الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتنياهو وسلسلة التطبيع

ازهر عبدالله طوالبه

2020 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


على حساب الشّعب الفلسطينيّ، الذي تآمر عليهِ أبناء جلدتهِ، قبلَ أن يُذيقهُ المُحتَل علقَم الإحتلال، ويُسكنَ في جسدهِ شظايا الصواريخ، والعديد مِن طلقات المرارة ؛ يسعى الكثير مِن الحُكام العرَب إلى تبّيضِ صورة "نتنياهو" أمامَ الإسرائليين، وبذلِ الجهود المُضنيةُ التي تهدف، أولًا وأخيرًا، إلى تحسينِ الأرضيّة السياسية للنتِن، والتي ستمكّنهُ مِن الهُروب مِن المُلاحقات الداخلية، نتيجة تقصيره في التصدّي ومكافحة وباء كورونا المُتفشّي بشكلٍ مُرعِب في الداخلِ الإسرائيلي، وتدّعم رصيدهُ الانتخابيّ، في الإنتخابات الإسرائلية المُقبلة، والتي مِن الواضح أنّها ستكون في غضون بداية فصل الربيع مِن العام القادم، وهذا فضلًا عن الدور المُهم الذي يقدّمه هؤلاء الحُكام للنتن كخدمة وجوديّة، والذي ينتظرهُ النتن كثيرًا، ويعتبرهُ القشّة التي ستُنقِذهُ مِن الغرَق في بحرِ الفساد الذي وضع نفسهُ به، بعد أن كانَ يقِف على بعد عثرةٍ واحدة مِن أن يسلّمَ رقبتهُ إلى هواميرِ السياسية الذين يُحاصرونهُ، والذين لا يكفّونَ عن مُقارعته، سواء في الدّاخل الإسرائيلي أو خارجهُ .

فممّا لا شكّ فيه، أنّهُ مِن الإستحالة أن يكون ذلك، دون السّماح لقطارِ التطبيع بالوقوف في كُلّ محطةٍ عربية، وبالفعل هذا ما يجري الآن، فها هي الخريطة التطبيعيّة، تتّسِع مساحتها، ويكثُر المُشاركون في رسّمها، تحت دوافِعٍ تتقيّأ عند معرفتها، إذ تُعتبَر كُلّ هذه الدّوافع التي يتغنّى بها هؤلاء الحُكام، وعلى بطلانها عند كُلّ عربيٍّ حُرٍّ وشريف، دوافع غير صادقة بمضمونها، تحاول أن تتمتّرس كذبًا، خلف دعايات السلام، وكأنّها أسماك بلا ماء، أو أجنحة بلا طائر، فهُم - أي الحكام- لا يهمّهم السلام كثيرًا، بقدَر ما يهمّهم البقاء على عروشهم لمُدّة زمنيّة أطوَل، فمِن المُتعارف عليه في أوساطنا العربيّة، بأنّ الحُكام أكثَر هوسًا بالكراسي، وأكثر إنتماءً لها مِن البلاد، وأكثر قابليّة وجاهزيّة على التضّحية بالشّعب العربيّ بأكملهِ إن كانت ضماناتهم العروشيّة تتطلّب ذلك .

مِن هُنا، يُمكننا القول، بأنّ النتِن، ومِن خلال ما يُقدّم لهُ مِن دعائم عربيّة، لا تُعد ولا تُحصى، يُحاول أن يُثبِت للإسرائليينَ، بأنّه لا يُولي أي أهميّة لكافّة الحلول المُقدّمة لهُ لإنهاء الصراع مع الشعبِ الفلسطينيّ، إذ أنّهُ يسعى جاهدًا إلى إقناع كُل إسرائيلي، بأنّهُ يسير في طريقِ تحقيقِ الإنجازات الخارجية، والتي تتمثّل بإتفاقيات سلام إسرائلية-عربية، بمعزلٍ عن الشعبِ الفلسطيني، الذي أعادَ التنسيقِ الأمنيّ مع سُلطتهِ قبل أيّامٍ قليلة . كما أنّهُ أيضًا يحاول أن يُبرهنَ للإسرائيليين بأنّه ومِن خلال حنكته السياسية، والتي كرّسها في إتفاقية إبراهام الأخيرة، الأجدر على قيادة الدفّة الحكوميّة لمُدةٍ زمنيّة أطول، حيث أنّه تمكّن مِن جرّ الدول للتطبيع معهُ، دون أن يُقدّم أيّ مِن التنازلات لهذه الدول، وذلك على خلاف ما حدثَ مع مصر والأردن في القرن الماضي، حينما أُعيدت سيناء لمصر، وأُعيدت بعض المناطق للأردن .

فإكمالًا لسلّسِلة التطبيع، التي ولِدت مِن رحمِ صفقة القرن، بعدَ مضاجعة سياسية في البحرين، والتي قُطِع لأبنائها ( الإمارات، البحرين، السودان) شهادة ميلاد في بداية شهر آب الماضي، ها هي السعودية وبقيادة وليّ عهدها، وبحضور وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، عرّاب الإتفاقيات الأول، كانت يوم أمس، قَد اجتمعَت في "نيوم" مع نتنياهو ورئيس الموساد كوهين، لوضعِ اللمساتِ الأخيرة، لإتمام التطبيع السعودي-الإسرائيلي، ومِن الواضح، أنّ هذا التطبيع، وعلى عكس ما صرّح به وزير الخارجية السعوديّ، بأنّهُ لن يكون هُناك أي إتفاقيات سلام، ما لَم يتِم الإعتراف بالدولة الفلسطينية، قد جاءَ نتيجة ضغوطات أميركيّة على وليّ العهد، و وعود بقُرب تسلّمه قيادة العرش الملكيّ لللمكلة، في السنة القادمة، إضافةً إلى دافع أميركي متعلّق بإيصال رسائل ترامبيّة جمهورية، قبل إنتهاء مُدّة ولايته، بأنّها كانت الأكثر ولاءً وإخلاصًا للشعبِ الإسرائيلي في صراعهِ مع الشعب الفلسطينيّ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية احتجاز مغاربة في تايلاندا وتشغيلهم من دون مقابل تصل إلى


.. معاناة نازحة مع عائلتها في مخيمات رفح




.. هل يستطيع نتنياهو تجاهل الضغوط الداخلية الداعية لإتمام صفقة


.. بعد 7 أشهر من الحرب.. تساؤلات إسرائيلية عن جدوى القتال في غز




.. لحظة استهداف الطائرات الإسرائيلية منزل صحفي بخان يونس جنوبي