الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المماطلة ستأتي بعقوبات أوسع وربما أبشع ...

مروان صباح

2020 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


/ بادئ ذي بدء ، وجلي كذلك ، يضيف الرئيس اوباما أوجاع عابرة للقارات ، كأن العرب ينقصهم حزنً آخراً على ما يحملوه في صدورهم من أحزان وخزلان ، لقد حمل كتابه المعنون بأرض موعودة ، كثير من المقاربات ، منها القريبة وأخرى مغلوطة ، وفي مقدمتها ذلك القاسم المشترك الذي إفترضه افتراضاً بين الرئيسين عبد الناصر ومبارك ، وبالتالي ، هنا أرغب توضيح للكاتب والرئيس معاً ، للفارق بينهما قبل استكمال مقالي هذا ، لعل الإيضاح يساهم في المستقبل تصحيحاً جوهرياً في سياسات واشنطن الخارجية ، لأن احياناً قراءة الأحداث ، عندما تعتمد على قراءة الوقائع كما هي ، دون أن تستجيب لقراءات ذاتية ، بالتأكيد ستكون أقرب للحقيقة ، وطالما العوامل الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية شاخصة ، إذن هذه العناصر ستجنب القارئ من الوقوع في سلطة التفسير الذي ينطوي على الخطأ ، فعبدالناصر بعد رحيله ، تكفل علم التصنيفات بتصنيفه بالديكتاتور الأب ، صحيح كان قاسي مع أولاده ، وكانوا في المقابل الأولاد يتجاوزن أخطائه لمجرد معرفتهم بنواياه السليمة ، والصحيح ايضاً أن طريقة حكمه لم تكن الأفضل أو تعتبر قديمة لا تصلح لهذا العصر الحديث ، لكنه لم يكن أبداً عدو نفسه ، والدال على هذا ، أولاً حجم حب الناس لشخصه وإنجازاته ثانياً ، وهذا ما تؤكده الأجيال التى لم تكن حاضرة زمانه ، والتى تحمل إحتراماً وتقديراً له ، بالطبع لمعرفتهم عن حجم الجهد الذي بذله في محاولته لبناء دولة قوية واتحاد عربي متضامن ، أما الرئيس مبارك ، جاء تصنيفه هكذا ، الديكتاتور الذي تزوج أم الأولاد ، فأهملهم مقابل الاعتناء بمن هم من صلبه ، وبالتالي الدولة توقفت عند مرحلته وكان السبب في تأخرها .

يشجع الرئيس عون على الاستمرار بالمحافظة في حفظ المنظومة التى بها يتحقق التعطيل ، كما كان الحال في الزمن القريب ، بل يخوض لعبة تبادل الأدوار بين صهره وحزب الله ، ليس لأي سبب جوهري سوى أن الجميع يدرك بأن بعد ثورة تشرين ، الأمور لم تعد كما قبلها ، لهذا يحاول حزب الله حماية المنظومة الذي اخترعها ورسخها وباتت علامة مسجلة باسمه ، كمكمل لمنظومته التى تعيش بالبلد فساداً وتخريباً على جميع المستويات ، باختصار هذا أمر يدفع الخارجية الأمريكية والإتحاد الأوروبي إلى فرض عليه شخصياً وعلى عائلته الصغيرة عقوبات مماثلة كالتي فرضت على صهره جبران باسيل ، وبالتالي لا أحد يظن ابداً ، بأن المماطلة يمكن لها أن تدفع بالرئيس الحريري للاعتذار أو إيعاداته إلى المربع الأول ، بل ايضاً ، جميع المراهنات التى ينتظرها البعض من المستقبل القريب على أنه يدخر تغير ، فهو يعيش في عالم آخر ، بل كما أن إدارة ترمب منخرطة الآن في إعداد قرار يصنف الحوثي إرهابي ، أيضاً من السهولة على الغرب وضع حلفاء حزب الله على قائمة العقوبات اولاً ومن ثم على قائمة شركاء الإرهابين ثانياً .

الأعلى شأناً من هذا وذاك ، لم يسجل تاريخ العقوبات أو حتى القوائم الإرهابية ، أي عمليات شطب فورية يوماً ما ، وبالتالي أياً كانت إدارة البيت الأبيض القادمة ، عودتنا تجارب الماضي ، إن إعادة الثقة ليست بهذه السهولة ، وعادةً تحتاج إلى وقت ، وطالما تيار الحر اللبناني بقيادة باسيل جبران مُصرّ بالاستمرار على السير قدماً في لعبة المراهنات ، فإن ذلك ينعكس سلباً بشكل ملحوظ على القواعد الجماهيرية ، وهذا كشفته انتخابات الجامعة الأمريكية الأخيرة في بيروت ، لقد انسحبت الأحزاب التابعة للطوائف أمام شبكة مدى المتمثلة بالنادي العلماني ولائحة التغيير ، اللذين رفعوا شعارين بارزين من ثورة تشرين ، ( طلعت ريحتكم ) والآخر ، ( كلن يعني كلن )، وهنا تقدم الجامعة الأمريكية درساً بليغاً ليس لأن ثوار ثورة تشرين نجحوا في إسقاط الأحزاب من مجلس الطلاب ، بل ما هو طريف هنا ، كما هو معروف للأغلبية ، لقد تأسست AUB قبل 154 عاماً ، أنكب أثناءها مجموعة من الأمريكيين البرتستانتيون في بناء الأنظمة التعليمية والإدارة وترسيخ رؤية الجامعة بصفة عامة ، وتتكفل USAED تاريخياً بتمويلها ، لكن لم يكن يوماً ما ابداً . توجه طلابها ليبرالي وهذا أيضاً ينطبق على المعلمين والإدارة ، بل في بداياتها سيطر الاتجاه القومي العربي ، الموالي للسوفيات على مجلسها الطلابي الذي أفرز شخصيات كانوا من أهم من شكلوا تنظيمات عربية معادية للأمريكان وفي مقدمتهم وديع حداد الشهير بلقب ( الدكتور ) ، وبالتالي هناك من يعتقد أن الولايات المتحدة تنفق الأموال جزافاً بهدف لبرلة طلاب الجامعة في جامعة طلابها غير ليبراليين ، لكن ما هو خافي عن هؤلاء ، تبقى أهداف اللجان المنبثقة من المؤسسات التشريعية الأمريكية تختلف في جوهرها عن تلك الاعتقادات المبسطة ، فهولاء يرون على سبيل المثال ، أن كرسي ككرسي إدوارد سعيد في الجامعة الأمريكية ببيروت وتحديداً في قسم الدراسات الأمريكية ، يمنح الكثير من الدراسات المتجددة والمتعاقبة وايضاً مواكبة المتجددات أول بأول ، فكيف إذا كانت الدراسات ، دراسات متنوعة من شعوب المنطقة .

اخيراً ، تعزز الأحزاب اللبنانية بشائرها عندما تكرس انعدام العدالة بين الحاكم والمحكوم ، بل ترسخ كرهً للديمقراطية ، لأن مضامين انسحاب الأحزاب من انتخابات الجامعة الأمريكية في بيروت أو جامعة القديس يوسف ، يطرح سؤال ملتبس بالتأكيد الاحزاب اللبنانية لا تملك الجواب عليه ، بل تمعن فضائيات الإعلام التابعة لها في إلهاب سجالات حادة وغائرة لا تُداوي أياً من أجزاء جوهر المسألة اللبنانية ، بقدر ما تضيف أمراض مزمنة على المرض القائم ، لأنها لا تريد الإعتراف بأنها فقدت القدرة على التواصل مع جيل ثورة تشرين ، وهذا سينطبق تماماً على أي انتخابات قادمة وبالأخص بين المكون المسيحي ، سيكون العقاب كبيراً وعميقاً . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة