الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظرية الماركسية عابرة للقومية والعنصرية والدين ..

فاروق جواد رضا

2020 / 11 / 26
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ما السر وراء إحجام الحزب الشيوعي العراقي عن ذكر سيرة ونضالات وتضحيات قياداته والدور الريادي للرفاق المواطنين اليهود ؟ ! ...
عندما نحاول تعيين ودراسة نقطة البداية لتتبعنا التاريخي لحركات اليسار في العراق، فإننا من دون أدنى شك سننطلق من مطلع القرن العشرين، وبتحديد أكثر دقة من مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، بسبب ما أنتجته هذه الحرب من تغيير في خرائط المنطقة، وتداعيات سياسية، بعد تفتتيت الامبراطورية العثمانية، وولادة الدول القطرية في الشرق الأوسط ومنها المملكة العراقية , نلاحظ أن تلك الدراسات التي تناولت تاريخ الحزب الشيوعي العراقي لم تتناول جوانب مهمة أخرى كالبيئة الإجتماعية والفكرية للحزب ، ودور الأقليات من العوائل الكادحة التي انتمت لهذا الحزب ومنهم اليهود العراقيين الذين عدو أحد أهم تلك الأقليات التي كان لها تأثير كبير في المسار الفكري للحركة الوطنية العراقية سيما خلال فترة تاريخية مهمة وهي فترة الاربعينيات وما قبلها من القرن العشرين حيث وجد هؤلاء الشباب ضالتهم في الإنتماء للحزب الشيوعي العراقي ..لأنه يحمل فكرا أمميا عابرا للقومية والعنصرية والدين ، وبلا شك أن اليهود العراقيين لعبوا أدوارًا فاعلة ومهمة في تاريخ الحركة الوطنية العراقية عموما ، إضافة الى مساهمتهم الفعالة في عملية أنتشار وتكوين الحزب الشيوعي العراقي إبتداء تأسيسه و ظهوره للوجود في 31 آذار 1934 ، إلا أنه لا ينكر أن نشاطات بعض المثقفين اليهود العراقيين في إطار الحركة الوطنية قد سبق ذلك من خلال مساهمتهم في النشاطات الجماهيرية المختلفة ومنها التظاهرة ضد المعاهدة العراقية - البريطانية عام 1930 وكان من بين الذين تم إعتقالهم سليم زلوف وآخرين غيره ، وكان من ضمن نشطاء الحزب لا على سبيل الحصر الرفيق نعيم طويق حيث انتخب كأول يهودي في اللجنة المركزية إضافة الى الرفيق يهودا صديق حيث كان المسؤول عن المكتب السياسي ، علما أن هناك حقيقة لا يمكن نكرانها وهو انه في عام 12/9/1945، وجّه لفيف من الشباب اليهودي العراقي عريضة إلى وزير الداخلية العراقي طالبوا فيها إجازة تأسيس منظمة "عصبة مكافحة الصهيونية"، مرفقة بالنظام الأساسي لهذه المنظمة وذلك تضامنا مع الشعب الفلسطيني ، ولم تكن تلك المبادرة الفريدة تلك بمعزل عن قرار الحزب الشيوعي آنذاك ، ولهذا ذكر حايم كوهين مؤرخ النشاط الصهيوني في العراق عن عرقلة الحزب الشيوعي في العراق للنشاط الصهيوني في تلك الحقبة الزمنية لاسيما في أربعينيات القرن الماضي ، لا يسعنا ونحن الآن نذكر تلك المآثر النضالية من التاريخ ، إلاّ أن نستذكر وبكل فخر الدور الوطني الفعال والناصع البياض للرفاق اليهود في نشاط الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية ، مما عرضهم شأنهم في ذلك شأن رفاقهم العرب والكورد والتركمان والكلدان والآشوريين والأرمن والايزديين ...إلى الملاحقات والسجون والإعدام فقد استشهد أول شيوعي على يد أجهزة الأمن العراقية هو شاؤول طويق جراء مشاركته في مظاهرة لنصرة الشعب الفلسطيني عام 1946. وجرى إعدام الرفيق يهودا صديق في نفس الفترة التي أعدم فيها قادة الحزب الشهداء فهد وحازم وصارم عام 1949 ،ونستغرب لماذا يستثني الحزب اسم الشهيد يهودا عند ذكر اسماء الشهداء الثلاث الآخرين !! " ، كما أعدم بعد شهرين الرفيق الشهيد ساسون شلومو دلال وهو في عمر لا يتجاوز العشرين إلاّ بقليل حيث تولى قيادة الحزب في الفترة بين تشرين الأول 1948 وحتى نيسان عام 1949 بعد اعتقال قادة الحزب.
وقبيل إعدامه وجّه ساسون دلال رسالته الشهيرة إلى أخيه قائلا فيها:
"أنها أمسية ساحرة. الريح تهب باطراد طوال اليوم لكنها هدأت بحلول الظلام فلا ضجة في الهواء. يبدو أن العالم نام بسرعة. انا لا استطيع النوم ومن الصعب النوم مع معرفة انني سأموت فجر الغد . منذ أن تم اعتقالي من وقت طويل ، وأنا أريد أن أكتب إليكم. لم أكن متأكدا مما سأقوله. كنت مرتبكا وخائفا. لم أكن متأكدا ان كنت ستتعاطف مع نشاطاتي وافكاري ، الأفكار التي يمكن فقط ان تثبت انها صالحة عندما تكون حياتنا في أمس الحاجة إليها. لم أكن متأكدا أن الحياة الأكاديمية التي عشتها انت في أمريكا من شأنها أن تجعلك ترى بموضوعية عدالة وصحة قضيتنا. الليلة مع علمي أن غدا سيكون الفجرالمقبل هو ليلتي الابدية قررت ان أكتب إليكم عن الأفكار والآراء التي تعج في ذهني الآن لقد اخذت موجة من الرعب البلاد والالاف من الناس يجري اعتقالهم ويتعرضون للتعذيب ويتم واعدامهم ،. أنا لست الوحيد الذي سأموت غدا هناك عشرة آخرين معي . انهم يستطيعون سلبي حياتي، لكنهم لا بستطيعون تغيير أفكاري، لأنها لأجل البشرية جمعاء. أنا حر لأنني أعرف الحقيقة، ولا السجن ولا الإعدام يمكن أن يسلبا هذه الحرية مني. غداً عند الفجرسأموت. نعم يستطيعون إنهاء حياتي ومنعي من فضحهم وقتالهم، ولكن مع موتي، هناك آلاف غيري سوف يقفون بوجههم.نحن الأكثرية، وهم الأقلية. إنني لست آسف للموت. في الواقع، إذا منحت فرصة الحياة مرة أخرى فإنني سوف أتبع نفس المسار".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -


.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا




.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا