الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجهاض بانت سعاد

حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)

2020 / 11 / 25
الادب والفن


حين كان طفلاً، كانت (بانت سعاد) تدعوه إلى المنزل خلسة، بعد أن يذهب زوجها إلى العمل في المدينة. كان نصيبه منها، حلوى النعناع، والقبل، والملامسات الغامضة. وقبل أن يغادر ، كانت تتأكد من تلقينها له:
-إذا سألك أحد ، ماذا كنت تفعل في منزلي؟
-أحضرتُ لك كيلو غيوم!
وحين بلغ المراهقة، ظلت (بانت سعاد) تستضيفه في غياب الزوج. وكان نصيبه منها الركعات الطويلات لبنات الشهوة وهن يطلين الأجساد بالرغوة الكثيفة. وقبل أن يغادر ، كانت تتأكد من تلقينها له:
-فإذا سألك أحد عن سبب وجودك في منزلي!
-كنت أقيس درجة حرارة الأرض!
كانت تضحك حينها بعمق. فالمراهق القوي الذكي يمتلك دعابة راقية لا تفهمها. ولكنه كان يديرها ببراعة أثناء الاحتفالات المقدسة. وهذا كان سبباً كافياً كي تتعلق به إلى الأبد.
استهزأت (بانت سعاد) من كلمة الأبد حين رنّت في أذنيها. ثم ذهبت إلى عيادة اللسانيات ، وأجرت إجهاضاً سريعاً. لقد حملت من المراهق قصيدة شعر . وبدأ بطنها بالانتفاخ .
استلقت على السرير، باعدت ما بين ساقيها ، أدخل الطبيب آلته ثم أخرج (بانت) ورماها في سلة المهملات.
عادت سعاد إلى القرية ، وكانت تبدو امرأة متصابية في الخمسين . ولم تستدع من يومها ذلك المراهق الذي اكتشف بفضلها أن درجة حرارة الأرض ، هي ذاتها درجة حرارة القلب ، ودرجة حرارة الفرج. وأن الشعر هو النار التي تصنع تلك الحرارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل