، أو أثناء ذلك يقنعون الإخوان المسلمين أنهم تحت " حمايتهم " ...
أو الموارنة في لبنان ... أو غير ذلك

المقاومة العربية في لبنان و فلسطين تسقط الآن المقولات الأمريكية و الإستراتيجية الأمريكية بقسوة ، و بدون هوادة

فيما الحرب الطائفية تتواصل في العراق بين " شيعة" و " سنة" تحت رعاية الإمبراطورية و تبخطيطها " الشيعة" اللبنانيون يهبون لنجدة " السنة " الفلسطيين ..

ما الفرق ، لماذا لا يحدث في العراق ما يحدث في فلسطين ...

لماذا لا ينهض العراقيون سنة و شيعة و أكراداً ضد الإحتلال الأمريكي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار