الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(وَكُلٌّ مُغرَمٌ بِلَيلَاهُ يَاحَمدَانَ)!

علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)

2020 / 11 / 27
الادب والفن


(مَقالَةٌ كُتِبَت إثرَ حِوَارٍ ساخِنٍ مع جَرَّاح قَلبٍ أمَرِكيٍّ مُلحِدٍ):
" إِنَّ حَمدَانَ هُوَ جَارِي بالجنبِ"
لِكُلِّ نَفسٍ يَاحَمدانَ هَوَىً تَتَّبِعُ خُطَاهُ قَصَّاً الى مُستَقَرِّهِ لِتَسعَدَ بِهِ وَتَزدَانَ , فتَتَشَفَّعَ تَحتَ أذيَالِهِ بَحثَاً عَن غَدٍ مَفقُودٍ لاهٍ, أوَ رَغَدٍ معقودٍ وجاهٍ, أو مَالٍ موعودٍ زاهٍ وَوِلدَان .
فَهناك نَفسٌ لاهيَةٌ فِي نِزاعٍ قائمٍ, لِتَسَيُّدِ رَأسِ العشَيرَةِ وَالعُنوَانِ , وَتلكَ نَفسٌ في صِراعٍ دائمٍ, لِتَصَيُّدِ كَأسِ الوِزَارَةِ والبُنيانِ .
وَنَفسٌ جاثيَةٌ في مَكتَبةٍ لِمُنتَدى ثَقافَةٍ وَمِدادٍ وَخِلّان , وَنَفسٌ عاثيَةٌ في مَجلَبةٍ لمَقهى صَلافَةٍ وَوِدَادٍ وَرِهَان. وَنَفسٌ زاهيَةٌ في وَلِيفِ رُتبَةٍ عَلى كَتفِهِا فَهي هَمسُها والبَيانِ , وَنَفسٌ ساهيَةٌ في رَصِيفِ عِمَارَةٍ فَهي أُنسُها وَالعَنان , وَنَفسٌ راعيَةٌ في ظَرِيفِ خَمَّارَةٍ فَهي غَمسُها والدُّخان.
أزوَاجٌ هَي لَيلى النُّفُوسِ وأزوَاجٌ هوَ الهَوى يَاحَمدَانَ, وكُلٌّ يَعدو ويَغدو مُنَقِباً على ليلَاهُ, فيُمَنّي بل يُغَنِّي لَها بِتَرَنُّحٍ وَأشجَان.
وتَسألُني مَن لَيلى,وَيحَكَ! أومَا سَمِعتَ عَنها حَمدان!
دَعكَ مِنها وَلَقد بَصُرتُكَ البَارِحَةَ إذ تَكيلُ أزبَالَكَ حَذوَ دَاري أيُّها اللئِيمُ الفَتَّان؟ دَعكَ وَأنصِت...
زُبُرُنَا جَمْعَاً -يَاحَمدان- وَاحِدٌ لكنَّ بَوحَ لَيلَانَا مُضرَمٌ بِألوَان .
عُمُرُنَا دَمعاً -يَاحَمدان- سَامِدٌ لكنَّ دَوحَ مَأوَانا مُكرَمٌ أو مُهَان.
هَوَى ليلانا هو إلهُنا, يَأمُرُ فَنُطيعُ بِلا مِرَاءٍ أو دِهَان.
(أَهي لَيلى بَائِعَةَ الّلبَنِ عِندَ الفُرنِ صُبحَاً يَاجَاريَ الحَيران)؟
دَعكَ مِنها يَاحَمدان!
حَسنَاً حَمدان, إنَّ "لَيلى" هي هَوَى "قَيس" أيُّها الجَاهِلُ أعوَجُ اللسَان!
مَهلَاً , هُنالِكَ هَوَىً ل(ليلى) أنَسيتَنيهُ يَاحَمدان!
هوىً إنحَرَفَت إبرَةُ بوصلةِ هَوَاهُ شَطرَ مُستَقَرُّ الرُّوحِ وِمُنتَدى الظَّمآن : مَسجِدُ الحَيِّ الصَّغيرِ إِذ يَتَغَنَّمُ بِنَدى الإيمَانِ وَيَتَنَغَّمُ بِصَدى الآذَان. تَدخُلُهُ فَتُمَلَّأَ بِعطرٍ مِن إطمِئنَانٍ, يَتَهَلَّلُ في شَدَاهُ الهَيمَان, وَبِقطرٍ مِن أمَانٍ, يَتَسَلَّلُ في مَدَاهُ الوِجدَان , ولا تَسَل عَن عِطرِهِ يَاحَمدان مِن أينَ أتى وَكيفَ وَأنّى لِعِطرٍ في خَرَسَانَةٍ بِلا أغصَانٍ ولا أفنَان!
وَلكن يَاحَمدان...
لايَخلُو شَذا ذاكَ البَيتِ وَمَدَاهُ مِن نَوَازِع يَأُزُّهَا الشَّيطَان, مَا بينَ جَعجَعة مِن هَمَزَاتٍ, وَشَعشَعة مِن لَمَزَاتٍ, وَرُبَمَا وَخَزَات وبُهتَان! فَتَرى يَاحَمدان مَن يَغمِزُ فيهِ غَيرَ مُضطَّرٍ وبٍلا حُجَةٍ وَبُرهَانٍ, حُلَّةَ لَبُوسٍ لِهذا, وَعِلَّةَ عُبُوسٍ لِذاكَ وَهُمَا لَهُ في الدِّينِ إخوَان!
هَذا الغَمزُ يَا حَمدان, قَد يُزِيلُ مِن عِطرِ الإطمِئنَانِ, وَيُمِيلُ مِن شَطرِ الإمَانِ, وَإنَّما سَلامَةُ الفُؤادِ يَا حَمدان جَزَاؤها أنهُرٌ وَجِنَان, وَهذا أمرٌ لَيسَ بِهَيِّنٍ عَلى القُلُوبِ حَمدانَ, فَلا يَقوَى عَلى القَلبَ إلّا مَن تَرَقَّى فَارتَقَى الأركانَ.
دَخَلتُ ياحَمدان المَسجِد هَذهِ المَرَّةِ , بَعدَ جَولَةِ حِوَارٍ ليَ مَعَ فَريقِ من إلحادٍ وَطُغيان. فَريقٌ لاجُندَ لَهُ الّا سُخريَةً وَهُزواً وَجُحُوداً بالآياتِ والفُرقان, بِإسمِ عُلومِ طِبٍ وفَضاءٍ, وهُمومِ فِيزياءَ, بِحَماقةٍ وبُهتان, لكنِ الغَلَبَةَ فِيهِ لِلحَقِّ المُهيمِنِ بِإحسَان, وَجَلَبَةَ البَاطلِ مَالها الّا خُسرَانَ وخُذلان . دَخَلتُ المَسجِدَ فَتَأملتُ وُجُوهَاً عابِدَةً, مَابينَ قَائمٍ و سَاجدٍ وَتَالٍ لِقُرآن. لَكَأنِّي أرَى مَلائِكةً عَجَّ بِهِمُ المَكانُ! أينَ غَمزِي وَلَمزِي وَكَيفَ إختَفَت عُيُوبُهم عَن عَيني والأضغَان!
نَظَرتُ إلى وُجُوهِ العَابدينَ - مِن طَرفٍ خَفيٍّ- فَرَأيتُها كُلَّها , كُلَّها يَاحمدان تَشِّعُ بِضِياءٍ وَرَحمَةٍ وَ إيمَان . ضِياءُ تَوحِيدٍ لإلَهٍ وَاحدٍ عَزيزٍ مُقتَدِرٍ ورَحمان.أسرَرتُ في نَفسي يَا حمدان: اللهُ..لَكَم هي هَذِهِ الوُجُوهِ مَحظُوظَةٌ - رَغمَ لَمزِها- بِمُستَقَرٍّ أحتَضَنَها مُصَان!
لَكَم هَي مَحفُوظَةٌ - رَغمَ غمزِها- بِمِئزَرٍ مِن شِركٍ وكُفران!
تَبَّاً ياحمدان لِهَمزٍ منّي يَعصِفُ بِنَدَى الإطمئنانِ, وَلَمزٍ مِنكَ يَقصِفُ بِصَدَى الأمَانِ, وتَبَّاً لَغَمزٍ ومِرَاءٍ وَفِرقٍ وَشَنَآن.
كُلُّ يَا حَمدان لَهُ لَيلاهُ يَرجُو لِقَاءَها والرِّضوان, ولا جَمَالَ لِ(لَيلى) يَاحَمدان إلّا بِشَهَادِةِ تَوحِيدٍ خَالِصٍ وَرَجَاءٍ لعَفوٍ وَغُفران,. فَأستَمِتِعْ بِجَمَالِ كُلِّ وَجوهٍ خُطَّ على جَبينها (لا إلهَ الّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ) رَغمَ هَمزِهِا وَلَمزِهِا وَوَخزٍ قد لا يُعجِبُكَ فيهِا, فالحَالُ ذَاتُها فِيكَ عِندَهُم لكِن بِكِتمان, لإنَّكما موحِدَينِ على ظهرِها لِلرَّحمن .
وَذاكَ يَاحَمدان هو سِرُّ المِيزانِ , ذو الكَفةِ الواحدِةِ الرَاجِحَةِ : (لا إلهَ الا اللهُ) المُنقِذِةِ المُنجِدَةِ يَومِ الآزفَةِ من النِّيران,وَحَقٌّ لِها أن تَتَطَايرَ بها الأوزَارُ وتَفُوزَ في الرّجحَانِ .وكيفَ لاتَرجحُ وهي سِرُّ الوجُودِ كُلِّهِ وسِرُّ الأمنِ والأمَانِ! فَهَنيئاً لِكُلِّ مُوَحِدِ بِسمُوِّ هذا المَستَقَرِّ وبِعِلوِّ الشَان, وَبُعدَاً لأهلِ إلحادٍ و تَمَرُّدٍ وَعِصيَان.
وَ{لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ ۚ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}
ثُمَّ صَرَّحَ مُتَأفِفَاً حَمدان:
الآنَ حَقَّاً قَد ضَاعَ عَلَيَّ كُنهُ وَكَينونَةُ ( لَيلى) يَاجَاريَ الهَيمَان؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با