الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزمن الصيني القادم

عدلي عبد القوي العبسي

2020 / 11 / 27
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لدى الصين قصه نجاح مذهله اثارت اندهاش الخبراء الاقتصاديين والمفكرين والباحثين وجمهور المثقفين في شتى انحاء العالم
قصه نجاح في التنميه والاداره و النهوض بمستوى معيشه الشعب وقفزات هائله في شتى المجالات في التكنولوجيا والصناعه و التجاره والزراعه والمياه والثقافه والسياحه والاتصالات والمواصلات
وتطوير ضخم وتحديث للبنيه التحتيه و تغطيه جغرافيه واسعه للخدمات العموميه ونهضه جباره في الريف
كل هذا حدث في غضون عقود قليله من الزمن وحققته اداره عبقريه مسنوده باراده سياسيه قويه والتفاف شعبي جماهيري متسلح بالوعي العلمي الثوري
الحديث هنا اذا عن معجزه تنمويه اسمها ( المعجزه الصينيه )
ولن استطيع في هذه العجاله الا ان اتحدث عن الشئ القليل لان من يريد ان يعرف عن النجاح الصيني
عليه ان يقرأ الكثير من المراجع ويشاهد العديد من الافلام الوثائقيه والمحظوظ اكثر هو ذلك الذي تسنى له زياره هذا البلد ومعاينه مظاهر المعجزه عن قرب

نظام عالمي انتقالي تقوده الصين يبدأ مع مطلع الثلاثينات

الصين الجديده الان على اعتاب قياده مسيره الحضاره البشريه في القرن الواحد والعشرين وتقود قافله من الامم تضم العشرات من الامم الطموحه ترتبط مع الصين اقتصاديا وسياسيا وامنيا وثقافيا في مشروع اممي عملاق يسمى (مبادره الحزام والطريق ) one belt one road initiative
الذي هو في حقيقه الامر اكثر بكثير من مجرد كونه مشروع عملاق للتجاره الدوليه تقوده الصين
وانما هو ايضا تحالف حضاري ضخم يضم اغلب شعوب العالم العريقه
محوره الاساس التعاون والشراكه والمصير المشترك وقيمه هي قيم الانسانيه الامميه
وهو يمثل رافعه لتجاوز بربريه ووحشيه النظام العالمي الامبريالي ( الامريكي )و الدخول في النظام العالمي الجديد الذي يتميز بالشراكه والاحترام المتبادل والاعتماديه المتبادله القائمه على النديه والتعاون والانصاف والتكافوء والذي يمثل التحالف الحضاري الشرقي الجديد نواه له ليتمدد ويتعمم ويشمل ايضا اجزاء من النصف الغربي للكره الارضيه

السر يكمن في النهج العلمي

لا يكفي القول ان سياسه انفتاح الصين الجديده اواخر السبعينات على الاستثمارات الاجنبيه الهائله وتدفق التكنولوجيا الحديثه وتوطينها ومعها اساليب الاداره الحديثه هو مفتاح النجاح لان هذا قد حدث بالفعل ايضا في اماكن اخرى في العالم
ولا حتى يكفي الحديث عن ميزه السوق الضخمه والايدي العامله الرخيصه وامكانات الموارد الطبيعيه
او الميزات الجغرافيه او الخصائص الانثروبولوجيه للمجتمع الصيني
فكل هذه الامور لم تكن لتنفع وحدها لو لم يكن هناك نظاما سياسيا عبقريا ينتهج النهح العلمي الثوري
ويحمل فكرا استراتيجيا مبدعا للبناء والتقدم الاجتماعي محوره الانسان وارتكازه العلمي على التخطيط المرن
والدوله الاجتماعيه المنفتحه على السوق والقائده للمسار التنموي الاقتصادي الاجتماعي الشامل والمنسق والمستدام
ونظاما سياسيا عبقريا تتربع على عرش هرمه القياده الاداريه الطليعيه الشعبيه النابغه والتي اظهرت التزاما صارما بالمبادئ والسياسات التنمويه العبقريه المدهشه
اذا فلو وضعنا السؤال الملح التالي :
ما السر وراء اعتلاء الصين الشعبيه القمه ووصولها الى مرتبه الدوله المتحضره الاولى في العالم والقائده الاولى للمسيره الحضاريه الجديده لشعوب العالم ؟
ماالسر وراء هذا الصعود المفاجئ والمذهل لهذه الامه في غضون اربعه عقود قليله من الزمن ؟

نقول في البدء ان الجواب على هذا السؤال قد لا يكفيه مجلدات ضخمه لسرده ولكن بايجاز واختصار وعبارات قليله نعتقد نحن اليساريون من محبي ومعجبي تجربه الرفاق الصينيين ان خلف هذا النجاح بلا شك رؤيه استراتيجيه صائبه نابعه من فكر علمي ثوري سليم اثبتت الايام صوابيته وصلاحيته لحل معظم مشكلات المجتمع
في مقابل اخفاق الفكر الرجعي البورجوازي السائد في الغرب على تنويعاته المختلفه من (ليبراليه بورجوازيه ودينيه وفاشيه ) في حل مشكلات المجتمع والتقدم به صوب افاق اكثر انسانيه وتقدميه تحرره من الفقر والجهل والعنف
وهو ما نلمسه من مظاهر الاخفاق والفشل الذريعة في المجتمعات الغربيه البورجوازيه المتأزمه وعلى رأسها الولايات المتحده الاميركيه وسائر المجتمعات التي تدور في فلكها وتنهج نهجها المأزوم .
وكذلك ما لمسناه سابقا في تجربه الدول الاجتماعيه ذات النمط الستاليني التي وان كانت هي بدورها قد حققت انجازات تنمويه اجتماعيه ونهضويه شامله الا انها عانت من اخفاقات وفشل في جوانب عده ولم تتمكن من الحفاظ على اهم مكتسبات التطور التنموي او من تحقيق مستوى معيشه مناسب او تحفيز الجماهير الشعبيه على الانتاج بصوره افضل .
فالتجربه العظيمه للحزب الشيوعي الصيني تميزت بتجنب الوقوع في فخ الدوجماتيه وقررت انتهاج طريق الواقعيه والمرونه والتدرج واستلهام افكار العمالقه الكبار بهذا الخصوص اولهم القائد والمناضل والمفكر العظيم ( ماو تسي تونج ) الذي وضع اللبنات الاولى في هذا الصرح العظيم والذي له افكار علميه صائبه بخصوص اهميه الانطلاق من الممارسه العلميه الثوريه والعلاقه الجدليه بينها وبين الفكر وكذلك عمالقه اخرين مثل شوان لاي و بنغ الاول (مهندس الاصلاح والانفتاح وصاحب الاستراتيجيه الجديده والذي لعب الدور الابرز في رسم ملامح الطريق الجديده ثم تسيمن وهو جنتاو وصولا الى بنغ الثاني (شي جين بنغ ) القائد الثوري العبقري للمرحله الراهنه وصاحب المبادره العظيمه لاحياء طريق الحرير المسماه (حزام واحد وطريق واحد والذي قام بتقديم فلسفته في الحكم في كتابه الشهير ( حول الحكم والاداره) .

جميع هؤلاء ادركوا بعمق و حساسيه مدهشه اهميه الافكار الذهبيه المفتاحيه للتغيير الثوري والتقدم الاجتماعي ك الانتقال التدريجي للمسار التطويري الثوري والتقدير الواقعي للامكانات والمعوقات والتحليل العلمي للواقع الاجتماعي و التقييم العلمي الموضوعي للمشكلات والنظره الصائبه لروح العصر وقراءه التحولات العالميه قراءه علميه دقيقه والتحلي بالحكمه والصبر والتروي والتمحيص والتدقيق والتدرج المرحلي واتباع سياسه النفس الطويل في سلوك المسار المحدد للمعالجه
وربما قد ساعدهم على ذلك خبره الموروث الصيني في فن الحرب وما يقدمه من بعض الافكار النيره في هذا المجال

ثلاثيه ذهبيه

والقول ان التمسك بالثوابت والمبادئ الرئيسه مع انتهاج طريق الواقعيه والعمليه والعلم في البناء التنموي وتعبئه طاقه الجماهير الشعبيه في اتجاه عمليه البناء والنهوض بعد كسبها الى صف المسار الجديد
هذا الدمج الفعال بين هذه المكونات الاستراتيجيه الثلاثه هو السر في كسب المعركه والنجاح في تحقيق الاهداف المرسومه في نهايه المطاف الرفاه والرياده والتقدم الاجتماعي
صوب تحقيق (المجتمع الرغيد على نحو شامل ) والذي لن يتحقق ابدا خارج مسار الاشتراكيه ذات الخصائص الصينيه كما هو الهدف المرسوم الذي يتم الانتقال اليه بثقه وطموح وعمل متفان
وبعيدا عن الدعايه والمبالغه التي قد يعتقد البعض انها من مستلزمات التعبئه الشعبيه والاستقطاب وكسب النفوس والعقول
كان هناك حقا قدر لا باس به من نهج الواقعيه والمصارحه والمكاشفه في المناقشات والتقييمات الدوريه
ولا شك ان مستوى الوعي الاجتماعي الرفيع لدى قطاعات هامه من الشعب الصيني قد ساعد ايضا في خلق بيئه ثقافيه فكريه مستعده للانخراط بوعي وحماس في مسيره النهوض العملاقه للشعب الصيني
هذا المستوى الرفيع من الوعي جاء كمحصله وتراكم لجهود سنوات طويله من البناء الثقافي التنموي و انتهاج اساليب ثوريه في التوعيه والتنوير وهو انجاز عظيم يحسب على الجيل الاول من قياده الحركه الشيوعيه في الصين وعلى رأسهم القائد المناضل والمفكر العظيم ماو تسي تونج

مؤشرات وانجازات عظيمه

ساذكر لكم هنا بعض المؤشرات والانجازات التي تؤيد ما نقوله عن النجاح الصيني
الصين هذا البلد الاسيوي الذي كان بالامس القريب يتحدث عنه اليابانيون وكذلك المبرطنون (محبو الثقافه البريطانيه وخدام السياسه البريطانيه وعملائها ) على انه رجل اسيا المريض
والبلد الضعيف الهش المنهك المقلد هاهو الان يقلب المعادله والصوره رأسا على عقب
فلن يمضي وقت كثير من الان لكي يقال بدلا من (الصين تقلد العالم ) فان (العالم يقلد الصين )
تم اعلان الصين الدوله الاقتصاديه الاكبر في العالم قبل اسابيع قليله من قبل صندوق النقد الدولي ووكاله المخابرات الامريكيه وعلى اساس المقياس الصحيح وهو مؤشر تعادل القوه الشرائيه بما يقارب الاربعه وعشرين ترليون دولار في مقابل عشرين ترليون للولايات المتحده الامريكيه
الصين نهضت بشكل هائل في مجال تغطيه الخدمات العموميه على نطاق جغرافي و لدى اوسع شرائح اجتماعيه وتوفير السلع والبضائع ولديها شبكه امان اجتماعي هائله تغطي نسبه كبيره من السكان
و اظهرت الصين صوابيه فكرتها حول الوصفه المدهشه (اقتصاد السوق الاجتماعي ) في الفتره الانتقاليه والتي حققت نجاحا تنمويا مدهشا يستفيد من امكانيات المبادره الفرديه والمشروع العام تحت قياده واشراف الدوله الشعبيه
وقد بنت عده مناطق حره ساحليه ابرزها في شانغهاي الذي يمكن اعتباره اهم ميناء في العالم
وتستفيد من امكانيات هونج كونج بعد عودتها لحضن الوطن الام من خلال التجربه الرائده
(دوله واحده ذات نظامين ) one country two systems
وقامت الصين بتطوير وبناء عشرات ومئات المدن والبلدات والقرى
وهي الان اكبر مصدر في العالم واكبر مستهلك
وهي مصنع العالم
وهي الشريك الاول لاكبر دول العالم
وهي صاحبه اكبر مشروع بنيه تحتيه في التاريخ
وهي صاحبه العشرات من المشاريع المعماريه والانشائيه المدهشه التي تبرز بوصفها تحف معماريه وعجائب حديثه
( هل سمعتم مثلا عن مشروع اسمه طريق السماء )
و المشاريع العملاقه التي تروض بها جيشان الطبيعه على سبيل المثال مشروع (سد المضائق الثلاث )
والذي به تمكنت الصين من ابطاء دوران الارض كما قيل لجزء ضئيل من الثانيه للدلاله على ضخامه المشروع وتأثيره
الصين تسعى الان للاطاحه بعرش البترودولار وتقديم اليوان كعمله ذات سطوه عالميه والعمله دخلت بالفعل قائمه العملات الكبيره
والصين تتقدم في تقنيه الاتصالات ومثال ذلك شركه هواوي العملاقه التي ارعبت الدول الاوروبيه واميركا
وشركات صينيه اخرى تنافس في مجال التواصل الاجتماعي
والصين تبني شبكتها الخاصه و تشغل بدائل محليه لمواقع التواصل الاجتماعي وتفكر في انهاء الهيمنه والتجسس الاميركي القذر على الشعوب
وهي تجهز موسوعتها الالكترونيه الضخمه كبديل لويكيبيديا
ومن ضمن عشرين معيارا للتفوق الاقتصادي بحسب كبار الخبراء الامريكان تتمتع الصين بالافضليه على بقيه دول العالم
وهي الاولى حاليا في الانفاق على البحث والتطوير
والاولى في براءات الاختراع والابتكار
ولديها مدخرات هائله لدى الدول الكبرى وهي الدوله التي تقرض امريكا مبالغ ضخمه
ويميل الميزان التجاري لصالحها مع اميركا
والوحيده التي تحقق نموا ايجابيا في زمن الكورونا
والافضل في العالم من حيث السيطره على الوباء مستخدمه افضل اساليب المواجهه والاحتواء
ويكفي استخدامها لجيش من الروبوتات وانزاله الى الشوارع للسيطره على الوباء
ويكفيها فخرا معجزه بناء مستشفى في عشره ايام
تعد الصين الان خططها للقضاء على الهيمنه الاميركيه العسكريه على الفضاء
حيث تمكنت الصين من اطلاق اقمارها الصناعيه واسقطت في العام 2006 قمرا صناعيا بصاروخ من الارض
وهو ما يعني ان بامكانها الان في حال نشوب حرب عالميه اسقاط كافه الاقمار الصناعيه الاميركيه الكثيره العدد متعدده الاغراض التي تدور حول الارض وارجاع اميركا قرنين من الزمن الى الوراء !!!
وللعلم ايضا كدلاله على المكانه والنفوذ والتأثير يقال ان انهيار الاقتصاد الصيني فيما لو حدث فانه سيتسبب على الفور وفي غضون ايام قليله في انهيار الاقتصاد الاميركي ومن ثم بالتالي الاقتصاد العالمي ككل!!.

تمد الصين نفوذها الان وهيمنتها تدريجيا على افريقيا واسيا وتسعى جاهده للاحلال محل امريكا المنسحبه
وتمد لها موطئ قدم في الشرق الاوسط عبر بوابتها الاكبر ايران ذات الموقع الاستراتيجي الضخم بوصفها (قلب طريق الحرير ) التي هي الان بصدد عقد اتفاق تاريخي للشراكه الاستراتيجيه و هي اتفاقيه ضخمه التأثير من شأنها ان تقلب موازين القوى في المنطقه وتفتح باب الدخول الصيني على مصراعيه الى المنطقه
والجدير ذكره هنا ان معظم دول الشرق الاوسط قد قبلت الانضمام الى مبادره الحزام والطريق بما فيها الامارات والسعوديهواخذت تعد نفسها للتكيف مع الزمن الصيني القادم ،
بحيث يمكن القول ودون ادنى مبالغه ان دول الخليج وتركيا واسرائيل وايران ومصر والسودان والجزائر وغيرها ليست الان سوى مراكز تجاريه صغيره (مولات ) في الخط الدائري الغربي لمدينه عظيمه اسمها الصين !


مظاهر التأخر
حسنا ، هل هناك جوانب للقصور والتأخر ؟!

نعم، وهي لا تزال كثيره للأسف اذا ما قسناها بالطموح والهدف المنشود !
فلا يزال هنالك الكثير من الجهد الواجب عمله للتغلب على مشكلات التلوث البيئي وابرزها مكافحه تلوث هواء المدن والذي بلغ مستويات خطيره !! الى الدرجه التي اصبحت معه المعيشه في بعض المدن محفوفه بمخاطر فقدان الصحه البشريه !
ايضا هناك مسأله ضروره التقليل من اسهام النشاط الصيني الصناعي في ظاهره الاحتباس الحراري
وهو اسهام لو تعلمون عظيم !
وكذلك تقليل الفجوه التنمويه بين الريف والمدن
وتطوير امكانات السوق الداخليه للتقليل من الاعتماد على التصدير الخارجي
وتنميه قدرات الطاقه البديله للتقليل من الحاجه الى الوقود الاحفوري
ورفع مستويات معيشه سكان الريف فعليا الى المستوى الرغيد المنشود
واستكمال تنميه وتحضير بعض المناطق المهمله نسبيا !
والتغلب على التفاوتات الكبيره في الدخل الطارئه داخل مجتمعات الكثير من المدن
ومكافحه الفساد الناشئ في الجهاز الاداري للدوله !! (ان حقيقه وجود عدد كبير من المليارديرات الصينيين
لا شك انها امر صادم وسئ جدا في بلد يتحدث عن بناء الاشتراكيه !! )
وتوسيع نطاق الحريات المدنيه والقبول بالتنوع والاختلاف في اطار النظام
والتقليل من العنف القمعي للدوله تجاه المنتقدين
مع تعزيز القدرات الامنيه والدفاعيه لمواجهه التهديدات الخارجيه خاصه تلك العربده الاميركيه الاطلسيه في بحر الصين الجنوبي )
والارتقاء بمستواها لتغدوا مكافئه للقدرات الغربيه الاطلسيه
والتركيز اكثر في مسأله الامن السيبراني وحمايه حقوق الملكيه الفكريه
وتطوير المستوى الاعلامي والثقافي الدعائي الترويجي لنجاح التجربه الصينيه ولتقديم الصين امام شعوب العالم بالصوره الحقيقيه بعيدا عن التشويه الغربي الحاقد والمغرض !



اضمحلال النفوذ الغربي الاطلسي على العالم

سقطت الصين منذ منتصف القرن التاسع عشر في قبضه الغرب الاستعماري وعانت من اذلال قومي فضيع امتد لقرن كامل منذ حرب الافيون سيئه الصيت مع بريطانيا واستمر الاذلل والضعف والهوان احتى قيام الثوره الاشتراكيه العظيمه التي قادها الرفيق المناضل القائد العظيم ماو تسي تونج
لتعود الصين مجددا الى واجهه مسرح الكبار في العالم وتنطلق كالقطار السريع على سكه اللحاق الحضاري بالغرب والعصر الحديث
وفي احدى سنوات المد الثوري العظيم في احدى لحظات الفخر والحكمه والاستناره قال الرفيق ماو تسي تونج لطلبه المدارس قولته الشهيره (ستتغلبون على بريطانيا )!!
مستشرفا في قوله ذاك المستقبل القريب
وهو الحلم الذي تحقق بعد ذلك في غضون جيلين تاليين من الزمن !!
ليصل القطار الصيني السريع بعد ثوره وانعطافتين الى وجهته الفضلى ولتعتلي الصين قائمه الامم المتحضره وتجتاز حضاريا بريطانيا بل واميركا ايضا !!
وهاهي الصين الان قد اصبحت دوله حضاريه عظمى تقود المسيره الحضاريه الجديده للشعوب وتنهج النهج الانساني الثوري الاممي التقدمي و تلعب حاليا الدور الابرز في التهيئه لبناء النظام الجديد والعالم الجديد من خلال مشروعها الحضاري العملاق
وذلك من اجل تجاوز بربريه النظام الامبريالي الاميركي احادي القطب والمهيمن على العالم
ستكون هناك طبعا عمليه تاريخيه طويله وحاسمه لتجاوز بقايا الامبرياليه العسكريه ذات النهج الفاشي

والتي تمثلها امريكا
ستمتد ربما لعشرات السنوات

وهي العمليه التي سيتم فيها اضمحلال النفوذ العالمي والانتشار العالمي لحلف الاطلسي ليتراجع الى موقع القوه الدفاعيه والانزواء في البقعه الجغرافيه التي يشير اليها اسمه البغيض ا ي حلف (شمال الاطلسي )
وستشهد ايضا التراجع الكبير في نزعه عسكره العالم و صراعات النفوذ الامبريالي ذات الطابع العسكري المتوحش التي يتوقع الكثيرون من المستقبليين انها حتما ستخف كثيرا في العقود القادمه لمصلحه التعاون والتنسيق ومواجهه الاخطار اوالتحديات الكوكبيه المشتركه كتغير المناخ والطاقه والسكان و الامن الغذائي وتلوث البيئه .






دروس العام 2020

ونحن على اعتاب نهايه هذا العام
نصل الى الاستنتاج الرئيس من الاحداث الضخمه التي مر بها هذا العام والتي شملت ساحه العالم اجمع
حيث فشلت كل الجهود الاميركيه الاطلسيه في ايقاف الصعود الصيني الى القمه
فمن دس فيروس كورونا كسلاح بيولوجي بواسطه جنود اميركيين شاركوا في دوره الالعاب العسكريه
لغرض ضرب الاقتصاد الصيني!! بحسب الروايه الصينيه وهي الارجح في اعتقادي
الى شن الحروب التجاريه و اشعال الاحتجاجات المناوئه في هونج كونج
واثاره قضيه الويغور لتحريض العالم الاسلامي ضد الصين
الى تسليح تايوان ومحاوله تطويق الصين في بحر الصيني الجنوبي والتخطيط ربما لشن حرب عسمريه خاطفه محدوده مع الصين في بحر الصين الجنوبي
وغيرها من الادوات والاساليب الفاشله التي ارادت وتريد ايقاف عجله التقدم الصيني الزاحف نحو القمه والتربع على قائمه اكبر دول العالم .
وهكذا تؤكد الاحداث الانعطافيه الاخيره حقيقه ان الصين الشعبيه تتهيأ فعلا في قادم السنوات لاستلام مقود قياده شعوب العالم صوب النظام العالمي الجديد والدخول في العهد الجديد الذي لا مكان فيه للتفرد والاحاديه والهيمنه الامريكيه الاطلسيه على العالم
وعقد واحد من الزمن منذ الان يكفي لاعلان هذا الواقع الجديد واعلان الاضمحلال والتراجع لنزعه العسكره والهيمنه الامبراطوريه الاميركيه على العالم
واعلان ان النظام الجديد يقوم على التعدديه القطبيه والشراكه والتعاون في مواجهه المشكلات الكوكبيه ويقوم على الاحترام المتبادل والنديه والانفتاح الحضاري والحوار الخلاق والاسهام المشترك في بناء الحضاره الانسانيه الجديده للقرن الواحد والعشرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و