الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوقفوا مهزلة الاعلام الساخر ونحن لسنا بحاجة لبرنامج ربع الجداحة

اسراء العبيدي
كاتبة واعلامية

([email protected])

2020 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


بعد سنوات من الحرب ودوامات العنف المتتالية في العراق، ظهرت برامج السخرية أو مايسمى بالاعلام الساخر في العراق لجذب العراقيين على محطات التليفزيون والإنترنت , ولكن يجب الاعتراف إن تجربة الاعلام الساخر غير ناجحة بالعراق أبدا, لأن الاعلام الساخر يؤجج الصراعات السياسية ولايحل ولايربط شيئا كما يزعم البعض, وفيه كم هائل من السخرية والاستهزاء بالاضافة للتجاوز على رجال الدين وهذا لايجوزمطلقا (إن لم تستح فإفعل ماشئت) . وفي الحقيقة كل هذا يحدث بسبب التقليد الاعمى للغرب "برنامج الإعلامي الساخر الشهير" جون ستيوارت "ذا ديلي شو" , ولربما تجربة الاعلام الساخر لباسم يوسف في مصر نجحت لكن لايمكن تطبيقها بالعراق ! السؤال هنا لماذا ؟ لأنه في العراق لدينا ما يقارب 50 قناة تلفزيونية، وأعتقد، إلى حد بعيد، أن أكثر من 99 في المئة منها تابعة لأحزاب سياسية، وبالتالي هذا لايعني انك اليوم في عصر السوشيال ميديا" يا احمد البشير تستطيع أن تسخر من أي سياسي أو إعلامي أو أي شخصية كما يحلو لك لتستقطب تفاعل الناس بحجة رفع وعي الجمهور , وايضا هذا لايعني مهما كنت أنت الأشهر في برامجك الساخرة أنك ستصبح مثل الإعلامي علي فاضل مقدم برنامج ولاية بطيخ ولا مثل الممثل "ستاند أب" كوميدي أحمد وحيد وذلك لأنهم لايتخطون الحدود الحمراء كما تفعل أنت . لذلك لاتعتقد أبدا فقط الجماعات السياسية والدينية في العراق لا ترحب ببرامج السخرية وبرامجك أنت بالذات . هنالك أيضا جمهور عراقي لم يتابع ولايتابع أبدا ولاحلقة من حلقاتك منذ بداية ضهورك حتى اليوم هذا . مهما بذلت جهدا كبيرا, لكن الحقيقة شيء والواقع شيئا آخر فلا تنتظر أن يصفق لك الجميع ولاتنسى انت مهما فعلت لن تستطيع أن تجذب جميع أطياف الشعب العراقي لبرامج السخرية والنقد الساخر بحجة الوعي للشعب واضحاكهم ( الامور لاتتم بهذا الشكل الذي تتصوره أبدا) , لأنه هنالك جمهور عراقي كبير مثقف سياسيا ويدرك الكثير مما يحدث وليس غافلا كما تتصور لكي يضحك على طريقتك السخرية والاستهزائية , وأيضا ليس هنالك الكثير من يحب النميمة واغتياب الناس لانه يؤمن بهذه المقولة ( لايدخل الجنة نمام ) . وليس من المعقول أبدا ياجمهورية البشير شو في هذا اليوم "جمعة الوقفة التضامنية " تنزل حلقة ربع الجداحة وتستهزء بما جرى اليوم في ساحات التحرير , بعد أن صدر التيار الصدري توجيهات جديدة لحشد تظاهرات انطلقت اليوم يوم الجمعة المصادف 27/11 . وفي الاساس هذه التضاهرات أصدرتها اللجنة المركزية المشرفة على الاحتجاجات الشعبية وأيضا أصدرت بيانا دعت فيه جميع الكوادر والمثقفين والمنظمات والإعلام للمشاركة وهنالك من ساندهم من اللجان التنظيمية والقوات الأمنية .
قبل كل شيء لاتنسى هؤلاء هم عراقيين وأبناء بلدك خرجوا من أجل الاصلاح ومن أجل الوطن حاملين (العلم العراقي وسجادة الصلاة والكفوف والكمامة ) وصلوا صلاة الجمعة ووقفوا وتضامنوا و قدموا إلى ساحة التحرير بأهازيج عراقية رافعين الاعلام العراقية . ولاداعي أبدا ان تضهر وتقول ( ياحفنة الارانب راقبوا أرانبكم , وأرانبكم جاي تلوص ) بصراحة عليك أن تنتقي ألفاظك جيدا قبل أن تصرح وتقول أسوء مهنة أن تحلل أو تصبح من أصحاب المقاومة وتعرض فقرة الدولاب بطريقتك الفجة والساخرة , وعليك أن تدرك جيدا إن أسوء مهنة اليوم هي الاعلام الساخر . فلماذا لاتترك مهنة الاعلام الشريفة لأصحابها لأن ( الاعلام السمعي والمرئي والاعلام الالكتروني والاعلام الرقمي ) هو الاعلام الحقيقي بالعراق وليس ماتقدمه أنت , لأن كل ماتقدمه لا يسمى إلا بالاعلام الساخر . ونحن لسنا بحاجة لبرنامج ربع الجداحة وخليك مرتاح انا مو من ربع الجداحة ولا من ربع السيد . وماذنبي أفتح اليوتيوب لأتصفحه كما يتصفحه الكثيرون من رواد النت ومواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم أرى عنوان على اليوتيوب حلقة جديدة لبرنامج ربع الجداحة ...
أرجع وأقول أنا مو من ربع الجداحة أنا عراقية وأقف مع أبناء وطني الشرفاء الذين خرجوا اليوم لساحات التحرير من كافة المحافظات العراقية ...
وياجمهورية ربع الجداحة عليك أن تفهم ليس جميع من خرج اليوم ووقف وقفة تضامنية هم من أبناء التيار الصدري بل هم عراقيين خرجوا من اجل الاصلاح حاملين الاعلام العراقية .
الرحمة والخلود على الشهداء الذين سقطوا اليوم في الناصرية والشفاء العاجل للجرحى . ومهما حدثت من خروقات من الذين إندسوا اليوم لأحداث الفتن والفوضى والذين أهدافهم كانت معروفة كما فعلوا أهالي ذي قار والناصرية في كربلاء المقدسة “خلال مراسم زيارة أربعينية الامام الحسين عليه السلام من تعريض أمن الزائرين والمعزين للخطر نجد السيناريو نفسه اليوم قد تكرر، ولكن بحكمة رجال قواتنا الامنية البطلة انتهى الامر خلال دقائق معدودة وعادت الامور الى طبيعيتها وواصل الزائرون أداء مراسم الزيارة بشكل اعتيادي مع الإجراءات الأمنية وفق خطة حماية الزوار . و لا يخفى على المؤمنين حجم الجهود التنظيمية والأمنية الجبارة التي تـُبذل سنوياً من كل الجهات ذات العلاقة في كربلاء والحكومة المركزية، ليخرج موسم الأربعين المبارك بأبهى صورة .
وفي الختام أوجه الشكر للإعلامي صدام هاشم على هذه الحلقة الرائعة التي نزلت قبل دقائق على اليوتويب بعنوان (ربع الجداحة الحقيقة الكاملة لكذب البشير شو) . وأقول أوقفوا مهزلة الاعلام الساخر ونحن لسنا بحاجة لبرنامج ربع الجداحة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع