الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
1أربعون الحصار
محمد علاء الدين عبد المولى
2006 / 7 / 15الادب والفن
(1)
هنا عبثاً بحثوا عبثاً
رتّبوا جثثاً بانتظامْ
وبالوا على دميةٍ للسلامْ
وقالوا: نريد قليلاً من العشبِ
حتى نواصلَ بعض الحياةْ
قليلاً من النورِ
كي نتأمّل بؤسَ الطغاةْ
(2)
ستشيّع امرأةٌ ضفائرها
وتحشرها بمخيالٍ جماعيٍّ
وتلعنُ أمّةً خرفت خرافتها
ونامت في المحالِ
وأنا سأعجز عن متابعة الوقوفِ أمام أهوالي
وسوف يشيبُ في دمه سؤالي
(3)
غُلب الطينُ
واستوحش الكائنُ
أين ربّك يا أيها الكوكبُ الآسنُ؟
(4)
ربما كان قصراً
ولكنّه لا يخبّىء إلاّ ضفادعَ
تزأر خلفَ العناكبِ وهي تحوك الزمنْ
ربّما قيل هذا وطنْ
فلمنْ
كلّ هذي الخيامْ...؟
(5)
سيقِلُّ الجمالُ على هذه الأرضِ
بعد تقيُّح جسم المخيّم
في الأضرحةْ
ستقلّ الصلاةُ
لتكتمل المذبحةْ
(6)
العدوّ يلغّم نهر الحليبْ
ويرشّ على الخبزِ نبع دمٍ
ويواصلُ نهبَ الأبدْ
غير أنّ هنا أحداً سيصافحه
خلف هذا الغموضِ المريبْ
(7)
سيموتُ على بعضِنا بعضُنا
ويهاجرُ من نفسه نبضُنا
وليكنْ...
كلّ هذا السؤالِ ستطرحه جثثاً أرضنا...
(8)
لم يلتفت جسدٌ إلى جسدٍ تفحّمَ
واكتفى بالقولِ
(يا غول الحضارةْ
الأرضُ عِرضٌ...)
ثم قهقه من ملوكٍ لوّثوا هذي العبارةَ
ثم كذّب نفسَه
وكوى بقاياه بسخريةٍ
وطقّ من المرارةْ
(9)
أيّ وصفٍ يليق بقطعان ساداتنا
إنّهم نثرُ هذي الحياةْ
ولهمْ معجمٌ لم يَدُرْ في ضمير اللغاتْ
ولهمْ اسمهم خارج الكائناتْ...
(10)
ببلاغةٍ سوقيّةٍ أكلوا بجثّتنا حلاوةْ
هل ظل عرشٌ أجربٌ
إلاّ وباض على فرائصه بيانا؟
هل ظلّ ماموثٌ ولم يفسقْ بجدّته
ولم يملأ من العفنِ الدّنانا؟
(11)
ونريد أن نلهو قليلاً قبل هذا الموتِ
أن تدنو فتاةٌ من سياجِ البيتِ
أن نصغي لثرثرة الندى
حتى يكون لدى الشهيد الوقت
كي يلقي تحيّته على الأولادِ
قبل دخولهم دارَ الصّدى
ونريد بضع دقائقٍ للصمتِ
حتى يستطيع القلبُ إغلاقَ المدى...
(12)
ولدٌ يبوحُ:
تعبتُ من حجرٍ
أريد أنام قرب منام جارتنا وألهو بالغمامْ.
بنتٌ تنوحُ:
مللتُ من تكفينِ عرساني
ومن تلميعِ صورتهم على الجدرانِ
هل من حقّ هذا النهدِ أن ينمو طبيعيّاً
وأن يبري بمغزله على ريش الحمامْ؟.
رحمٌ جريحٌ
ناشدتْ زوجاً جريحاً
أن يعاودَ رحلة الإخصاب
قبل هطولِ ثلج العقم في مهد السلامْ.
أرضٌ تصيحُ:
أليس من وردٍ وماءٍ؟
ارفعوا عني جنائزكم
فلي شغلٌ سوى جمع العظامْ...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة
.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس