الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب والديكتاتورية وضرورة القضاء عليهما

حسين ديبان

2006 / 7 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


في ظل أوضاع خطيرة ومعقدة للغاية تعيشها شعوب منطقة الشرق الأوسط بسبب ماإبتليت به هذه المنطقة من زعامات دينية عنصرية وقومية شوفينية تصر على اغراق المنطقة وشعوبها بمزيد من الموت والخراب والدمار، لا لشيئ إلا إرضاء لنزواتها التدميرية وشهواتها الدموية، ومحاولة البقاء لأطول فترة ممكنة في مواقعها السلطوية في وقت خلا فيه العالم تقريبا من الأنظمة الديكتاتورية التي لم يعد لها مكانا إلا في ذاكرة الشعوب بما إقترفته من جرائم وقمع وعنف واستبداد.

ان هذه الزعامات والأنظمة وفي ظل اصرار العالم على القضاء على الأنظمة الديكتاتورية والعصابات الإرهابية ونتيجة خوف هذه الأنظمة والعصابات من الوصول الى قدرها المحتوم الذي لا بد منه تحاول اليوم خلط الآوراق طمعا في كسب المزيد من الوقت فتحاول إشعال معركة هنا وبلبلة هناك ظناً منها أن معاركها الني تشعلها والبلبلة التي تحدثها ستمنع العالم من العمل على إنهاء جبروتها وطغيانها.

إن العملية الإرهابية التي قام بها حزب الله الإرهابي بالأمس هي وغيرها من العمليات الإرهابية الأخرى التي قامت بها شقيقته في الإرهاب حركة حماس الفلسطينية قبيل الإجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة، بضوء أخضر ودعم كامل من نظام الملالي في ايران والنظام البعثي الفاشي في دمشق. هذه العمليات سيكون ضحيتها الرئيسي على المدى القريب هو الشعب الفلسطيني وهو مابدأ فعلاً من خلال قيام الحكومة الإسرائيلية بتدمير بناه التحتية ومؤسساته الحكومية الرسمية وكذلك توقف مصادر رزقه التي مازالت تصله عبر الدول المانحة وأغلبها من الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، وعبرمايجبى من الضرائب لصالح السلطة الفلسطينية من قبل الحكومة الإسرائيلية، والأطراف السالفة الذكر جميعها على الطرف النقيض من توجهات وبرامج هذه الحكومة الفلسطينية التي اختارت لها برنامجا ارهابيا جعلها وشعبها في واد والعالم كله بما فيه الكثير من الدول العربية في واد آخر، كما أن الشعب اللبناني واقتصاده وموسمه السياحي الذي انتظره اللبنانيين بعد أن أعدوا له كل مايمكن لأجل إنجاحه سيناله ضررا كبيرا بسبب تهور وجنون وارهاب حزب الله، في حين يرتع نظام دمشق ونظام آيات الله الإيراني بالأمن والأمان وتحقيق المكاسب على ظهر شعوبهم أولا وظهر الشعبين اللبناني والفلسطيني ثانيا ولكن الى متى؟

العالم اليوم تغير كثيرا جدا، ولابد من الإشارة والتذكير مجددا عسى أن يعرف ذلك الديكتاتوريين وعصاباتهم الإرهابية ويقدرون خطورة مايقومون به من أفعال أن عالم مابعد الحادي عشر من سبتمبر هو غير العالم قبل هذا التاريخ، وهذا العالم الجديد الذي قضى على أكثر الأنظمة الدينية استبدادا وهو نظام طالبان في افغانستان، كما انه وجه ضربة قاضية الى أعتى الأنظمة الديكتاتورية في التاريخ وهو نظام الطاغية العراقي صدام حسين وجلبه شخصيا هو وكل أركان حكمه الى قفص العدالة ليُحاكم على جرائمه التي ارتكبها بحق الشعب العراقي وجيرانه في محكمة عادلة وعلنية لم يعتد عليها العرب والمسلمين في ماضيهم البعيد والقريب، كما وأن عالم مابعد الحادي عشر من سبتمبر هو الذي أرغم النظام البعثي الديكتاتوري السوري على الإنسحاب من لبنان بعد ان امتص هو ورجال مخابراته خيرات هذا البلد الجميل لأكثر من ثلاثين عاما وقتل خيرة أبنائه الأحرار، وهذا العالم أيضا هو الذي فرض عملية السلام في السودان وفي كثير من المناطق الساخنة في العالم، كما وله يعود الفضل الأكبر في اتساع مساحة الحريات الإنسانية العامة والتضييق على انظمة القهر والإستبداد في الكثير من دول المنطقة. إن العالم الذي نجح في تحقيق هذا كله لن يسمح لبضعة مجانين وشلة من العصابات المتطرفة في إعاقة انجازاته في توسيع رقعة السلام والحد من الحروب والخراب والدمار ومسبباته، وسيعمل كل مامن شأنه ايقاف هؤلاء المجانين عند حدودهم هذا ان لم يعمل على القضاء عليهم مرة واحدة.

ان الشعب اللبناني الذي عُرف بإنفتاحه وثقافته الكبيرة وبعشقه للحرية لن يقبل بأن يظل أسيرا لمجنون وارهابي خطير ومن يقف ورائه ويدعمه في دمشق وطهران، وهو ان صمت طويلا فدافعه الوحيد عدم الإنجرار الى مايريده أعداؤه من حرب داخلية ستحرق أخضر لبنان قبل يابسه، إلا أن الكيل قد طفح ولم يعد بإمكان هذا الشعب المغلوب على أمره الصبر أكثر من ذلك، وسيتحرك سريعاً لوقف جنون هذا الإرهابي الكبير، وعلى الضفة الأخرى فإن الشعب الفلسطيني الذي اختار الحركة الحمساوية الإرهابية بملئ ارادته في انتخابات ديمقراطية عليه أن يصبر على ما جلبه لنفسه من ويلات ومصائب بإختياره هذه الحركة قبل أن يقرر من جديد أن يركلها خارجا بعد أن رفض هذا الشعب الإستفادة من دروس الشعوب الأخرى في افغانستان والسودان الذين خبروا الإسلاميين في الحكم ولم ينالوا من ورائهم إلا الدماء والدمار.

أما الشعب السوري العزيز فإنه يتطلع اليوم الى العالم وشعوبه الحرة لمساعدته في الخلاص من نظام الصبي الديكتاتور الذي تجاوز في أفعاله القمعية ضد شعبه كل المواثيق والأعراف الإنسانية الدولية التي يتبجح دائما انه من الموقعين عليها والمباركين لها في حين أن أفعاله الإستبدادية والهمجية تشير الى عكس ذلك تماما، وكل ذلك سيدفع العالم الى الإسراع في القضاء على هذا النظام الذي كان يجب أن ينقرض منذ فترة هو وغيره من الأنظمة الديكتاتورية في منطقة الشرق الأوسط إضافة طبعا الى نظام الملالي الإرهابي في طهران الذي يسير بخطى حثيثة نحو نهايته من خلال اصراره على انجاز قوة نووية سيكون من نتيجتها نهاية الحياة على هذه الأرض فيما لو سمح له العالم بإستكمال إنجازه وهذا هو المستحيل بعينه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة