الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيات لا يردن حريتهن !

علاء الزيدي

2003 / 4 / 30
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

 

تساءلت صحيفة الغارديان البريطانية قبل عدة أيام ، عن الدور الغائب أو المغيب قسرا للمرأة العراقية ، إزاء كل الأحداث التي تلت انهيار نظام صدام البائد وتحرير بغداد على أيدي قوات التحالف ، وإزاء التجاذب والتدافع الحاصلين بين مختلف القوى السياسية والدينية والعشائرية في البلاد ، للفوز بأكبر حصة ممكنة من مستقبلها السياسي والاجتماعي .

وقالت الصحيفة إنه بينما يبرر المحتلون الحرب بكونها تحريرا للعراقيين ، فإن نصف الشعب العراقي يبدو وكأنه عازف عن الاحتفاء بحريته بنشاط كبير .

لقد أصبحت المرأة العراقية – والقول مازال لمحررة الغارديان ناتاشا وولتر – غير مرئية أو مسموعة تقريبا . فالمراسلون يتحدثون إلى  العراقيين في الشوارع ، وليس إلى العراقيات في بيوتهن . والتظاهرات والمؤتمرات والمتدافعون بالمناكب بحثا عن المواقع والمناصب كلهم رجال .

وحينما عقد مؤتمر معارضة المنفى السابقة في هيلتون متروبول لندن ، في كانون الأول ( ديسمبر ) الماضي ، لم تعين في لجنة التنسيق والمتابعة سوى ثلاث نساء ، فيما لم يسمع في اجتماع الناصرية إلا صوت نسوي واحد .

عدد الغارديان هذا ، صدر قبل التظاهرة النسوية المتواضعة التي خرجت في كربلاء ، وطالبت بأن تكون الحوزة العلمية " قائدنا " !

هل سآثم إن قلت إن للحوزة العلمية والمشيخة وجمعية العلماء من ينادي باسمها . فلدينا – بسم الله ما شاء الله – رجال دين في المنفى والوطن بقدر نصف العدد الإجمالي للبالغين من الرجال  ، وهم قادرون على الدفاع عن مصالحهم . أما النساء ، فلديهن الكثير من الحقوق المنتهكة والمضيعة التي هي بحاجة إلى أصواتهن العالية وتظاهراتهن الحاشدة وحضورهن المكثف للمطالبة بتحقيقها ، خاصة في ظل هذه الفرصة التي لا تعوض ؛ فرصة وجود أقوى دولة في العالم في راس الشارع ، وتأكيداتها على أنها لن تترك العراق قبل أن يتحول إلى بلد ديموقراطي بلا منغصات ، وهذا بالضبط ، ما كان العمود الفقري لحديث الرئيس جورج بوش إلى الجالية العراقية في مشغن يوم أمس .

ثمة قوى في المجتمع العراقي هيأ لها النظام الساقط الأرضية المناسبة للعودة بالعراق إلى النصف الأول من القرن الماضي ، حين كانت العشيرة صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في المجتمع . و واضح ، أن أهم ملامح تلك الحقبة تضييع حقوق المرأة وانتهاك كرامتها . فقد كانت تقتل لأتفه الشكوك والأسباب ، ثم لا يعتذر لروحها أحد حين تظهر براءتها . وإذا كان النظام الملكي وبعض الجمهوري يسجن المدانين بجرائم الشرف وغسل العار ثلاثة أو ستة أشهر كحق عام للدولة ، فإن النظام الصدامي البائد ساهم في ترسيخ هذا التصرف الجاهلي عبر رفع العقوبة عن الجناة بالكامل ، للتظاهر بمظهر المدافع عن شرف المجتمع ، رغم أنه  كان أول منتهك لهذا الشرف  . إلى ذلك ، عندنا نساء معيلات صنعن رجالا بالاعتماد على الله وعلى كدحهن ، ولهؤلاء النسوة العديد من المشاكل ، وإذا انشغلت النساء بهموم القوى الأخرى فمن لهن ؟

هذه الحقائق ، يبدو أنها ستشكل أهم مفردات أجندة الحركة النسوية ، التي أحبذ لها أن تقتحم الشارع كما اقتحمه الرجال .

إن المرأة العراقية مدعوة إلى كسر احتكار الرجال للشارع السياسي والاجتماعي . ولها في نساء كربلاء أسوة حسنة ، لكن بشعارات أكثر نسوية وأكثر ارتباطا بواقعها المحتاج إلى الكثير من الإنصاف والإصلاح .

--------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهة مضحكة بين اللهجة السعودية واللهجة السودانية مع فهد سا


.. مع بدء عملية رفح.. لماذا ستتجه مصر لمحكمة العدل الدولية؟ | #




.. معارك -كسر عظم- بالفاشر والفاو.. وقصف جوي بالخرطوم والأبيض


.. خاركيف تحت النيران الروسية.. وبريطانيا تحاكي حربا مع روسيا |




.. نشرة إيجاز - القسام: قصفنا 8 دبابات ميركافا في جباليا