الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الاقتراب من عالم الطفل تأشير لمسرحية درس في الهواء الطلق

جبار وناس

2006 / 7 / 15
الادب والفن


أتاح لنا المهرجان المسرحي الطلابي المقام من قبل قسم النشاط المدرسي في تربية ذي قار التعرف والاقتراب من عالم الطفولة وما يشكله هذا العالم من الوان واخيلة تساعد على اثارة عملية التواشج والمتابعة الفاعلة في فحص وقراءة النصوص والعروض المقدمة في شان هذا العالم وكيفية ادراك الجديد منها والتعامل معها وفق امتدادات وتطورات ما نعرفه عن عالم الطفل .

ولا شك فان غير المسبوق سيظل دائما الامر الذي لم يطرأ على الذهن ويشكل مدعاة لفرح يساورنا ونحن نجد انفسنا أمام نصوص تحلق كثيرا وتطوف بما هو مثير ليفرض علينا الانتباه والمسالة ولعل الكتابة في هذا الاتجاه تعد على درجة كبيرة من الاهمية لانها تمهد مع مشتركات اخرى في صياغة ذهنية الاطفال واعدادهم ليكونوا انسان المستقبل فهم الثروة المستقبلية ويراد لهذه الثروة النمو وفق شروط تربوية صحيحة من اجل مساعدتهم على توفير السعادة والمعرفه لهم كي يحققوا التوازن الافضل في الواقع الاجتماعي السائد . وبضوء ما تقدم صاغ المؤلف محمد حسين عبد الرزاق متن حكاية مسرحيته ( درس في الهواء الطلق ) سائرا بطريق الجمع ما بين الحياة المعاصرة وما تثقل به من قيم وسلوكيات ومفاهيم وبين الواقع الذي يعيشه الاطفال ومزاوجته بما هو غرائبي تمثل باستخدام شخصيتي الشجرة والنخلة وهما ينطقان بلغة الاطفال مانحا ذلك لغة متداولة تثير البهجة لدى الاطفال وتغتني بالبراءة وتنأى كثيرا عن النقل الذي يولد الاستخدام الجامد تاركا ابطال نصه ( الاطفال ) يتحدثون بلسانهم وليس بلسانه فابرز لنا توافقا واضحا بين المستوى اللغوي المجسد في النص والمستوى العمري لدى التلاميذ الصغار الذين ادو ادوارهم في المسرحية وتلك مسالة مهمة في مجال الكتابة للاطفال . لقد ركز اغلب الباحثين في ثقافة الطفل على عنصر الخيال لدى الاطفال فخيالهم يكاد يفوق خيال الكبار ومن هنا كان للكتاب في مجال الاطفال ان يكونوا على درجة عالية من السمو والارتقاء لانهم يمكن ان يغيروا من ذوق العالم نفسه حسب توصيف ( فراسوا فيدال ) ففي زحمة الحياة التي نعيشها والمتشابكة بالالم والاحتراب الطائفي والتميز القومي والديني وما بين الرغبة الصادقة في ابراز الشعور الوطني المتنامي لدى الاطفال في حب الارض والوطن تحرك نص ( درس في الهواء الطلق ) ليركز على عمل الخير والمحبة والوفاء وقيم الجمال باسلوب تربوي يدعونا الى التعاون والتضحية والحب والدعوة الى عالم ملئ بالصدق والعذوبة بمنأئ عن التلوث والرياء الاجتماعي فالطفل هذا الكائن البشري الصغير في حدوده يستطيع ان يلغي الحدود الضيقة في خياله فما ميز نص المؤلف محمد حسين عبد الرزاق هو انه تضمن الكثير من المفاهيم والقيم وقدرته على دمجها وبثها دفعة واحدة الى تلاميذه من دون ان يشعروا بالملل وتلك ميزة ايجابية تعلي من ناصية النص فثمة تأكيد على نبذ الدعة والراحة والتمني لان التمني راس مال المفلس كما يقول احد التلاميذ وايضا هناك دعوة الى تمجيد العمل فهو حياة والحفاظ على الاموال العامة فهي ملك للجميع فقد ورد في احد الحورات : ( الوردة لي ولك وللاخرين .. كل منا يحافظ على ممتلكات الناس ) وفي ذات الوقت