الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البداية من القمة ( 3 )

آدم الحسن

2020 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


هل فعلا تطلبت مسيرة صعود الصين للقمة الالتزام بقدر كبير من الاستبداد الموروث من الحقبة الماوية .... ؟

و هل كان هنالك امكانية واقعية لدفع مسيرة التقدم و الإصلاح للصعود للقمة دون اعتماد شكل من اشكال الديكتاتورية .... ؟

واجه الإصلاحيون معضلة كبيرة متمثلة بأسلوب ادارة و انجاح الإصلاح في ظل منظومة استبدادية تتحكم بإرادة شعب يتكون من اكثر من مليار انسان لهم خصوصيات مختلفة لربما بقدر عددهم .... !!

الخطوة الأولى التي اتخذها الإصلاحيون هي التخلي الفعلي عن ديكتاتورية البروليتارية مع ابقائها بصورة شكلية اذ رغم ابقائهم للعلم الصيني احمرا للدلالة على الثورة الشيوعية الحمراء مزين بمطرقة العامل و منجل الفلاح فقد تم الاستعاضة عن ديكتاتورية البروليتارية بنوع اخر من الديكتاتورية هي سلطة و ديكتاتوريه الطبقات المنتجة للشعب الصيني بأسره

و لأنهم اعتبروا أن الحزب الشيوعي الصيني هو الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصيني فهذا يعني , حسب ايديولوجيتهم الجديدة , أن على الحزب الشيوعي الصيني ممارسة حقه و واجبه التاريخي في قيادة مسيرة الشعب الصيني للصعود للقمة بكل الطرق المتاحة و منها اسلوب الاستبداد و القمع كي يبدأوا مستقبلا ربما من هناك , من القمة المنشودة , ممارسة كل اشكال الديمقراطية و الحرية ( و لنضع خطين تحت كلمة ربما ) ,,,, !!

هذا الأمر يذكرنا بما قاله جوزيف ستالين حين برر الاستبداد و القمع الذي مارسه النظام السوفيتي في عهده بحق الشعب السوفيتي و بحق الشيوعيين السوفييت انفسهم بمقولته :
لنقود الشعب السوفيتي الى الجنة بالعصى , و الجنة هنا هي صورة المجتمع الشيوعي المرسومة في عقلية الماركسيين اللينينيين .... !!

ما شهدته ساحة تيانانمن ( ساحة السلام السماوي ) في بكين من قمع وحشي لشباب بكين من طلبة و عمال الذين خرجوا في ربيع سنة 1989 , و هذا قبل الربيع العربي بحوالي ربع قرن , لممارسة حقهم الإنساني في الاحتجاج السلمي هو وجه واحد من الأوجه العديدة للاستبداد الذي مارسه الحزب الشيوعي الصيني باسم مصالح الشعب الصيني العليا خلال المراحل الأولى للإصلاح و خلال الخطوات الأولى الجدية لصعود الصين نحو القمة .

احيانا يكون للاستبداد رغم بشاعته جوانب ايجابية مهمة يمكن تسميتها بالاستبداد الإيجابي .... !!

من خلال الاستبداد الذي مارسه و لازال يمارسه الحزب الشيوعي الصيني تمكنت حكومة الحزب الشيوعي الصيني من جعل المجتمع الصيني شبه خالي من مافيات الجريمة المنظمة و أن نسية الجرائم الجنائية على اختلاف انواعها في الصين هي الأدنى مقارنة بما موجود في بلدان عديدة اخرى و منها امريكا او الهند الشبيهة للحالة الصينية من ناحية عدد السكان او من ناحية المشاكل التنموية التي تواجهها .

كذلك نجد أن تجارة المخدرات في الصين متدنية جدا عند مقارنتها بما موجود في البلدان المجاورة للصين .

و قد تمكن الحزب الشيوعي الصيني من انجاز التعليم الإلزامي المجاني لعموم الجيل الصيني الجديد بفترة قياسية مذهلة .

و هنالك جوانب او ميزات ايجابية اخرى للاستبداد لا تقل اهمية ان لم تكن اكثر اهمية و اخطر و من هذه الميزات القدرة العالية على السيطرة على انتشار الأوبئة و ما تجربة الصين في السيطرة على انتشار وباء الكورونا الا دليل واضح على اهمية انصياع الناس للتعليمات التي تصدرها الحكومة بسبب الخوف من العقوبة او من القناعة بأهمية تطبيق التعليمات الحكومية .

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن