الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاحات كورونا فايروس المرتقبة وهل سينتهي كابوس الكوڤيد

سلام العامري
(Salam Alameri)

2020 / 11 / 24
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


اللقاحات المرتقبة Upcoming vaccinations
، هل فعلا سينتهي كابوس COVID-19 ؟

اعلنت مؤخرا شركات Moderna و Phzer وامريكا والمانيا وروسيا والصين عن قرب اكتمال انتاج لقاح للوباء COVID -19 بعد استكمال التجارب والبحوث باستخدام تكنلوجيا جديدة ومتطورة وطلبت هذه الشركات والدول ترخيصا طارئا من منظمة الصحة العالمية للقاحات التي ساذكرها لاحقًا.
يتساءل الناس بمختلف مستوى وعيهم وثقافاتهم الصحية وغير الصحية بعض الاسئلة منها ؟
هل ننتظر أن يصاب الملقح بعدوى طبيعية بفيروس "كوفيد 19"، لنستنتج فعالية اللقاح وسلامته أو نختصر الوقت وننقل العدوى له عمداً وتحدّياً؟
هل هذا اللقاح فعّال يحمي من يتناوله، ولمدة طويلة، من وباء "كوفيد 19"؟
وهل سيتم ذلك بعد تناول حقنة واحدة أو أكثر؟
وهل سيحمي اللقاح الجميع من الوباء أو الأغلبية فقط؟
وماذا عن الأعراض الجانبية على المدى القصير والبعيد
وهل هذا اكبر امل لكبار السن من التخلص من رهاب الكوڤيد19
سوف ابتدئ بلقاح جامعة "أكسفورد" الشهير، وكيف تمت مراحل تجهيزه علمياً. فلقد تعاطوا مع فيروس مسبب الزكام Common cold عند الشمبانزي، حيث عُدّل الفيروس أولاً كي لا يسبب الالتهابات، وأُضيف إلى بنيته الوراثية جزء من شريط الحمض النووي لفيروس كورونا المستجد المسؤول عن صناعة بروتين "سبايك"؛ spike proteins او كما يسميه احيانا البروفيسور الاستاذ تحسين السليم Tahseen Al-Saleem ( الشناديخ) الأداة الحاسمة التي يستخدمها لغزو خلايا الإنسان.
إنّ اختيار بروتين "سبايك spike proteins كمحدد مستضد كان معتمداً على تجارب علمية صينية مسبقة أثبتت تجاوباً مناعياً عالياً عند الإنسان تجاه هذا البروتين. الهدف من هذه الخلطة البيولوجية Biological mixture هو أن يتعامل الجهاز المناعي البشري مع هذه التركيبة كفيروس تاجي، ويقوم بإنتاج الخلايا والأجسام المضادّة لمهاجمتها.
وقد جُرّب هذا اللقاح أولاً على الشمبانزي لتجنّب أيّ خسارة بشرية ناتجة من المواد المكونة للقاح، أو من عدوى الجرثومة المستعملة، أو أيّ مشكلة إضافيّة. والجدير بالذكر أنّ هناك أيضاً العديد من التجهيزات المختلفة لعمل اللقاح، مثل استعمال الجرثومة المخفّفة بأكملها أو قسم منها أو استعمال أحد البروتينات الفيروسيّة كمحدّد مستضد.
وقبل بداية المرحلة الأخيرة من اختبار اللقاح وتجربته على عشرات الآلاف من الناس، لا بد من تبيان فاعليته وعدم تسببه بأعراض جانبية على بضع مئات من المتبرعين أولاً. بعد مرور وقت الحضانة، يبدأ البحث على مستوى الأجسام المضادة ضد هذا الفيروس التاجي، وأيضاً البحث عن الخلايا اللمفاوية التائية T Cell المختصة بفيروس كورونا المستجد. COVID-19وقد كانت نتيجة هذا اللقاح الأكسفوردي جيدة بنسبة تراوحت بين 70-93%
وقد تبين لاحقًا بان القليل من المتبرعين بحاجة إلى حقنة إضافية ليحصلوا على استجابة فعالة لهذا اللقاح، وهذا يعني أن الأجهزة المناعية عند البشر لا تتجاوب بالمستوى والفاعلية نفسها. وربما سيحدث خلاف بخصوص سلامة المُلقّح أو الاستجابة المناعية للقاح بحسب الأعمار، كالأطفال أو كبار السن، ولدى المصابين بأمراض مزمنة، وربما أيضاً لدى الحوامل، ومن مجموعة عرقية إلى أخرى.
وفي الوقت الذي يلي التلقيح التجريبي للآلاف من المتبرعين، والذي يُقدّر بشهور أو ربما سنوات، تظهر العوارض الجانبية عند المتطوعين. ولهذا، تُجرى لهم الفحوصات بانتظام، ويراقبون صحياً عن قرب، وأيضاً، وباستمرار، تُقاس معايير المناعة، وربما تُعطى لبعضهم حقن إضافية للحفاظ على مستوى هذه المناعة المكتسبة لمدة أطول.
من ضمن الاسئلة التي يتساءلون عنها هو هل ننتظر أن يصاب الملقح بعدوى طبيعية بفيروس "كوفيد 19"، لنستنتج فعالية اللقاح وسلامته أو نختصر الوقت وننقل العدوى له عمداً وتحدّياً؟
برأيي انا هو ان المشكلة الكبرى التي ستواجه الباحثين عن اللقاح وفاعليته هي عدم وجود العلاج الفعّال والأكيد لمعالجة المتطوع المصاب إن لم يحمه اللقاح. هذا ما يُسمى بالمفهوم العلمي الطبي: ( نقص العلاج ) يثير مخاوف وقيماً أخلاقية قاسية لا يمكن تجاوزها. لهذا، ولعدم وجود العلاج الفعّال، إن العدوى المتعمدة لدى الحيوان الملقَّح بـ"كوفيد 19" المستجد لها أهميّتها، وإن لم نتمكَّن كلياً من نقل معايير التجارب ونتائجها من الحيوان إلى الإنسان، لكننا سنستنتج، ولو جزئياً، فعالية اللقاح، ليس فقط مخبرياً بقياسات معايير المناعة، بل في الجسم الحي المشابه للإنسان الذي سيقاوم العدوى إن كان اللقاح فعلاً فعالاً.
ان الحصول، وبسرعة، على اللقاح الفعال والسليم نسبياً، أجبر بعض الدول التي ينتشر فيها الوباء بكثرة على اختصار الوقت، مثل عدم إجراء التجارب اللقاحية السريرية على الصغار أو كبار السن أو المرضى والمعوقين، والاكتفاء بالأصحاء فقط ومن لم يتجاوزوا ستين عاماً، كما تبين في إنتاج اللقاح الروسي في مركز "جماليا"، والذي حمل اسم "سبوتنيك ـ V". Sputnik-V
واكد الباحثين الروس بانه سيؤدي هذا اللقاح، شرط أن يكون فعالاً نسبياً وقليل الأعراض الجانبية، إلى إعطاء الحماية للأغلبيّة الساحقة من المجتمع الروسي، وسيكوّنون مناعة جماعية تقلل من انتشار الفيروس، وتقلل العدوى عند أولئك الذين لم يتمكَّنوا من الحصول على اللقاح.
في اعتقادي، إنّ الباحثين سيقومون لاحقاً باستكمال المرحلة التجريبية السريرية على ما تبقى من عناصر المجتمع، كالكبار والصغار والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة وغيرهم أيضاً. لتلافي اي خطأ يعرقل سير تقدم ونجاح لقاحهم كذلك كصفقة ايضا
لذا فان العديد من شركات الأدوية ستحصل على حقوق البراءات والابتكارات للقاح "كوفيد 19" المستجد، ليس فقط لإنتاجها اللقاح الآمن الفعّال، بل أيضاً لأنها معروفة ومدعومة عالمياً، رغم أنها أيضاً لم تتمكّن، ولضيق الوقت، من دراسة الأعراض الجانبية، وحتى فاعلية اللقاح على المدى البعيد، وسوف تكتفي بكتابة "عدم المسؤولية" بهذا الشأن على علبة الحقنة اللقاحية.
استنتج مما سبق ان وجود مناعة مشتركة بين المصابين بفيروس كورونا المستجد COVID-19 والذين أصيبوا بفيروسات كورونية أخرى غير مسببة للأمراض الخطيرة، وأيضاً مع مرض "كورونا السارس" SARS الفتاك الذي اكتشف في بداية القرن الحالي. وهناك أيضاً تفاعل مناعي متبادل بين المصابين بفيروس "كوفيد 19" المستجد وأولئك المصابين بالفيروسات التي تحمل البروتين "أش" وا "أن".
التجارب المخبرية للمناعة التي أُجريت لهم تُبين حمايتهم من وباء "كوفيد 19" المستجد غالباً من دون علمهم. وتبيّن التجارب أيضاً بقاء المناعة، ولمدة طويلة، عند الغالبية.
هذه البحوث والتجارب والاستنتاجات العلمية ذات القيمة العالية جدا تزيدنا تفاؤلاً بنجاح العديد من اللقاحات التي ستنتج قريباً. وسيرحل الضيف الثقيل الدم والغير مرحب به الذي فجعنا
بالكثير من الاحبة والاهل

المجد للعلم والعلماء

وقانا الله وإياكم من الاسقام والاوبئة والامراض ومتعكم باجسام سليمة وقلوبًا تحمد الله على نِعمَه
Dr Salam Alameri








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24