ركزت المسرحية على حركية الحياة وعدم بقائها في سكون حيث الشجرة تقول : ( كل شيء يعيش وينمو وبتكاثر ويموت ) وقد أشاعت لنا بعض الصفات الحميدة كرد الجميل والمجسدة بحركة المعلم وهو يحاول احتضان النخلة من السقوط بفعل اشتداد العاصفة وترادفها ايضا صفة الكرم المتمثلة بكرم النخلة وهي تعطي ظلها للتلاميذ لوقايتهم من حرارة الشمس في حين يبرز لنا نص المسرحية ما يناقض هذه الصفات من الامراض الاجتماعية لغرض نبذها كالكره والانانيه والبخل ومما يلفت الانتباه ايضا تأكيد المسرحية على حرية الراي واحترام الاخر وان لكل انسان الحق في التصرف بما يشاء وتلك من المفاهيم الحضارية والانسانية لا فكاك لمجتمع يريد الرقي والتطور من الاخذ بها . وتجد ايضا تاكيد المسرحية على النشاط للاصفي وعدم التركيز على الصف الدراسي كيما يعزز من العملية التربوية ويرفع من فاعليتها . وازاء هذا والتنوع في الطرح من قبل المؤلف ترى كيف سعى المخرج الفنان سعد شهاب لتقديم هذا النص المترع بالمضامين الانسانية والتربوية والتعليمية ؟ لقد انطلق من منطلق تقليدي فاستكان للحوار واعتمد على اداء الاطفال التلاميذ لهذا الحوار لابراز معالم النص . فعمد الى اخراج مجموعة الاطفال بمعيته من وسط القاعة في محاولة منه لاضفاء صفة المشاركة الفاعلة من الجمهور مع نص العرض واعتمد على حركة النخلة والشجرة ففي حركتهما حصل شيء من التفاعل والتغيير يوازي مساحة الفعل المؤدي من قبل الاطفال الاخرين في العرض . لقد كان من الضروري الانتباه الى خصوصية مكان العرض لهذه المسرحية لكونه يشكل شخصية فاعلة كان على المخرج معالجتها قبل الشروع في تحديد مكان العرض وحري النظر اليه بعيدا عن تلك التحديدات الجغرافية والتي تقترب من الواقع فلو ان العرض قد تم في مكان غير قاعة النشاط المدرسي والمتمثلة بمسرح العلبة كأن يكون متنزه او في أي مساحة في احد المدارس يعمل المخرج على تأثيثها بما يتلائم وطموحات النص لكي يخلق لنا نص عرض يتسم بالحيوية والدهشه والغرابة سيما وان نص المؤلف فيه ما يساعدنا على ذلك ولان احداث المسرحية كانت قد جرت اثناء سفرة مدرسية الى احد الحدائق وبان التلاميذ هم من طلاب الصف الاول الابتدائي كما قال معلمهم الى احد المتنزهين في الحديقة فكان ينبغي عدم الزامهم بزي واحد لان هذه السفرة تعد من النشاطات اللاصفية ويبدو التنوع في الازياء واللون جانبا مهما في تعزيز نجاح العرض . ان ما قدمه تلاميذ المدرسة المركزية الابتدائية في الناصرية بمثل بارقة امل في تعزيز الروح الوطنية لدى الصغار قبل الكبار وسط اجواء من الخراب الروحي والمادي الذي يتهدد وجودنا الوطني من جراء مشاريع التامر والتناحر الطائفي التي تطمح الى تجزئة البلد تماشيا مع رغبات وطموحات طائفية بعيدة كل البعد عما سار عليه العراقيون على مر المراحل من تخلفها الى مرحلة انبلاج الامل في ازاحة هذا التخلف لقد كشف لنا هذا العرض عن قدرات ادائية اتسمت بانتقائية تجدها في اداء الاطفال وهم كل من : محمد مازن الحمداني في دور الشجرة وقد حقق حضورا لافتا وعلي احمد محسن في دور النخلة لا يقل عن زميله السابق اضافة الى : علي رفعت – حسن ياسين – جعفر صادق – علي حبيب – جداول ظاهر – نمير احمد – محمد حيدر راضي – محمد كاظم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان